خوسيه أندريس.. مؤسس المطبخ المركزي العالمي

أسس الطاهي الإسباني خوسيه أندريس مؤسسة المطبخ المركزي العالمي عام 2010 التي تهدف إلى تقديم المساعدات الغذائية في مناطق الكوارث لتصبح منظمته من أشهر المنظمات التي تقدم مساعدات الطوارئ في الحروب والكوارث الطبيعية في العالم.

رغم جهوده المضنية منذ سنوات إلا أن اسمه برز بشكل كبير في حرب غزة، التي لا تزال مستمرة حتى الآن، وذلك بعد مقتل عدد من موظفيه في القطاع، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وأبرز إنجازاته.

من هو خوسيه أندريس؟

خوسيه رامون أندريس بويرتا هو طاهِ إسباني أمريكي ولد في 3 يوليو عام 1969 في ميريس في إسبانيا وهو مؤسس منظمة المطبخ المركزي العالمي التي تعد من أهم المنظمات الخيرية غير ربحية في العالم تقدم مساعدات للناجين من مناطق الكوارث الطبيعية والصراعات.

أسس خوسيه هذه المؤسسة منذ عام 2010 بمساعدة زوجته، وقد حصل على العديد من الجوائز والتكريمات والدكتوراه الفخرية من جامعة عالمية بسبب جهوده الخيرية المهمة.

بجانب جهوده وأعماله الخيرية فلديه تاريخ طويل من النجاحات في عالم الطبخ والمطاعم، فهو حاصل على نجمتي ميشلين، وينسب له الفضل في جلب مفهوم "الأطباق الصغيرة" في الثقافة الأمريكية.

نشأته وتعليمه

ولد الطاهي خوسيه أندريس في بدلية ميريس التابعة لمدينة أستورياس في إسبانيا وعاش فيها لفترة ثم انتقلت العائلة إلى كاتالونيا عندما كان يبلغ من العمر 6 سنوات.

في سن الخامسة عشرة التحق خوسيه بمدرسة للطهي في برشلونة، وخلال خدمته العسكرية تم تكليفه بمهمة الطهي لدى أميرال. في برشلونة التقى خوسيه بالطباخ الإسباني الشهير فيران أدريا وعمل معه لمدة 3 سنوات في مطعمه إل بولي وذلك في الفترة ما بين 1988 و1990، إلا أنه طرد بعدها فقرر الانتقال إلى الولايات المتحدة.

النجاح في الولايات المتحدة

انتقل خوسيه أندريس إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993 في سن الحادية والعشرين من عمره في حالة مادية صعبة، فقد وصل إلى مدينة نيويورك ولم يكن يملك إلا 50 دولارًا فقط.

عمل خوسيه في البداية في مطعم إسباني اسمه إدواردو بيتي  في وسط مانهاتن، وخلال هذه الفترة كان يقدم دروسًا للطهي. عُين أندريس فيما بعد ليصبح رئيس الطهاة في أحد المطاعم في واشنطن العاصمة، وساعد مالك هذا المطعم فيما بعد في فتح سلسلة من المطاعم الأخرى منها مقهى أتلانتيكو، وزيتينيا وأوياميل وغيرهم.

في عام 2003 قرر أندريس إنشاء مطعم خاص به، فأنشأ ميني بار صغير داخل مقهى أتلانتيكو وخصص فيها 6 مقاعد ليقدم فيها أطباقه الأكثر إبداعًا وقد حققت هذه الفكرة نجاحًا كبيرًا.

زوجة خوسيه أندريس

الطباخ خوسيه أندريس متزوج من سيدة اسمها باتريشيا فرنانديز دي لا كروز، وهي سيدة إسبانية، ولديه منها 3 بنات ويعيشون جميعًا في ماريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية.

تحقيق شهرة عالمية

مع نجاح المطاعم التي يدريها خوسيه أندريس في الولايات المتحدة الأمريكية أصبح أكثر شهرة في بلده إسبانيا، حيث ظهر في عدد من برامج الطهي الإسباني لأول مرة عام 2005، وفي العام نفسه نشر خوسيه كذلك كتابًا للطهي اسمه "تاباس: طعم إسبانيا في أمريكا".

في عام 2006 أسس خوسيه مجموعة ThinkFoodGroup بالشراكة مع روبرت وايلدر وأصبح مالكًا مشاركًا في مطاعم هذه المجموعة، كما افتتحت المجموعة كذلك المزيد من المطاعم الناجحة في مدن أمريكي مختلفة مثل ميامي، ولوس أنجلوس، ولاس فيغاس، وبورتوريكو.

بجانب إدارته للمطاعم التي أسسها وعمله في مجال الطهي، فهو أيضًا استمر في مهنة تدريس الطهي، ففي عام  2010 تم اختياره لتقديم دروس في الطهي في جامعة هارفارد، وفي عام  2012 تم اختياره عميدًا للدراسات الإسبانية في مركز الطهي الدولي، وطوّر منهج دراسي في المطبخ الإسباني التقليدي والحديث.

في العام نفسه أعلن خوسيه أنه سيقدم دورة طهي حول كيفية تشكيل الغذاء للحضارة في جامعة جورج واشنطن واستمر يقدم هذه الدورة حتى عام 2023.

خلافه مع دونالد ترامب

كان الطباخ الإسباني خوسيه أندريس يوي فتح مطعمًا في فندق ترامب الدولي في واشنطن العاصمة، إلا أنه قرر الانسحاب من هذا المشروع بعدما أدلى ترامب تصريحات مهينة حول الماهجرين المكسيكيين غير الشرعيين.

أدى هذا الانسحاب إلى رفع منظمة  ترامب دعوى قضائية ضده، إلا أنه رفع دعوى قضائية مضادة وأدى الأمر إلى توصل الطرفان إلى تسوية في عام 2017.

وبعد إغلاق فندق ترامب عام 2022 وافتتح باسم والدورف أستوريا وانشطن العاصمة أعلن أندريس إنه سيفتح المطعم الذي خطط له منذ عام 2015 وبالفعل افتتحه في شهر فبراير عام 2023.

تأسيس المطبخ المركزي العالمي

في عام 2010 قرر خوسيه أندريس تأسيس منظمة المطبخ المركزي العالمي مع زوجته باتريشيا وذلك في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي وراح ضحيته المئات.

هدفت المنظمة في البداية إلى تقديم مساعدات غذائية طارئة للناجين من الكوارث، وبعدها تطورت وأصبحت تقدم وجبات مجانية ودعم للمتضررين من الكوارث الطبيعية والصراعات والحروب.

انتقل أندريس إلى هايتي بعد الزلزال المدمر وخلال طهيه إلى جانب العائلات المتضررة أصبحوا يوجهونه لطهي الفاصوليا السوداء بالطريقة التي يحبها أهل البلد، حينها علم أن الأمر لا يتعلق بمجرد إطعام أشخاص محتاجين، وإنما تعلم ما يحبه أهل البلد من أجل الاستمتاع بالوجبة.

هذه القيمة هي ما بنى عليها أندريس مؤسسته منظمة المطبخ المركزي العالمي، حيث استمرت المنظمة في تقديم مساعدات للمجتمعات المتضررة من الكوارث والحروب في عدد من الدول والقارات.

من جهود المنظمة البارزة تقديم وجبات للعائلات الأوكرانية الفارة من منازلها في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، أيضًا زودت آلاف من الأسر المتضررة من الفيضان المدمر في جنوب أفريقيا عام 2022  بالوجبات اليومية.

في عام 2023 كانت منظمته في الصفوف الأولى لتقديم مساعدات في أعقاب زلزال تركيا وشمال سوريا المدمر، وتمكنت المنظمة من توزيع أكثر من 20 مليون وجبة على المتضررين في سوريا وتركيا.

أيضًا تواجدت المنظمة بشكل سريع في المغرب بعد الزلزال الذي ضرب جنوبي غرب مراكش ومنحت آلاف الوجبات إلى الأسر المعزولة في القرى بسبب الزلزال، كما قدمت الرعاية الطبية للجرحى ونقلت بعضهم إلى المدن لتلقي لعلاج.

كان دور المنظمة بارزًا بشكل كبير في الحرب الأخير على قطاع غزة، ففي نهاية عام 2023 وحتى الآن ساهمت المنظمة بتقديم مساعدات ووجبات غذائية للنازحين في مخيم رفح، ومخيم أنيرا الصيفية، وقدمت حتى الآن أكثر من 100 ألف وجبة.

مقتل موظفين من المنظمة في غزة

في شهر أبريل عام 2024 قتل عدد من الموظفين من منظمة المطبخ المركزي العالمي، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية سياراتهم وقد قتل بسبب هذا الاستهداف 7 أشخاص من دول أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة وأمريكا وكندا بجانب السائق الفلسطيني.

وبعد هذا الاستهداف أعرب أندريس عن حزنه لمقتل أعضاء فريقه ودعا إلى وقف استخدام سلاح التجويع والتوقف عن القتل العشوائي.