شارك رجل الأعمال داستن موسكوفيتز في تأسيس موقع فيسبوك، وكان من بين الأسماء البارزة في تطوير الموقع في مراحله الأولى، ليصبح واحد من أهم الأسماء في عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال. برز شغف داستن بالتكنولوجيا والبرمجة منذ الصغر، ووجد نفسه في طليعة واحدة من أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم، إلا أنه لم يكتف بنجاحه في فيسبوك، وقاد مشروعات ناجحة أخرى، منها شركة "أسانا" الرائدة في تقديم حلول مبتكرة في إدارة المشاريع، تعرف أكثر على قصة نجاحه وإنجازاته.
من هو داستن موسكوفيتز؟
داستن آرون موسكوفيتز هو رجل أعمال أمريكي، والمشارك في تأسيس فيسبوك، ولد في 22 مايو عام 1984، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أسانا.
بدأت رحلت موسكوفيتز في عالم ريادة الأعمال عام 2004، حيث انضم إلى مارك زوكربيرغ لتأسيس شركة فيسبوك عندما كانوا طلابًا في جامعة هارفارد، وكان جزءًا من الفريق التقني الأولي للموقع، وعمل على تطوير المنصة، وصقل بنيتها البرمجية.
ساهم موسكوفيتز في تحويل فيسبوك من مشروع صغير بين طلبة الجامعة إلى شبكة اجتماعية ضخمة، ونجح بفضل إسهاماته في جعل الموقع الأكثر شعبية حول العالم. موسكوفيتز فيسبوك عام 2008 للتركيز على مشاريع أخرى، وأسس شركة أسانا مع زميله السابق في فيسبوك جاستن روزنشتاين، وركزا على تطوير منصة تسهل التعاونا لمؤسسة، وتقديم أدوات تساعد الفرق على التركيز وتنظيم العمل بطريقة فعّالة.
استثمر موسكوفيتز في العديد من الشركات التكنولوجية الناشئة، كما أنه من الداعمين للأعمال الخيرية، وتبرع بجزء كبير من ثروته للمبادرات الإنسانية.
نشأته وحياته
ولد داستن موسكوفيتز في فلوريا، وهو من عائلة يهودية، ودرس في مدرسة فانغارد الثانوية، وتخرج من برنامج دبلوم البكالوريا الدولية، ثم التحق بجامعة هارفارد كطالب اقتصاد، ودرس لمدة عامين، إلا أنه ترك الجامعة، وانتقل مع مارك زوكربيرج إلى ولاية كاليفورنيا للعمل على فيسبوك.
تزوج موسكوفيتز من سيدة الأعمال الأمريكية كاري تونا، والتي عملت كمراسلة سابقة لصحيفة وول ستريت جورنال، وشاركت في تأسيس مؤسستي Open Philanthropy و Good Ventures عام 2013، بعد أن قابلها في موعد غرامي.
تم تصوير شخصية موسكوفيتز في فيلم The Social Network عام 2010، والذي يحكي قصة تأسيس موقع فيسبوك، وقد لعب دوره في الفيلم الممثل جوزيف ماريلو. وقد تحدث موسكوفيتز عن تفاصيل غير حقيقية ظهرت في الفيلم، منها التركيز على العلاقة بين العاملين في تأسيس فيسبوك، بينما تجاهل الفيلم أشياء مهمة.
عمله في فيسبوك
شارك داستن موسكوفيتز في تأسيس موقع فيسبوك مع 3 آخرين وهم مارك زوكربيرج، وإدوارد سافرين، وكريس هيوز، وكانوا معًا في السكن الجامعة في جامعة هارفارد عام 2004.
كان الغرض من الموقع في البداية أن يكون دليلًا عبر الإنترنت لطلاب جامعة هارفارد، لمساعدة الطلاب المقيمين في التعرف على أعضاء المساكن الأخرى. نجح الموقع في البداية، لذا قرر المؤسسون على تطوير الموقع، وأخذ موسكوفيتز مع زملائه إجازة من الدراسة في جامعة هارفارد لمدة عام، ونقلوا قاعدة عمليات فيسبوك إلى بالو ألتو في نيويورك، وأصبح الموقع يضم 8 موظفين، ثم انضم إليهم لاحقًا شون باركر.
شغل موسكوفيتز منصب أول رئيس تنفيذي للتكنولوجيا في الشركة، وبعدها أصبح نائب رئيس الهندسة، وقد ظل يعمل في فيسبوك حتى عام 2008، ولمدة 4 سنوات.
خلال عمله في فيسبوك، عمل موسكوفيتز على تطوير المنصة وتطوير البرمجيات فيها، وكان جزءًا من الفريق التفني الأولي للموقع، وساهم في تحويله إلى منصة رائدة حول العالم، وساعدته رؤيته التقنية وخبرته في البرمجة على وضع أسس متينة لفيسبوك، ليصبح الموقع الأكثر شعبية.
مغادرة فيسبوك وتأسيس Asana
في عام 2008، قرر داستن موسكوفيتز ترك موقع فيسبوك، والانتقال لتأسيس شركته الخاصة، حيث أسس شركة "أسانا" مع صديقه جاستن مايكل روزتشاتاين، الذي كان يعمل في فيسبوك.
هدفت شركته على تحسين كفاءة العاملين في المكاتب، وتزويدهم لأداة لإدارة وتتبع المشاريع والمهام، وشغل موسكوفيتز منصب الرئيس التنفيذي، بينما يعمل شريكه روزتشاتاين كعضو مجلس إدارة ومستشار.
انتشرت الشركة بشكل واسع في الشركات العالمية، حيث قدمت أدواتهم دعمًا قويًا لتحسين إنتاجية الموظفين، وزيادة كفاءة العمل الجماعي. في عام 2020، وأصبحت شركة أسانا شركة عامة، وبلغت قيمتها السوقية 5.5 مليار دولار.
على مر السنين، استثمر موسكوفيتز أيضًا في عدد من الشركات الناشئة ومشاريع التكنولوجيا التي تهدف إلى إحداث تأثير إيجابي على المجتمع. وعبر شركة أسسنا، استمر موسكوفيتز في تقديم خدمات برمجية تعزز من التعاون التنظيمي، وتوفر حلولًا مميزة لإدارة المشاريع، مما جعله من الشخصيات المؤثرة في قطاع التكنولوجيا.
أنشطته الخيرية والسياسية
بجانب نشاطه في قطاع الأعمال، يعتبر دونست موسكوفيتز من الأسماء الرائدة في الأعمال الخيرية، ففي عام 2011، شارك مع زوجته تأسيس منظمة Good Ventures مع زوجته كاري تونا، والتي قدمت حوالي 100 مليون تبرعات لمؤسسات خيرية مختلفة.
أنشأ موسكوفيتز أيضًا مشروع GiveWell، والذي قدم تبرعات بأكثر من 170 مليون دولار في شكل منح عام 2018. في عام 2009، تبرع موسكوفيتز بمبلغ 900 ألف دولار للعلماء في في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية لدراسة تأثيرات تغير المناخ على البيئة.
وقّع موسكوفيتز مع زوجته على تعهد العطاء، الذي وضعه بيل جيتس ووارن بافيت، والذي يلزم المليارديرات بالتبرع بمعظم ثرواتهم في شكل أعمال خيرية، وأصبحا أصغر زوجين يوقعان على هذا التعهد.
وبجانب أنشطته الخيرية، موسكوفيتز نشط في المجال السياسي، حيث يشارك آرائه السياسية علنًا، وقد صرح بأنه صوت لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي في كل الانتخابات التي شارك فيها، كما تبرع بمبلغ 10 آلاف دولار للمرشحين الفيدراليين.
في الانتخابات الرئاسية عام 2016، أعلن موسكوفيتز عن تبرعه بمبلغ 20 مليون دولار لدعم هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية، في انتخابات 2020، تبرع بمبلغ 24 مليون دولار لدعم جو بايدن في الانتخابات، فيما ساهمت شركته في دعم بايدن، وأصبحت ثاني أكبر مساهم في حملة بايدن الانتخابية. في انتخابات 2024، تبرع بمبلغ 10 ملايين دولار لدعم كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية.