مصممة المتحف الفرعون في الجريك كامبس في الجامعة الأمريكية، والملقبة بسفيرة التصميم العالمية وواحدة من أشهر 100 شخصية معمارية عالميًا، إنها المهندسة المعمارية المصرية داليا السعدني التي أبدعت في مجال التصميم المعماري، وشغلت منصب رئيسة المؤسسة الدولية للتصميم في إيطاليا، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وإنجازاتها.
من هي داليا السعدني؟
داليا السعدني هي مهندسة معمارية مصرية ولدت في الإسكندرية وعاشت فترة من حياتها في الإمارات وعادت إلى مصر في السادسة عشر.
درست في كلية الطب في البداية، ولم تجد نفسها في هذه الكلية، لذا قررت دراسة الهندسة جامعة الإسكندرية، حيث حصلت على ثانوية أمريكية يؤهلها لدخول أي جامعة بغض النظر عن التخصص، وقد أكملت دراستها في إيطاليا، بعدها عادت إلى مصر وبدأت عملها في مجال المقاولات التي عملت فيه لمدة 10 سنوات.
اتجهت السعدني بعدها إلى مجال التصميم الداخلي، ثم عملت في مجال تصميم الأثاث، ومزجت فيه بين التراث والمعاصرة، وخلقت حالة إبداعية متناغمة ومريح للعين والنفس، وقد أهلها هذا الإنجاز من حصد شهرة عالمية، ودخولها ضمن قائمة أفضل 100 مهندس في العالم.
حصلت المهندسة المعمارية داليا السعدني على العديد من الجوائز في مجال التصميم المعماري، ومنها جائزة التصميم ديزين أورد، والعديد من الجوائز في مجال العمارة والتصميم الداخلي وتصميم الأثاث، وهو يعد سبقًا لمصر الدول العربية.
تمكنت السعدني من اقتحام مجال يغلب عليه الرجال، فالعقلية المصرية والعربية بشكل عام لا تقبل أحيانًا أن تمتهن المرأة عملًا قائمًا على المجهود البدني والعضلي، ويعرضها كذلك للتعامل مع العمال بشكل مباشر، ولكنها استطاعت التغلب على كل هذه الظروف.
وقد ساعدتها الخبرة التي اكتسبتها من مجال المقاولات في دخول مجال التصميم لاحقًا، حيث تعرفت على المواد والخامات وكيفية تطويعها بشكل يساعدها على تقديم تصميم ناجح.
جمعت السعدني بين وظيفتي المهندس العماري والمدني، حيث ترى في النهاية أن المهندس المعماري هو "مايسترو" أي مشروع، فهو من يمتلك الأدوات ويتحكم في عمل المهندس المدني ومهندس الكهرباء وأي مهندس آخر يعمل في المشروع.
معلومات عن داليا السعدني
شغلت المهندسة المعمارية داليا السعدني منصب رئيسة المؤسسة الدولية للتصميم في إيطاليا (IAD)، وقد افتتحت أول حدث للتصميم في القاهرة باسم "بينالي القاهرة للتصميم".
حققت السعدني العديد من الجوائز العالمية في مجال التصميم الإبداعي، وقد دخلت قائمة أشهر 100 مهندس حول العالم في مجالي العمارة والتصميم، واحتلت المرتبة الـ72، ليقفز ترتيب مصر في التصميم والعمارة إلى المركز 25 عالمًا من أصل 182 دولة.
عملت السعدني في مجال المقاولات لمدة 10 سنوات، لتدخل بعدها مجال التصميم الداخلي، وقد أسست عام 2013 مبادرة للشباب المصري لتطوير الذات لدى الشباب. أسست أيضًا مشروعاً يهدف إلى تغيير المشهد المعماري في مصر.
في عام 2014 تم انتخابها رئيسة للرابطة الدولية للمصممين، لتصبح أول امرأة من الشرق الأوسط تتقلد هذا المنصب، وقد قامت بالعديد من الإنجازات خلال شغلها هذا المنصب، منها تنظيم أول حدث مصري يهتم بتعزيز مجال التصميم في مصر، وكريم المصممين المصريين في كافة المجالات.
عملت داليا السعدني في كمستشارة في مجلة مصرية مختصة في التصميم الداخلي والمعمار، كما كتبت سلسلة من المقالات تحت عنوان "اسأل داليا" وفيها قدمت نصائح مفيدة ومعلومات تهم كل من يصمم منزله بنفسه، حصلت داليا السعدني على 13 جائزة عالمية، في فترة قصيرة.
أهم أعمال داليا السعدني
حصلت داليا السعدني على العديد من الجوائز، ودخلت التاريخ بفوزها بالجائزة الذهبية في مسابقة A’Design Award الدولية في إيطاليا، وذلك عن مشروعها التصميم لأول متحف في الجريك كامبس بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
تنافس في هذه المسابقة عدد كبير من المصممين في أكثر من 105 مجالات في التصميم من مختلف أنحاء العالم، حيث كانت الخطة إعادة تصميم مبنى مكون من طابقين قائم بالفعل داخل أحد مقار الجامعة الأمريكية في القاهرة.
عندما بدء التنفيذ العملي للمشروع ومع بداية الحفر عثر فريق العمل على ماكينة ضخمة مطمورة تحت الأرض، ومهمتها تغيير المناظر في العروض المسرحية، فمن خلال دورانها تتغير ديكورات المشاهد.
بسبب هذه الماكينة تمكنت داليا السعدني من الحصول على فكرة مميزة للتصميم، حيث تصورت أن يكون مدخل الشركة سيكون في زمن الحاضر، وعندما يهبط إلى الأرض عبر سلم دائري يعود إلى الماضي، ثم يسافر إلى المستقبل، وهو ما يمثله الدور الأخيرة، وتصاحبه وحدة إضاءة حلزونية.
وقد قامت بتصميم المتحف بأسلوب فرعوني، واستخدمت وحدة إضاءة كروية من النحاس المطروق يدويًا يرمز إلى آلهة ثامون أربع آلهة إناث وأربعة ذكور وهم آلهة يحمون الأرض، وعندما تتجول في المتحف لا تجد أي شيء إلا وله دلالة ومعنى، لذا يعد من أهم تصميمات داليا السعدني.
دخولها مجلس النواب
في عام 2021 تم تعيين المهندسة داليا السعدني كنائبة في مجلس النواب، حيث عملت على إظهار الهوية المصرية المعمارية كنوع من احترام التاريخ المصري، بالإضافة إلى تنسيق الشوارع والوجه العام للشوارع في مصر، كما أكدت أن ملف المرأة سيكون على رأس أولوياتها الخاصة.
أعمال داليا السعدني الأخرى
تخصصت المهندسة داليا السعدني في تصميم المكاتب التجارية ونفذت مشاريع في مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقد أسست جمعية في مصر مسؤولة عن تطوير العديد من المبادرات الثقافية في مصر، منها "بينالي القاهرة للتصميم"، و"مستقبل الشباب المصري"، و"وجه مصر"، ومبادرة "مصر للتصميم التعليمي.
شاركت داليا السعدني ف يالعديد من الندوات حول مجال العمارة والتصميم، منها ندوة "المرأة والعمارة"، وندوة "المعمارية والعلوم في الأرض"، وندوة "التصميم الداخلي للمهندسين المعماريين".
قامت بالعديد من الحملات لمساعدة المهندسين، منها حملة مهنية للمهندسين الشباب، وقد تمكنت من رفع ترتيب مصر في التصميم إلى المرتبة 25 عالميًا من أصل 185 دولة.