بطلة أول مسلسل إذاعي في الإذاعة المصرية، وأشهر أم في السينما المصرية إنها الممثلة المصرية رفيعة الشال التي عانت في حياتها من الكثير من الصدمات وتزوجت واحد من أشهر الممثلين في السينما المصرية، تعرف على مسيرتها الفنية في السطور التالية.
حياة رفيعة الشال ونشأتها
رفيعة أحمد عبد العال الشال هي ممثلة مصرية ولدت في 8 أكتوبر عام 1904 في قرية دنجواي التابعة لمركز شربين في محافظة الدقهلية، وتركت المدرسة في سن مبكر من أجل العمل في إحدى الفرق المسرحية.
منذ صغرها تمكنت رفيعة من لفت الأنظار حولها حيث كانت طفلة خفيفة الظل تحب تقليد حركات كل من يصادفها، كما كانت تحب تقليد الأدوار المسرحية التي كانت تشاهدها مع عائلها، وساعدها على ذلك ضخامة جسمها.
قررت رفيعة ترك المدرسة في سن الرابعة عشر والتحقت بإحدى الفرق المسرحية وقدمت فيها العديد من الأدوار، وفي عام 1930 التحقت بمعهد التمثيل الذي تم إغلاقه بأمر من وزير المعارف وقتها حلمي عيسى بحجة الاختلاط بين الجنسين ولم تكمل دراستها، ولكنها كانت تلميذة جورج أبيض المفضلة الذي كان معجبًا بأدائها.
على الرغم من رفض والدها لعملها في الفن ولكنها تحدته وتمكنت من أن تحقق نجاحًا كبيرًا في المسرح ثم اتجهت إلى السينما لتحقق شهرتها الحقيقية.
تزوجت رفيعة للمرة الأولى من فرج النحاس أحد أعضاء الفرقة المسرحية التي تمثل فيها حتى تستمر معه عضوة في الفرقة، كما ان زميلها في المسلسل الإذاعية "عيلة مرزوق" وقدم شخصية مرزوق في المسلسل، وأنجبت منه ابنًا.
تزوجت رفيعة للمرة الثاني من الممثل المصري حسن البارودي وأنجبت منه ابنتها الوحيدة أميرة، وقد غيرت اسمها بعد زواجها منه إلى رفيعة البارودي، وقد أنجبت ابنتها أميرة على أرض المسرح في بيروت، وقد تخرجت من كلية الطب أيضًا.
توفيت الفنانة رفيعة في 10 يونيو عام 1962 عن عمر يناهز 57 عامًا تاركة خلفها إرثًا فنيًا طويلًا.
انتحار ابنها
أنجبت رفيعة من زوجها ابنًا أقدم على الانتحار، حيث كان طالب طب وقرر الانتحار بسبب رفض الفتاة التي يحبها لحبه والارتباط به، وقد تمكنت رفيعة من تقديم دور الأم المكلومة في السينما والإذاعة، كما أجادت تمثيل دور الأم الشريرة أيضًا.
بدأت الحكاية عندما عادت رفيعة إلى منزلها برفقة زوجها فرج النحاس بعد عرض إحدى المسرحيات لتجد ابنها ملقى على الأرض لتكتشف أنه انتحر بسبب حبه لفتاة غنية رفضت الارتباط به.
بعد هذه الحادثة انفصلت رفيعة عن زوجها حيث لم تتمكن من العيش في البيت الذي انتحر فيه ابنها، وشغلت نفسها بالفن حتى التقت بالفنان حسن البارودي وتزوجته.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة رفيعة الشال مشوارها الفني في سن الرابعة عشر حيث قررت ترك المدرسة والاتجاه إلى التمثيل في المسرح، ومثلت في فرقة جورج أبيض وقدمت العديد من المسرحيات معه.
اتجهت رفيعة بعد ذلك إلى الإذاعة حيث تعتبر أول ممثلة تعمل بالإذاعة المصرية وقت إنشائها، وذلك وفقًا لما قاله الناقد الفني عبد لله أحمد اببه الشهير بميكي ماوس في كتابه "مع هؤلاء".
قدمت رفيعة دورًا في أول تمثيلية تقدمها الإذاعة منذ إنشائها عام 1934، وكانت التمثيلية بعنوان "مجنون ليلى" وقامت فيها بدور ليلى، بنما قام بدور المجنون الممثل أحمد علام.
ظلت رفيعة تعمل في الإذاعة لسنوات وكانت تتقاضى جنيهًا واحدًا عن كل دور تؤديه، وبعد ثلاث سنوات زاد أجرها ليصبح اثنين جنيهاً و36 قرشًا عن كل ربع ساعة تمثيل.
في هذه الفترة قدمت رفيعة تمثيليها منها "عوف الأصيل"، و"قسم"، و"فرحة رمضان"، و"عزومة رمضان"، و"قدر ولطف"، و"الربيع"، و"ساعة لقلبك" وغيرها وشارك في هذه المسلسلات موظفي الإذاعة مثل علي خليل، ومحمد فتحي، وحافظ عبد الوهاب.
تميزت رفيعة بصوتها الساحر في الإذاعة وهو ما جعلها خيارًا أولًا لمنتجي ومخرجي المسلسلات الإذاعية ووصفها عميد الأدب العربي طه حسين بصاحبة الصوت الساحر.
رفيعة الشال في السينما
ومن الإذاعة إلى السينما حيث اتجهت رفيعة إلى السينما بداية من عام 1937، وقدمت دورًا في فيلم "الحل الأخير" عام 1937 مع سليمان نجيب، وميمي شكيب، وقد اشتهرت بتقديم دور الأم في السينما المصرية، حيث قدمت دور عبد الحليم حافظ في فيلم "الوسادة الخالية" وكان من أشهر أدوارها.
في عام 1942 شاركت في فيلم "علي بابا والأربعين حرامي" مع الفنانة ليلى فوزي، كما شاركت في فيلم "أولاد الفقراء"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "جوهرة" وفي عام 1944 شاركت في فيلم "ليلى في الظلام".
في عام 1945 شاركت في فيلم "سلامة"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "ضحايا المدنية"، و"راوية"، و"دايمًا في قلبي"، وفي عام 1947 شاركت في فيلم "نور من السماء"، و"ليالي الأنس"، و"عدو المجتمع"، و"سلطانة الصحراء"، و"المتشردة".
في عام 1948 شاركت في فيلم "ليلى العامرية"، و"فتح مصر"، و"شمشمون الجبار"، و"الهوى والشباب"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "هدى"، و"كرسي الاعتراف".
في عام 1950 شاركت في فيلم "إلهام" وفي العام التالي شاركت في فيلم "وهيبة ملكة الغجر"، و"بلد المحبوب"، و"الشرف غالي"، وفي عام 1952 شاركت في فيلم "شم النسيم"، و"الإيمان"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "موعد مع الحياة"، و"يا ظالمني"، "مرت الأيام"، و"صراع في الوادي".
شاركت رفيعة بعد ذلك في عدد من الأفلام منها "اعترافات زوجة"، و"الشيخ حسن"، و"درب المهابيل"، و"من القاتل"، "صوت من الماضي"، و"أنا الشرق"، و"الوسادة الخالية"، و"شباب اليوم"، و"شارع الحب"، و"ساحرة النساء"، و"المعلمة"، و"قبلني في الظلام".
خلافها مع ليلى حمدي
دخلت الفنانة رفيعة في خلاف مع الفنانة ليلى حمدي والمونولوجيست حورية عراقي بسبب اسمها، وذلك وفقًا لإحدى المجلات حينها، ففي سبتمبر عام 1958 تنازع الاثنين على لقب "رفيعة هانم" الذي كان يُطلق على الاثنين، وأعلنت كل واحدة أحقيتها في هذه الشخصية.
المضحك في الأمر أن ليلى وحورية من ذوات الأجسام الضخمة، ولكن الفنانة ليلى حمدي هي صاحبة شخصية رفيعة هانم التي ابتكرها رسام الكاريكاتير رخا في رسوماته، ولجأت ليلى له ليقرر أيهما الأحق بهذا اللقب ليقرر أنه من حق الفنانة رفيعة الشال.