استطاعت الباحثة المصرية الأمريكية داليا مجاهد من لفت أنظار العالم إليها حينما اختارها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لتصبح مستشارة في المجلس الاستشاري للأديان في البيت الأبيض وبشغلها هذا المنصب أصبحت أول مسلمة محجبة تعمل في البيت الأبيض وكان لها دور هام في تحسين صورة الإسلام في الغرب، تعرف أكثر على إنجازاتها وأهم المحطات في مسيرتها المهنية.
من هي الدكتورة داليا مجاهد؟
من هي داليا مجاهد؟ هي باحثة أمريكية من أصول مصرية مسلمة ولدت في عام 1974 في مدينة القاهرة وانتقلت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في طفولتها.
تعمل مجاهد مديرة الأبحاث في معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم في واشنطن العاصمة، كما أنها الرئيسة التنفيذية لشركة مجاهد للاستشارات ومقرها في واشنطن العاصمة.
شغلت مجاهد عددًا من المناصب الهامة خلال مسيرتها المهنية وأبرزها اختيارها كمستشارة للرئيس باراك أوباما في مكتب البيض الأبيض للشراكات الدينية والحوار بين الأديان، وقد حققت شهرة وشعبية كبيرة حول العالم بسبب هذا المنصب.
نشأتها وتعليمها
ولدت الدكتورة داليا مجاهد في العاصمة المصرية القاهرة، وقد هاجرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة عندما كانت تبلغ من العمر 4 سنوات.
حصلت داليا على شهادة جامعية في الهندسة الكيميائية مع تخصص فرعي في اللغة العربية من جامعة ويسكونسن ماديسون، وبعد تخرجها من الجامعة انضمت إلى قسم التسويق في شركة بروكتر آند جامبل.
شقيقة داليا هي البمتحدة والمعلمة الأمريكية ياسمين مجاهد التي ولدت عام 1980 في الولايات المتحدة، وهي أول امرأة مسلمة تصبح معلمة في معهد المغرب في هيوستن تكساس، وعملت سابقًا في جامعة كاردينال ستريتش كمعلمة الكتابة، كما أنها كاتبة عمود صحفي في جريدة هافنجتون بوست.
مسيرتها المهنية
عملت الدكتورة داليا مجاهد مديرة الأبحاث في معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم ISPU وهي منظمة بحثية إسلامية تقع في العاصمة واشنطن، كما ترأست مركز جالوب للدراسات الإسلامية من عام 2006 إلى 2012 في ميشيغان.
أجرت مجاهد إحصائيات وأبحاث عن المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب اختارها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كمستشارة في مكتب البيت الأبيض للشراكات الدينية وشراكات الجوار.
ساهمت مجاهد بشكل كبير في المساهمة في تحسين مجموعة عمل مكافحة التطرف العنيف والإسلاموفوبيا حيث تم دعوتها للإدلاء بشهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي حول رأيها في تعامل الولايات المتحدة في المجتمعات الإسلامية.
عملت مجاهد كذلك في مشروع المشاركة بين الولايات المتحدة والمسلمين بالشراكة مع الدبلوماسية الأميركية مادلين أولبرايت، والدبلوماسي الأمريكي دينيس روت وأصدرت توصيات سياسية تبنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكثير منها.
بجانب ذلك الدكتورة داليا مجاهد هي عضوة مجلس إدارة ورئيسة مجلس الأجندة العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي حول العالم العربي، كما أنها تعمل محللة غير مقيمة للسياسات العامة ف يمعهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
تقدم الدكتورة مجاهد ورش عمل وبرامج تدريبية حول التنوع والتفافهم الثقافي في مؤسستها شركة مجاهد للاستشارات، كما أنها تشارك في ندوات ومؤتمرات في جامعات مختلفة وتشارك في منظمات خدمة المجتمع.
ترأست داليا مركز جالوب للدراسات الإسلامية وهو مركز يقوم بعمل إحصاءات ودراسات عن المسلمين حول العالم وتنشر العديد من هذه الدراسات في صحف بارزة منها وول ستريت جورنال وهارفرد إنترناشيونال ريفيو.
تعيينها في البيت الأبيض
خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما دعا إلى إنشاء هيئة جديدة في البيت الأبيض اسمها "مكتب البيض الأبيض للأديان والمبادرات المجتمعية"، وسعى من خلالها إلى دعم المؤسسات الدينية التي تقدم مساعدات للشعب الأمريكي.
تضمن المكتب تأسيس مجلس استشاري واختيار مستشارين من 25 طائفة دينية وشخصية علمانية ومهم كل مستشار رفع تقارير للرئيس حول دور الأديان في مساعدة المجتمع الأمريكي.
تم اختيار المستشارة الأمريكية المصرية داليا مجاهد كمستشارة للشؤون الإسلامية وكانت المسلمة الوحيدة والمرأة المحجبة الوحيدة التي يتم تعيينها في البيت الأبيض.
انصب عمل داليا مجاهد مستشارة أوباما على عمل إحصائيات وأبحاث حول المسلمين ومعرفة طريقة تفكيرهم في العالم وإطلاع الرئيس الأمريكي بقضايا المسلمين وفهم ماذا يريدون.
وقالت مجاهد عن هذا المنصب: "من خلال هذا المنصب أريد أن أقول إن هناك أفكار وقدرة لدى المسلمين للمشاركة في وضع حلول للمشكلات العالمية".
أما عن كونها المحجبة الوحيدة في البيت الأبيض أوضحت مجاهد إنها تعتقد أن الحجاب لم يكن في ذهنهم لهذا الحد، وإنما تم اختيارها حتى تكون صوتًا لآراء المسلمين، وتقول مجاهد: "لدي القدرة على إيصال صوت المسلمين من خلال عملي في مركز جالوب".
كان لمجاهد دور بارز في خطابات أوباما للعالم الإسلامي، فقد أوصت الرئيس أوباما بالتركز على عدة نقاط في خطبه ومؤتمراته وأهمها الاحترام المتبادل بين الجانبين من خلال السياسات الأمريكية وليس الخطابات والتصريحات فقط.
أيضًا أوصت أوباما بالمشاركة والتعاون في حل مشكلات المجتمع الدولي وإظهار تفهمه لمشكلات المسلمين وتفهمه لأسباب غضب المسلمين من الولايات المتحدة.
كان للدكتورة داليا مجاهد دور هام في تغيير اتجاه أوباما في خطاباته للدول الإسلامية، وأوضحت أن الكثير منه حاولوا التأثير عليه بتركيز خطابه على النواحي الدينية والثقافية ولكنها اعترضت وطالبت منه معالجة القضايا السياسية في خطبه، وقد أخذ أوباما بهذه التوصيات في عدد من المؤتمرات والرحلات الدولية ومنها تلك التي كانت في تركيا.
عملت مجاهد كمستشارة لمدة عام واحد فقط ثم أكدت أنها لم تعد تتحدث بصوت البيت الأبيض، كما نفت أن تكون قد تلقت أوامر أو المشاركة في اتخاذ القرار في الحكومة الأمريكية، وأوضحت أنها محللة سياسية تتابع القضايا فقط.
كتاب "من الذي يتكلم نيابة عن الإسلام"
شاركت الدكتورة داليا مجاهد في كتابة كتاب "من الذي يتكلم نيابة عن الإسلام؟ ما يفكر به مليار مسلم" مع الدكتور جوت إسبوزيتو، والكتاب تم إصدار بعد 6 سنوات من البحث والتقصي.
أجرت مجاهد ما يزيد عن 50 ألف مقابلة من أكثر من 35 دولة تسكنها غالبية مسلمة ويعتبر هذا الاستطلاع يمثل أكثر من 90% من المجتمع الإسلامي في العالم وهو كتاب بحثي شامل.