رصد هالة الشمس في سماء السعودية

أفادت الجمعية الفلكية بجدة أنه صباح اليوم الخميس 24 أبريل 2025، تم رصد ظهور حلقة ضوئية تحيط بقرص الشمس في قبة السماء، فوق محافظة صبيا جنوب السعودية.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن هذه الظاهرة تعرف باسم هالة 22 درجة، لافتة إلى أنه تم توثيقها ورصدها بوضوح في سماء المنطقة.

وأشارت أن الهالة الشمسية تتكون عندما ينكسر وينعكس ضوء الشمس داخل بلورات الجليد السداسية الدقيقة الموجودة في الغيوم الرقيقة والمرتفعة، وتحديدًا غيوم السيرس الباردة، حيث يبلغ نصف قطر هذه الهالة الزاوي 22 درجة، ولهذا سميت بهذا الاسم.

وأوضحت فلكية جدة أن هذه البلورات تتواجد غالباً على ارتفاعات تتراوح ما بين 5 إلى 10 كيلومترات فوق سطح الأرض، حتى في الأجواء الحارة.

وأكملت أن درجات الحرارة في طبقات الجو العليا تكون منخفضة بدرجة كافية لتشكيل الجليد، فيما تأخذ البلورات شكل أعمدة طويلة سداسية الجوانب تشبه قلم الرصاص، وتعمل كمجموعة من المنشورات والمرايا، فتقوم بتشتيت ضوء الشمس في اتجاهات متعددة، ما يؤدي إلى ظهور الهالة.

ونوهت الجمعية إلى أن الجهة الداخلية من الهالة تبدو بلون أحمر باهت، في حين تتلاشى الألوان تدريجياً نحو الخارج، مردفة إن المنطقة داخل الهالة تظهر أكثر قتامة نسبياً، وذلك بسبب غياب البلورات العاكسة هناك.

وتابعت أن الهالة تحتفظ دوماً بنفس القطر الزاوي، بغض النظر عن موقعها في السماء، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان، تظهر بشكل غير مكتمل، حسب توزيع البلورات في الغلاف الجوي.

وأردفت فلكية جدة أن هالات مشابهة قد تتشكل أيضاً في الأجواء شديدة البرودة حول أعمدة إنارة الشوارع، عندما تطفو في الهواء بلورات جليدية صغيرة جداً تعرف باسم غبار الألماس، لافتة إلى أنها تعكس الضوء بطريقة شبيهة.

وبينت أنه من المهم التمييز بين هذه الظاهرة، وتلك المرتبطة بقطرات الماء، مثل قوس قزح أو الإكليل الشمسي، والتي تختلف في الشكل والآلية الفيزيائية.

ونبهت الجمعية أنه عند رصد الهالات الشمسية أو تصويرها، يجب تجنب النظر المباشر إلى الشمس دون أدوات حماية مناسبة للعين، حتى للحظات قصيرة.

وذكرت أنه يفضل دائماً حجب قرص الشمس خلف مبنى أو جسم ثابت عند التصوير، كما يمنع تماماً النظر إلى الشمس من خلال عدسة الكاميرا مباشرة دون فلتر شمسي خاص.

وأضافت فلكية جدة أن هذه الظواهر البصرية يمكن رؤيتها في جميع أنحاء العالم، سواء في الشتاء أو الصيف بما في ذلك المناطق المدارية، عندما تكون الظروف الجوية مواتية.