أخرجت المخرجة اللبنانية دانيال عربيد العديد من الأفلام التي شاركت في مهرجانات عالمية، وقد حققت أفلامها إشادات كثيرة من النقاد العالميين، كما ساهمت أفلامها في تشكيل الثورة السينمائية النسائية في لبنان، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياتها.
من هي دانيال عربيد؟
هي كاتبة ومخرجة وممثلة لبنانية ولدت في العاصمة اللبنانية بيروت في 15 أبريل عام 1970 وانتقل إلى فرنسا خلال الحرب الأهلية في لبنان عام 1987، وهناك درست الأدب والصحافة وعملت في مجال الصحافة لمدة 5 سنوات في صحيفة Libération كمراسلة سياسية.
بدأت دانيال مسيرتها المهنية في مجال السينما في النهاية التسعينيات، حيث أخرجت أول أفلامها "ردم" وهو فيلم قصير، ثم قدمت بعدها عدة أفلام روائية وثقافية وشاركت العديد منها في مهرجانات عالمية وخاصة مهرجان كان.
اتسمت الأفلام التي أخرجتها وألفتها دانيا بالجرأة، فهي تناقش موضوعات تخجل السينمات العربية واللبنانية الحديث عنها، فضلًا عن تضمين بعض أفلامها لمشاهد خارجة لا تناسب لمن هم دون الـ18 عامًا، وقد أثارت الجدل بسبب تلك المشاهد وتعرضت لانتقادات حادة بسبب جرأتها، وقد منعت بعض أفلامها من العرض في لبنان والدول العربية بسبب ذلك.
حصلت دانيال على العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية، منها مهرجان ميلان ومهرجان قرطاج، ومهرجان تورنتو، ومهرجان أفلام البحر المتوسط، ومهرجان الأونرابل وغيرها.
تعيش دانيال الآن في فرنسا، وعن إمكانية عودتها للعيش في لبنان قالت إنه من الصعب عليها العودة الآن، فعائلتها وحياتها وعملها هناك، كما أنها تشعر بقساوة المجتمع اللبناني رغم طيبته، ولكنه لا يتقبل الآخر.
أفلام المخرجة دانيال عربيد
أخرجت دانيال عربيد أول أفلامها عام 1998 وهو فيلم قصير اسمه "ردم"، وفي العام التالي أخرجت فيلمها القصير الثاني "العابر"، وفي عام 2000 أخرجت الفيلم الوثائقي "وحيدة مع الحرب"، وفي عام 2002 أخرجت فيلم "غريبة"، والفيلم الوثائقي "عالحدود"، ويُلاحظ في أفلام دانيال أنها دائمًا تدور حول لبنان وقصص من لبنان.
فيلم معارك حب
في عام 2004 أخرجت دانيال فيلمها الطويل الأول "معارك حب" والذي شارك في مهرجان كان من خلال تظاهرة أسبوعي المخرجين، ونافس الفيلم على جائزة الكاميرا الذهبية. تدور أحداث الفيلم خلال الحرب الأهلية في لبنان، ويحكي عن فتاة اسمها لينا تبلغ من العمر 12 عامًا وتعاني من مشاكل مع عائلتها تربطها علاقة صداقة مع خادمة خالتها التي تحاول الهرب.
الفيلم حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان ميلان السينمائي في إيطاليا، كما حصل على الجائزة الكبرى لمعهد الإعلام العربي للفيلم الروائي الطويل، ورشح لجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي.
رغم نجاح الفيلم عالميًا إلا أن دانيال واجهت صعوبات في لبنان، حيث منع عرض الفيلم هناك لمن هم دون 18 عامًا.
فيلم رجل ضائع
في عام 2007 أخرجت فيلمها الطويل الثاني "رجل ضائع" وهو فيلم تم تصنيفه للكبار فقط، وشارك في بطولته ياسمين وألكسندر صديق، وقد حصل على عدة جوائز في مهرجان كان السينمائي، كما حصلت على دانيال على جائزة أفضل مخرجة.
يحكي الفيلم عن المصور الفرنسي توماس كور الذي يبحث عن تجارب غير عادية، ويلتقي بصديقه فؤاد صالح ويصبحان صديقان. تم تصوير الفيلم عام 2006 خلال القصف في لبنان، وتم الانتهاء من تصوير الفيلم بعد انتهاء الحرب في لبنان.
كفيلمها الأول تم تصنيفه للكبار فقط، ومنع من العرض في لبنان بسبب المشاهد الجريئة فيه، حيث طلب من دانيال حذف المشاهد المخلة فيه من أجل عرضه في دور السينما في لبنان ولكنها رفضت لذا منع من العرض.
فيلم بيروت الليل
في عام 2011 أخرجت دانيال عربيد فيلمها الروائي الثالث بيروت الليل وعرض لأول مرة في مهرجان لوكارنو السينمائي وتلقى إشادات واسعة. يحكي الفيلم عن شابة اسمها زها تتحرر من زوجها وتقيم علاقة مع مايو، وهو محامي فرنسي يقوم بزيارة في لبنان وتثار حوله الشكوك في القيام بأعمال جاسوسية.
أثار هذا الفيلم أزمة كبيرة في لبنان، وقد رفعت دانيال دعوى قضائية أمام مجلس شورى الدولة ضد لبنان بسبب منع الرقابة عرض أفلامها في السينما اللبنانية بحجة أنه يعرض الأمن الوطني للخضر.
وقد قال إن وصف فيلم "للكبار فقط" كان كافيًا بدلًا من منع الفيلم من العرض، وقد طالبت الرقابة في لبنان حذف كل المشاهد التي تأتي بذكر حادث اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، ولكن رفضت دانيال مرة أخرى.
أحدث أفلام دانيال عربيد
في عام 2015 أخرجت دانيال عربيد فيلم "باريسية" ولعبت بطولته الممثلة اللبنانية منال عيسى، بجانب فنسنت لاكوست وداميا شابيل وبو هامي ووليد زعتر والفيلم من تأليفها. يتحدث الفيلم عن فتاة اسمها لينا تبلغ من العمر 19 عامًا تنتقل إلى باريس بمفردها عام 1993 للبحث عن الحرية التي افتقدتها في لبنان مع محاولتها الحفاظ على نفسها من أي خطر.
في عام 2020 أخرجت وألفت الفيلم الفرنسي Simple Passion تستند على السيرة الذاتية للكاتبة الفرنسية آني إرنو، ويتحدث الفيلم عن علاقة غرامية لأستاذة جامعية مطلقة مع دبلوماسي متزوج أصغر منها سنًا. عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
حصولها على وسام الشرف الفرنسي من وزير الثقافة
في عام 2009 حصلت دانيال عربيد على وسام الشرف الفرنسي برتبة فارس في الفنون والآداب من وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران بعدما أعجب بفيلمها الروائي الأول "معارك حب".
وعن حصولها على هذا الوسام قالت دانيال: "فرحت كثيرًا عندما علمت بالخبر، فهذا الوسام يعد تشجيعًا لي ويدل على أن عملي يؤخذ بعين الاعتبار ويتم الاعتراف به". وأضافت: "أنا لست فرنسية، ولكن عندما قابلت فريدريك ميتران في المركز السينمائي الفرنسي شجعني على إنتاج فيلمي الروائي الأول، وأحب كثيرًا عملي، ورغم أنه أصبح وزيرًا للثقافة ولكنه لم ينسني".
