-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
كان للمفكر السوري زكي الأرسوزي دور بارز في تأسيس الفكر القومي العربي، كما أنه المؤسس الأول لحركة البعث العربي، وطوال مسيرته وحياته دعا إلى الوحدة العربي ونبذ المستعمر ومحاربته، وقد لاقت دعوته تأييدًا من المثقفين والطلاب في دمشق، في السطور تعرف على مسيرته وحياته وقصة نضاله.
من زكي الارسوزي؟
زكي نجيب إبراهيم، وحصل على لقب الأرسوزي لاشتغاله كمدير في ناحية أرسوز في عام 1924، هو مفكر عربي ومؤسس الفكر القومي العربي وحزب البعث الاشتراكي ولد في اللاذقية في يونيو عام 1899.
عمل الأرسوزي مدرسًا للفلسفة في أنطاكيا، وقد من أهم الداعين إلى القومية العربية وحارب الوجود الفرنسي والتركي في سوريا، وقاد حملات لمقاومة التتريك في لواء الإسكندرونة.
لاقت أفكار الأرسوزي صدى واسعًا وتأييدًا كبيرًا من الطلاب والمثقفين في دمشق، وقد أسس الأرسوزي جريدة العروبة التي تحدث فيها عن أفكاره واتجاهاته الفكرية وأيدولوجيته.
كانت لنشأة الأرسوزي تأثير كبير على فكره القومي، حيث كان والده من الرافضين للوجود العثماني وكان من الداعين إلى القومية العربية واعتقل بسبب ذلك، وكانت لهذه الحادث تأثير على فكره السياسي والقومي فيما بعد.
نشأته وتعليمه
ولد المفكر السوري زكي الأرسوزي في مدينة اللاذقية على ساحل سوريا، وكانت المدينة آنذاك تابعة للسلطنة العثمانية. نشأ الأرسوزي في عائلة علوية من الطبقة المتوسطة، حيث كانت والدته من عائلته دينية بارزة في سوريا.
أما والده نجيب كان محاميًا وكان من دعاة القومية أيضًا، وقد ألقي القبض على والده من قبل السلطات العثمانية بسبب أنشطته القومية عام 1915، وكانت لهذه الحادثة تأثير على فكره واتجاهاته السياسية.
بعد خروج والده من السجن انتقلت العائلة للعيش في منفى داخلي في مدينة قونيا في الأناضول، وبعد عام سمحت للعائلة العودة إلى أنطاكيا، ورغم ما حدث لوالده لم يثنه عن الاستمرار في الدعوة إلى أفكاره القومي.
فوفقًا لزكي استبدل والده العلم العثماني بالعلم الهاشمي في مقر الحكومة في أنطاكيا، وذلك عندما سمع خبر دخول الملك فيصل الأول إلى دمشق خلال الثورة العربية الكبرى، حيث كان الملك فيصل ملكًا غير معترف به للملكة العربية السورية حتى عام 1920.
بعد الحرب العالمية الأولى درس الأروزس في معهد لاوت في لبنان، وخلال دراسته درس الفرنسية وعرف بأنه ملحد. عمل الأرسوزي بعدها مدرسًا في أنطاكيا.
في عام 1927 انتقل إلى فرنسا للدراسة في جامعة السوربون بعدها حصل على منحة من المفوضية الفرنسية العليا، ودرس في فرنسا لمدة 3 سنوات ولكنه لم يحصل على الشهادة الجامعية.
خلال دراسته في فرنسا تطور اهتمامه بالفلسفة الأوروبية وخاصة في القرن التاسع عشر، وقد تأثر بأفكار هنري بيرجسون وجورج توماس ويوهان غوتليب فيشت وغيرهم من فلاسفة أوروبا.
هل زكي الارسوزي علوي؟
نعم، كان زكي الأرسوزي علويًا، حيث نشأ في عائلة علوية سورية من الطبقة المتوسطة، وكانت والدته مريم من عائلة دينية مشهورة تنتمي إلى الطائفة العلوية في سوريا.
هل زكي الأرسوزي ملحد؟
نعم، اشتهر زكي الأرسوزي بإلحاده عندما انتقل إلى لبنان للدراسة في معهد لاوت. تأثر الأرسوزي بكتب نيتشه وكان يرى أن عصر الجاهلية العربية هي أفضل مرحلة للعرب وسمّاها المرحلة الذهبية.
كان الأرسوزي يرى أن القومية يجب أن تكون مصدر كل المقدسات والمثل العليا في الوطن العربي.
مسيرته المهنية
بعد أن أنهى دراسته في لبنان عمل زكي الأرسوزي مدرسًا للرياضيات في مدرسة ثانوية في أنطاكيا، وفي الفترة ما بين 1924 إلى 1926 شغل منصب رئيس المنطقة التعليمية في أنطاكيا.
بعد عودته من فرنسا وإنهاء دراسته في فرنسا عاد إلى سوريا واستأنف مهنته التعليمية حيث عمل في إحدى المدارس في أنطاكيا. كان الأرسوزي يدرس مبادئ الثورة الفرنسية والفلسفة الأوروبية في المدارس، وقد منعته السلطان الفرنسية من ذلك.
أصر الأرسوزي على تدريس ما أراده فمنع من التدريس وأوقفته السلطات الفرنسية. في عام 1934 أسس الأرسوزي ناديًا لتعليم الفنون الجميلة إلا أنه قوبل بالرفض من السلطات الفرنسية أيضًا وكان هذا العام بداية نشأة مسيرته السياسية والقومية تقريبًا.
تأسيس رابطة العمل الوطني
في عام 1934 بدأ زكي الأرسوزي يدعو لأفكاره القومية العربية، وقد عُرف بتعصبه للقومية العربية، وذلك بعد أن منعته السلطات الفرنسية من تأسيس نادٍ لتعليم الفنون الجميلة بهدف نشر الثقافة الفرنسية.
في لبنان أسس الأرسوزي مع رفاقه، وكان عددهم 50 تقريبًا، رابطة العمل الوطني، وكان رئيسًا لهذه الرابطة منذ تأسيسها وحتى عام 1939.
تمتع هذا الحزب بشعبية وقبول من الجمهور، وخاصة أن معظم الأحزاب العربية كانت يهيمن عليها الوجود العثماني. في أوائل الثلاثينات كان الأرسوزي أشد المنتقدين لضم السلطات التركية ولاية الإسكندرون إليها، وبفضل هذا الأمر أصبح من رموز النضال القومي العربي.
في عام 1939 تخلى الاحتلال الفرنسي عن ولاية الإسكندرون لتركيا بعد تحالف استراتيجي مع تركيا، وبعد هذه الحادثة عاد إلى دمشق وترك رابطة العمل الوطني.
تأسيس الحزب الوطني العربي
عاد زكي الأرسوزي إلى دمشق وعمل في التدريس وخلال هذه الفترة درّس مبادئ الثورة الفرنسية والفكر التوحيد الألماني والفلسفة الأوروبية منها فلسلفة نيتشه وكارل ماركس وهنري بيرجسون.
بعد فترة من حراكه الثوري قرر تأسيس الحزب الوطني العربي، ولكن لم يستمر هذا الحزب لفترة طويل، حيث غادر إلى العراق في نهاية عام 1939 لمحاولة نشر فكره القومي ولكنه لم يلقَ قبولًا في العراق فقرر العودة إلى سوريا من جديد عام 1940 ليؤسس حزب البعث العربي.
تأسيس حزب البعث العربي
عاد الأرسوزي إلى سوريا عام 1940 وكان يصدر منشورات يدعو فيها إلى القومية العربية تحت اسم "البعث العربي". في الوقت نفسه كان ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار ينشرون مقالات ومنشورات تحت اسم "الإحياء العربي" حيث أسسا حركة قومية تحمل الاسم نفسه.
قرر الأرسوزي مع عفلق والبيطار تأسيس حزب البعث العربي، وقد تعرضوا للطرد والملاحقة بسبب ذلك. نفي الأرسوزي من دمشق وعاد بعد عامين وحاول إحياء الحزب من جديد ولكنه فشل.
خلال ذلك الوقت انضم معظم أعضاء الحزب إلى أحزاب وحركات عربية نشطة أكثر، وتوتر العلاقة بين الأرسوزي وعفلق حيث اتهم الأرسوزي عفلق بسرقة أفكاره وسرقة حزبه.
ابتعاده عن السياسة لفترة
بعد الخلافات بينه وبين عفلق تراجع اهتمام زكي الأرسوزي بالسياسة، وقد استمر في مهنة التدريس واهتم أكثر بعلوم اللغة العربية ونشر كتاب بعنوان "عبقرية اللغة العربية" عام 1943.
في هذه الفترة أصبح الأرسوزي أقل اجتماعية وكان يميل إلى العزلة والوحدة وكان يوصف بأنه غير متزن نفسيًا ويعاني من الهلوسات والأوهام.
في عام 1949 قرر الأرسوزي العودة إلى طرطوس وعاش مع والدته لفترة ثم توفيت بعد أن عانت من الفقر والمرض، وقد عاش الأرسوزي في خلال هذه الفترة في فقر مدقع بسبب اضطهاد السلطات الفرنسية له.
عمل الأرسوزي بعدها كمدرس ثانوي في حماة وحلب حتى عام 1952، ثم انتقل للتدريس في كلية تأهيل المعلمين حتى تقاعد عام 1959.
عودته إلى الساحة السياسية
عاد نجم زكي الأرسوزي من جديد في الستينيات على يد حافظ الأسد الذي استعان به لمساعدته في تشكيل أيدولوجية الضباط البعثيين في الجيش السوري، وخلال هذه الفترة تراجع الدعم لميشيل عفلق وصلاح البيطار.
منحه حافظ الأسد معاشًا تقاعديًا من الحكومة، وتم انتخابه عضوا في القيادة القومي لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1965، وفي العام التالي أصبح المتحدث الرسمي والمنظر الأيدولوجي لحزب البحث السوري وظل هكذا حتى توفي في 2 يوليو عام 1968.
كتب زكي الأرسوزي
أصدر الأرسوزي العديد من الكتب والمؤلفات والمقالات التي دعا فيها إلى أفكاره القومية والفلسفية، وقد جمعت مؤلفاته في دمشق بين عامي 1972 و1976.
من كتبه "العبقرية العربية"، و"رسالة الفلسفة والأخلاق"، و"الأمة العربية"، و"التربية السياسية المثلى"، و"الجمهورية المثلى"، و"صوت العروبة في لواء الإسكندرونة"، و"متى يكون الحكم ديمقراطيًا"، و"رسائل المدينة والثقافة"، و"رسالة الفن".
أسس الأرسوزي أيضًا جريدة العروبة التي نشر فيها مقالات ومنشوراته وأفكاره الثورية والفلسفية والتي تعرض بسببها لمضايقات من السلطات الفرنسية والتركية كذلك.
الاتجاهات الفكرية للأرسوزي
الفكرة الأساسية التي دعا لها زكي الأرسوزي طوال حياته هي الوحدة العربية، وقد كان مرتبطًا بتاريخ الأمة العربية أكثر من ارتباطه بالقوميين والبعثيين.
آمن الأرسوزي أن السبيل الوحيد لإنشاء أمة عربية حديثة هو تعريف العرب بماضيهم وحاضرهم من خلال اللغة العربية والتراث، لذا فقد أولى اهتمامًا كبيرًا باللغة العربية، وكانت اللغة بالنسبة له هو المفتاح الذي فقدته الأمة العربية ومن خلالها ستنشط الهوية العربية.
رأى الأرسوزي أيضًا أن العرب فقدوا هويتهم عندما سمحوا لغير العرب في تشكيل الحكومة والمشاركة فيها، وهو ما أدى إلى وضع قوانين لا تناسب العرب، وكلها أدت في النهاية إلى إضعاف الهوية العربية وابتعاد العربي عن تراثه وقوميته وهويته.
وقد سبق ذكر اهتمام الأرسوزي للغة والمسائل الثقافية بشكل كبير، والدليل على ذلك أنه وضع شرطًا وحيدًا للانضمام إلى منظمته ألا وهي كتابة أو ترجمة كتاب يعمل على إحياء التراث العربي.
بفضل اهتمامه باللغة العربية نشر كتابًا بعنوان "عبقرية اللغة العربية" وركز فيها على فقه اللغة، كما تحدث عن السلطة والديمقراطية ومشاكل الدولة المعاصرة في كتابه.
تأثر خلفيته الفكرية كثيرًا بخلفيته الدينية العلوية، كما يرى بعض المؤرخين أنه كان عنصريًا ومتعصبًا وكان فكره عقيمًا ولهذا لم يستمر أتباعه في الولاء له.