يعد الكاتب والناقد المسرحي المصري رشاد رشدي من أبرز الشخصيات المبدعة في مجال المسرح والصحافة، فقد ألف العديد من المسرحيات التي شكلت وجدان فن المسرح في مصر، وعرف أيضًا بكتابته النقدية ودراساته، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو الدكتور رشاد رشدي؟
هو كاتب وناقد مسرحي مصري ولد في عام 1912 في مدينة القاهرة، ويعد من أبرز وأهم الكتاب المسرحيين في مصر ومن أهم الصحفيين والنقاد كذلك.
عرف رشاد بمواقفه السياسية البارزة، وكتاباته الأدبية التي تنوعت بين الفلسفة والمسرح والصحافة والنقد والتي وصلت إلى 35 مؤلفًا.
وعن نشأته يقول الكاتب رشاد إنه نشأ في ظل الاستعمار البريطاني لذا سعى إلى الحرية وعشق بلده مصر وهدف إلى تحريرها أرضًا وإنسانًا وفكرًا وروحًا. عشق رشاد المسرح والتدريس والحصافة وقد خاض تجارب مميزة في هذه المجالات.
نشأته وتعليمه
ولد رشاد رشدي في مدينة القاهرة وقد التحق بمدرسة شبرا الابتدائية، ثم درس بعدها في مدرسة الأمير فاروق الثانوية. التحق بعدها بجامعة القاهرة وحصل على دبلوم معهد التربية العالي، ثم حصل على دكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة ليدز في إنجلترا.
زوجة رشاد رشدي
تزوج الكاتب والناقد المسرحي رشاد رشدي من الكاتبة المصرية لطيفة الزيات، وقد أثار هذا الزواج تساؤلات عدة حيث كانت لطيفة ماركسية يسارية، بينما كان رشاد يميني الفكر والسلوك.
مسيرته المهنية
بعد عودته من إنجلترا بدأ رشاد رشدي مسيرته المهنية في التدريس، فقد عمل مدرسًا لعدة سنوات، وبعدها تم تعيينه ناظرًا في مدرسة النقراشي. انتقل بعدها للعمل في التدريس في الجامعة فعمل أستاذًا في كلية الآداب جامعة القاهرة.
شغل رشاد أيضًا منصب رئيس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة وظل يشغل هذا المنصب لمدة 22 عامًا. في عام 1975 تم تعيينه رئيسًا للمعهد العالي للفنون المسرحية، كما شغل منصب رئيس أكاديمية الفنون، وقد شغل كذلك منصب رئيس مسرح الحكيم.
وبجانب عمله الأكاديمي والعمل المسرحي برز اسم رشاد رشدي بشكل كبير في مجال الصحافة، ولكنه لم يبتعد عن المجالات الأدبية والمسرحيات في عمله الصحفي، فقد شغل منصب رئيس تحرير مجلة المسرح في الفترة ما بين 1960 إلى 1966، وبعدها انتقل إلى شغ منصب رئيس التحرير في مجلة الجديد وظل يشغل هذا المنصب منذ عام 1973 حتى وفاته.
كان رشاد قريبًا من الرئيس السابق محمد أنور الساداتن وقد عمل مستشارًا للرئيس للأدب لعدة سنوات.
ما هي مسرحيات رشاد رشدي؟
عشق رشاد رشدي المسرح وغلب المسرح على أدبه. كتب رشاد العديد من المسرحيات خلال حياته منها مسرحية "الفراشة" التي كانت أولى إنتاجاته المسرحية، وبعدها أصدر العديد من المسرحيات الأخرى الناجحة.
وصف رشاد المسرح بأنه "حبه الأول"، وعن المسرح يقول: "لقد مررت في حياتي المتجددة الأطراف بتجارب كثيرة ولكن إذا سألني سائل ماذا خرجت أو سوف أخرج في هذه الحياة فسوف يكون جوابي حب الله وحب الجمال في كل ما صنعه الله وصنعه الإنسان".
من المسرحيات التي ألفها رشاد "لعبة الحب"، و"خيال الظل"، و"بلدي يا بلدي"، و"نور الظلام"، و"محاكمة عم أحمد الفلاحط، و"رحلة البحث عن الله"، و"عيون بهية"، ومسرحيات أخرى.
بجانب المسرح ألف عدة قصص منها "عربة الحريم"، كما نشرت له قصة "بحور الحب التي لا تعرف الغرب" عام 1984 وقد نشرت بعد وفاته.
ماذا أضاف رشاد رشدي للنقد العربي الجديد؟
للكاتب رشاد رشدي إسهامات جليلة في النقد العربي الجديد وتطويره،ي بشكل كبير بالنقد الغربي، وخاصة بالتيارات النقدية الحديثة التي كانت سائدة في أوروبا وأمريكا. استطاع رشدي من خلال استراتيجياته المتنوعة في النقد والتواصل مع الفكر الغربي، أن يؤسس للنقد الجديد العربي كياناً متماسكاً وقوياً.
ومن أبرز مساهماته الاهتمام بالمناهج النقدية الحديثة، فقد كان من أوائل النقاد العرب الذين اهتموا بالمنهج الحديث في النقد منها المنهج الاجتماعي والنفسي والبنيوي.
اهتم رشاد أيضًا بالتركيز على دراسة الشكل الأدبي واعتبره عنصرًا هامًا في التحليل الأدبي، فضلًا عن اهتمامه بالسياق الثقافي في فهم النص الأدبي، فقد كان من أوائل النقاد الذين اهتموا بدراسة علاقة النص بالمجتمع والثقافة التي نشأ فيها.
تميزت أفكار وآراء رشاد النقدية بالموضوعية، فقد ابتعد عن الانحيازات الشخصية، كما تميز أسلوبه في الكتابة النقدية بالرقي. وقد نتج عن هذا المنهج النقدي الحديث عددًا من المؤلفات منها "المدخل إلى النقد"، و"فن القصة القصيرة"، و"فن الدراما"، و"ما هو الأدب"، و"النقد والنقد الأدبي"، و"البحث عن الزمن" والذي نشر بعد وفاته عام 1990.