لم تكن شهرة رجل الأعمال المصري دودي الفايد بسبب عمله كمنتج أفلام سينمائي، ولكن شهرته العالمية جاءت بسبب علاقته مع الليدي ديانا أميرة ويلز، حيث قتل معها في حادث سيارة في باريس، تعرف على مسيرته وحياته في السطور التالية.
حياة دودي الفايد ونشأته
عماد الدين محمد عبد المنعم فايد هو رجل أعمال مصري ولد في 17 أبريل عام 1955 في مدينة الإسكندرية، وهو الابن الأكبر لرجل الأعمال والملياردير المصري محمد الفايد المالك السابق لمتجر هارودز.
دودي هو الأخ غير الشقيق لعمر وكاميلا وكريم وياسمين فايد، وكان والده المالك السابق لنادي فولهام لكرة القدم، وفندق ريتز باريس.
والدته هي الكاتبة السعودية سميرة خاشقجي، ابنة الطبيب محمد خالد خاشقجي الذي كان الطبيب الشخصي للملك عبد العزيز آل سعود، كما أنها ابنة شقيق تاجر السلاح الملياردير السعودي عدنان خاشقجي.
درس دودي في مدرسة كوليج سانت مارك الفرنسية الكاثوليكية للذكور في الإسكندرية، وبعدها التحق بمعهد بمدرسة روزي في سويسرا وهي مدرسة داخلية تعد من أقدم وأرقى المدارس وأكثرها تكلفة، كما درس في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية لفترة وجيزة.
بعد أن أنهى تعليمه عمل ملحقًا في سفارة الإمارات العربية المتحدة في لندن، وبعدها عمل منتجًا وأنتج الكثير من الأفلام.
حياته الشخصية وعلاقته بالليدي ديانا
في عام 1986 تزوج دودي من عارضة الأزياء سوزان جريجارد، ولكنهما انفصلا بعد 8 أشهر فقط من زواجهما.
وفي يوليو عام 1997 بدأ دودي الفايد علاقة عاطفية مع الليدي ديانا أميرة ويلز، حيث أظهرت الصحافة صورهما معًا.
قبل أن ينخرط دودي بعلاقة مع الأميرة ديانا كان على علاقة بعارضة الأزياء الأمريكية كيلي فيشر، حيث اشترى لها منزلًا في ماليبو كاليفورنيا بمال من والده، وكانا من المقرر أن يتزوجا على حد قولها.
ولكنها ادعت أن دودي هجرها من أجل علاقته بالأميرة ديانا بعد أن كانا على وشك الزواج، وقالت إنه هجرها بطريقة قاسية دون أي اعتبار لها على الإطلاق.
على الرغم من أن الصحافة في هذا الوقت روجت علاقتهما على أنها علاقة حب، ولكن بحسب ما نشرته إحدى الصحف البريطانية فإن الموظف الذي كان يعمل مع ديانا لم يرَ أي دليل على وجود علاقة عاطفية بينهما.
أوضح العامل أيضًا أنهما لم يتشاركا الغرفة نفسها في العطلات التي سافراها سويًا، حيث كانا مجرد صديقين فقط.
حياته المهنية وعمله في الإنتاج
بعد إنهاء دراسته عمل دودي الفايد كملحق في سفارة الإمارات العربية المتحدة في لندن، كما عمل كمستشار تنفيذي إبداعي لسلسة هارودز التي كانت ملكًا لوالده رجل الأعمال محمد الفايد.
عمل دودي بعد ذلك منتجًا منفذًا للعديد من الأفلام، ومنها فيلم Chariots of Fire عام 1981 وهو فيلم درامي رياضي تاريخي بريطاني من إخراج هيو هدسون وكتابة كولين ويلاند، ومبني على قصة حقيقية لاثنين من الرياضيين البريطانيين في دورة الألعاب الأولمبية عام 1924.
يحكي الفيلم قصة العداء إريك ليدل مسيحي اسكلتندي كان يركض من أجل مجد الله، وهارولد أبراهامز وهو يهودي إنجليزي يركض من أجل التغلب على التحيز.
شارك في العمل مجموعة من الفنانين منهم إيان هولم، وجون جيلجود، وليدنسي أندرسون، وشيريل كامبل وأليس كريج، وبراد ديفيد وغيرهم.
حاز الفيلم على عدة جوائز منها 4 جوائز أوسكار بما فيها أفضل صورة، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل لحن إلكتروني، وتم ترشيح الفيلم إلى 11 جائزة ويحتل المرتبة ال19 في قائمة أفضل 100 فيلم بريطاني.
كان دودي أيضًا المنتج المنفذ لسلسة أفلام F / X الأمريكية وهو فيلم إثارة من إخراج روبرت ماندل، وتم إنتاج عدة أجزاء من العمل بداية من عام 1996 إلى 1998، والعمل من بطولة بريان براون، وبريان دنيهي، وديان فينورا، وكليف دي يونغ وغيرهم من الفنانين.
عمل كذلك منتجًا منفذًا للنسخة التلفزيونية من الفيلم، كما شارك في إنتاج الفيلم البريطاني Breaking Glass عام 1980 من بطولة هازل أوكونور وفيل دانيلز وجوناثان برايس وتأليف بريان جيبسون.
عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، ووصلت أغنيتان من الفيلم إلى أعلى 10 أفضل أغاني في المملكة المتحدة، وتم إنتاج الفيلم بميزانية 3 ملايين دولار أمريكي.
في عام 1991 شارك في إنتاج فيلم Hook عام 1991 من بطولة روبن ويليامز وداستن هوفمان، وجوليا روبرتس، وبوب هوسكينز، وماجي سميث، والفيلم من إخراج ستيفن سبيلبرغ، وتأليف جيمس في هارت. حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا وترشح لـ5 جوائز أوسكار.
وفاته
في الساعات الأولى من يوم 31 أغسطس عام 1997 مات دودي الفايد والأميرة ديانا في حادث سيارة في نفق بونت دي ألما في باريس، بينما كانا في طريقهما إلى لندن بعد أن أمضيا 9 أيام معًا في إجازة في ريفيراس الفرنسية والإيطالية على متن يخت تملكه عائلة دودي.
في أثناء الحادثة لم يكن دودي ولا الأميرة ديانا يرتديان حزام الأمان، وخلصت التحقيقات التي أجرتها الشرطة البريطانية والفرنسية إلى أن سائقهم هنري بول كان يقود سيارته تحت تأثير المخدرات.
يُعتقد كذلك أن المصورين الذين كانوا يطاردون دودي وديانا كان سببًا في الحادثة، بينما ادعى محمد الفايد أنهما قتلا على يد عملاء، كما ادعى المتحدث السابق باسم الفايد أنهما كانا مخطوبين قبل وفاتهما.
دفن دودي في مقبرة بروكوود بالقرب من ساري وهي مقاطعة في جنوب شرق إنجلترا، وبعد تم إعادة دفنه على أراضي ملك والده في أوكسيد في جنوب شرق لندن في أكتوبر عام 1997.
بعد وفاته نصب والده محمد نصبًّا تذكاريًّا له ولديانا في متجر هارودز الذي تم كشف النقاب عنه في أبريل عام 1998، ويتكون النصب من صور الاثنين خلف عرض هرمي يحمل كأس نبيذ لا يزال ملطخًا من عشاء ديانا الأخير، بالإضافة إلى خاتم اشتراه فايد قبل يوم من وفاتهما.
أقام نصبًا تذكاريًا ثانيًا في عام 2005 بعنوان الضحايا الأبرياء وهو تمثال من البرونز يبلغ ارتفاعه 3 أمتار لطفلين يرقصان على الشاطئ تحت أجنحة طائر.
تم تصميم النصب التذكاري من قبل ميتشل وهو مهندس معماري وصديق مقرب لوالد دودي، وفي يناير عام 2018 أعلن عن إعادة التمثال إلى عائلة الفايد.