راي برادبري.. الأديب الأمريكي عبقري الخيال العلمي

يعد الكاتب الأمريكي راي برادبري واحد من أشهر الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين وقد برع بشكل خاص في مؤلفات الخيال العلمي والرعب والغموض، وقدم العديد من الروايات الناجحة لعل أهمها رواية "فهرنهايت 451"، كما اشتهر بكتابة سيناريو عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية وحياته.

من هو راي برادبري؟

راي دوجلاس برادبري هو أديب وكاتب أمريكي ولد في 22 أغسطس عام 1920 في لوس أنجلوس كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية ويعد من أشهر الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين.

اشتهر راي بشكل خاص بكتابة روايات وقصص الخيال العالمي والرعب والغموض، كما أنه برع في فن الشعر وكتب عدة مجموعات شعرية حققت نجاحًا كبيرًا.

أشاد النقاد والجمهور بموهبة رادي في الكتابة والتأليف وتم الإشادة بخياله وشخصيته الإنسانية، وبرع في إدخال الخيال العلمي إلى التيار الأدبي السائد.

عرف راي بتواضعه وإخلاصه وحبه لعائلته وزوجته، كما أنه أبعد نفسه عن السياسية واعتبر نفسه مستقلًا سياسيًا، ولكنه عبّر عن بعض آرائه السياسية.

نشأته وتعليمه

ولد راي برادبري في عائلة مهاجرة سويدية، والدها كان يعمل عامل خط كهرباء من أصل إنجليزي، وقد نشأ في عائلة كبيرة وممتدة وحصل على اهتمام كبير من كل أفراد أسرته.

ولد برادبري في عائلة محبة لقصص والحكاوي، وكانت عمته تقرأ له الكثير من القصص القصيرة عندما كان طفلًا، وقد أثر ذلك على تكوينه وحبه للقراءة والخيال.

عاشت عائلة راي في أريزونا في فترة من فترات حياته من أجل العمل ودرس فيها لفترة ثم استقرت العائلة فيما بعد في لوس أنجلوس وقد التحق بمدرسة لوس أنجلوس الثانوية وكان نشطًا في نادي الدراما في المدرسة، كما كان يحب التزلج على الجليد في هوليوود.

طوال حياته كان برادبري قارئًا نهمًا وكاتبًا نهمًا أيضًا وقد اتجه إلى الكتابة في سن صغير، وأول أجر حصل عليه مقابل الكتابة كان وعمره 14 عامًا حيث باع نكتة استخدمت في برناج بيرنز وألين الإذاعي.

ما ساعده أكثر على مواصلة الكتابة هو عدم تجنيده في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية، حيث رفض بسبب ضعف بصره، لذا اتجه إلى الكتابة وتخصص في كتب الخيال العلمي.

حياته الشخصية

تزوج راي برادبري من سيدة واحدة وهي مارغريت مكلور وظل معها حتى وفاتها عام 1947، وكانت زوجته هي المرأة الوحيدة التي كان على علاقة معها طوال حياته. رزق راي بأربعة بنات وهن سوزان، ورامونا، وبيتينا، وألكسندرا.

كان راي مسيحيًا متدينًا، وقد كان دائمًا يقول إن موهبته وحياته المهنية هبة من الله وهو ممتن لها جدًا. لم يتعلم راي قيادة السيارات ولم يحصل على رخصة مطلقًا وقضى حياته كلها وهو يستخدم وسائل النقل العامة أو الدراجة.

كان راي صديقًا مقربًا لرسام الكارتيكير الأمريكي المعروف تشارلز آدمز، وقد تأثر به كثيرًا حتى إن أول قصصه كانت عن عائلة اسمها إليوت، وهي عائلة تشبه عائلة آدامز إلى حد كبير.

مسيرته الأدبية

بدأ راي برادبري الكتابة في سن مبكرة، وكان حًرا في بدايته وكان يحضر جمعيات أدبية كثيرة. أول قصة نشرت لراي في مجلة "أكرمانا لخيالية" عام 1938 بعنوان "معضلة هولربوشن".

في سن 22 عامًا باع أول قصة فردية له مقابل 13 دولارًا، وفي سن 24 عامًا أصبح كاتبًا متفرغا، وقد واصل نشر قصصه الخيالية القصيرة التي حقق بسببها شهرة واسعة. من قصصه الناجحة كانت قصة "رجل الإطفاء" وقد طلب منه أن يمدد من كلمات القصة حتى يتم نشرها كرواية.

أهم روايات راي برادبري

ألّف راي برادبري العديد من القصص والروايات المميزة وخاصة في الخيال العلمي والمستقبل والنفس البشرية والتكنولوجيا والمجتمع، ومن أعماله الروائية الشهيرة رواية "السجلات المريخية" وتتكون من مجموعة من القصص القصيرة عن استعمار البشر للمريخ والتحديات التي يواجهونها خلال ذلك.

من أعماله المميزة أيضَا مجموعة قصصية بعنوان "الدنيا ونهاية الدنيا" وتناول فيها موضوعات فلسفية مثل الموت والحياة والزمن المستقبل، وقد تميزت هذه المجموعة بالاعتماد على رسومات تعبيرية غريبة للتعبير عن فكرته بشكل أوضح.

صدرت له رواية رعب ناجحة بعنوان Something Wicked This Way Comes وتحكي قصة صبيين يواجهان قوى شريرة تهدد مدينتهما. من أعماله أيضًا رواية شبه سيرة ذاتية بعنوان Dandelion Wine والتي تحكي عن قصة صبي يعيش في بلدة صغيرة في الولايات المتحدة خلال عشرينيات القرن الماضي.

ومن أهم رواياته وأكثرها شهرة على الإطلاق كانت رواية "فهرنهايت 451" والتي تدور أحداثها في مدينة خيالية في المستقبل اسمها ديستوبية، وتحكي قصة رجل إحراق مهمة إحراق الكتب في المدينة ومنع الأفكار الخطيرة من الانتشار لكنه يبدأ الشك في وظيفته ومجتمع.

أصبحت هذه الرواية من أشهر وأهم أعمال الخيال العلمي في القرن العشرين وقد أثرت على العديد من الأعمال الأدبية والفنية الأخرى. في عام 1954 حصلت الرواية على جائزة جون و. كامبل التذاكرية لأفضل رواية، وقد تم إدراجها في قائمة أفضل 100 رواية في القرن العشرين عام 1998 من قبل مجلة تايم.

في عام 1966 تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه من إخراج فرانسوا تروفو، كما تم إنتاج فيلم تلفزيوني مقتبس من الرواية صدر عام 2011، فضلًا عن العديد من المسرحيات الإذاعية والمسرحيات التي استندت أحداثها على الرواية.

بجانب الروايات السابقة أصدر أيضًا عددًا من الروايات الأخرى الناجحة منها "الحيوانات مليئة بالحب"، و"صوت الرعد"، و"رجل في القمر"، و"مغامرات راي برادبري"، وغيرها.

وفاة راي برادبري

في عام 1999 أصيب راي برادبري بسكتة دماغية واعتمد جزئيًا على كرسي متحرك، ولكنه في عام 2009 تمكن من الاستغناء عن الكرسي المتحرك وظهر لأول مرة بدون الكرسي.

توفي برادبري في 7 يونيو عام 2012 عن عمر 91 عامًا في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وقد أكدت وفاته ابنته ألكسندرا، وقد تم دفنه في مقبرة ويستوود فيليدج واختار أن يكتب على شاهد قبره اسم روايته الشهيرة "مؤلف فهرنهايت 451".