يعد الشاعر والباحث العراقي خزعل الماجدي من أبرز الكتاب والباحثين في علم وتاريخ الأديان، وقد أنجز طوال مسيرته المهنية ما يزيد عن 100 كتاب وبحث علمي في مجالات متنوعة منها الأديان والميثولوجيا والحضارات، فضلًا عن مسيرته المهمة كشاعر بارز، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وأهم مؤلفاته في هذا المقال.
من هو خزعل الماجدي؟
هو شاعر وكاتب مسرحي وباحث عراقي ولد في عام 1951 في مدينة كركوك في العراق، ويقيم حاليًا في هولندا يعد من أبرز وأهم الكتاب والباحثين في علم وتاريخ الأديان والحضارات، كما أنه شاعر وكاتب مسرحي مهم.
عرف الماجدي بغزارة إنتاجه، فقد كتب ما يزيد عن 100 كتاب طوال مسيرته في مجالات مختلفة وخاصة في مجال الميثولوجيا وتاريخ الأديان والحضارات، كما أنه عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وعضو في اتحادات أخرى منها الأكاديمية العالمية للشرق ونقابة الصحفيين في العراق وغيرها.
اهتم الماجدي في كتاباته التاريخية بالتاريخ القديم على حساب التاريخ الحديث أو المعاصر، كما صدرت له العديد من الكتب عن حضارات أخرى غير حضارة العراق.
وبجانب مؤلفاته فالماجدي له أكثر من 80 محاضرة فكرية وثقافية قدمها حول العالم، وقد سجلت هذه الندوات والمحاضرات عبر قناته الخاصة على اليوتيوب.
نشأته وتعليمه
درس خزعل الماجدي في بغداد، وقد حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي والتراث العالمي للدراسات العليا في بغداد عام 1996، وفي عام 2009 حصل على دكتوراه ثانية في فلسفة الأديان.
مسيرته المهنية
شغل الباحث خزعل الماجدي العديد من المناصب خلال مسيرته المهنية، فقد عمل محررًا في الإذاعة التلفزيون، كما عمل محررًا في العديد من الصحف العراقية منها "الطليعة الأدبية"، و"ألف وباء"، و"فنون"، و"الأديب المعاصر".
عمل الماجدي أيضًا مديرا للقسم الثقافي في جريدة القاصد، كما كان مديرا للبرامج الثقافية في قناة الشرقية العراقية. بالإضافة إلى ذلك فقد عمل في دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية وقد ظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1998.
عمل الماجدي محاضرًا في عدد من الجامعات العربية والعالمية، منها جامعة درنة في ليبيا في الفترة ما بين 1998 و2003 ودرس مادة التاريخ القديم وتاريخ الفن. عم لكذلك مدرسًا في جامعة لايدن في هولندا بالإضافة إلى عدة جامعات عربية مفتوحة في أوروبا.
في عام 2003 شغل الماجدي منصب مدير المركز العراقي لحوارات الحضارات والأديان في العراق. يشغل الماجدي عضوية عدد من الاتحادات العربية، منها اتحاد الكتاب العرب، واتحاد المسرحيين في العراق، ونقابة الصحفيين في العراق، والأكاديمية العالمية للشرق، واتحاد المؤرخين العرب.
مؤلفات خزعل الماجدي
يعرف الكاتب والباحث العراقي خزعل الماجدي بأنه من الكتاب غزيري الإنتاج، فقد كتب ما يصل إلى 110 كتابًا في مجالات متنوعة وتركزت معظم كتاباته حول موضوعات الأديان والميثولوجيا وتاريخ الأديان والحضارات، بجانبه كتابته في الشعر والأدب والمسرح كذلك.
وعن قدرته على الجمع بين كل هذه المجالات والقدرة على إصدار إنتاجات أدبية وفكرية في كل مجال يقول الماجدي أنه الكتابة في أكثر من لون أدبي يعطيه طاقة مضاعفة، بل يجعله أكثر إبداعًا، فعندما يفكر في الكتب تنفتح له أبواب كثير تجعله قادرًا على التأليف والإنتاج بشكل إبداعي أكثر.
ومن مؤلفاته في مجال الميثولوجيا وتاريخ الأديان "بخور الآلهة"، و"سفر سومر"، و"إنجيل بابل"، و"أناشيد إسرافيل"، و"موسوعة الفلك عبر التاريخ"، و"المعتقدات الكنعانية"، و"الدين المصري"، و"ميثلوجيا الخلود"، و"المعتقدات الأمورية".
من مؤلفاته الأخرى "علم الأديان"، و"الحضارة المصرية"، و"الحضارة السومرية"، و"آلهة الشام"، و"الأنباط"، و"كتاب إنكي"، و"العود الأبديط، ومثلوجيا الأردن القديم"، و"المعتقدات الإغريقية"، و"المعتقدات الرومانية"، و"كنوز ليبيا القديمة"، و"الحضارة الهندية"، وكتاباته أخرى.
أصدر خزعل الماجدي نحو عشرين مسرحية، عُرضت بعضها في العراق ودول عربية وفرنسا، ومن بين هذه المسرحيات: "عزلة في الكريستال"، "حفلة الماس"، "هاملت بلا هاملت", "قمر من دم"، "قيامة شهرزاد"، "نزول عشتار إلى ملجأ العامرية"، "سيدرا"، "موسيقى صفراء"، "حارسات الريحان"، و"نصب الحرية".
مؤلفاته في الشعر
يعتبر الشاعر خزعل الماجدي من أبرز الشعراء العراقيين في السبعينيات وقد عرف بقدرته على الكتابة في الأنماط الشعرية المختلفة بداية من شعر التفعيلة إلى قصيدة النثر، وصدرت له عدة مجلدات ومؤلفات شعرية.
ومن دواوينه الشعرية "يقظة دلون"، و"أناشيد إسرافيل"، و"خزائيل"، و"عكازة رامبو"، و"فيزياء مضادة"، و"حبة ودرج"، و"فلم طويل جدًا"، و"أحزان السنة العراقية"، و"ربما من يدري"، و"شوغات"، و"تقلب الجمر وتتهيج"، وصدرت الأعمال الشعرية له في 6 مجلدات عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وفي أشعاره وقصائده ونجده يهتم بالأسطورة بشكل كبير.
ومن نماذج قصائده قصيدة "فيزياء مضادة" ويقول فيها:
أيُّ أمرٍ عظيم …
أن أكونَ هناك؟
حيثُ أُشاهِد كلَّ شيء؛
ما يُريده المرءُ، حقًّا، وما لا يُريده.
هناكَ …
أتربَّصُ بالحقيقةِ وهي تحتجِب
خلفَ الضباب
الدين من وجهة نظر خزعل الماجدي
يمتلك الكاتب والباحث العراقي خزعل الماجدي نظرة مختلفة ومغايرة للأديان، فهو يرى أن الدين يأتي من الخوف، والخوف أمر سلبي، لذا يرى أن الدين جاء ليحل مشكلة خوف الإنسان من الأمور التي يجعلها مثل الحيوانات المفترسة أو الظواهر الطبيعية.
ويرى الماجدي أن ديناً لا يتم تعريفه بأنه دين إلا إذا وجدت له 4 مكونات ثانوية و4 أساسية، يعتقد خزعل الماجدي أن الدين يتكون من أربعة عناصر أساسية: المعتقدات، الأساطير، الطقوس، والأخرويات. الدين دائماً يقدم تصوراً لما بعد الموت، يُعرف بعلم الأخرويات (سكاتالوس).
ويضيف الماجدي أن هناك أربعة مكونات ثانوية تتناظر مع هذه المكونات الأساسية، وهي: الشرائع والأخلاق مقابل العقائد، السير المقدسة مثل سير الأنبياء والأولياء والقديسين مقابل الأساطير، والجماعة والطائفة مقابل الطقوس، حيث يتم التساؤل عما إذا كانت الديانة تتكون من مجموعة واحدة أم من عدة طوائف.
ويرى الماجدي أنه يمكن معالجة جميع الأديان باستخدام مناهج علم الأديان وتاريخ الأديان، حيث من الضروري تحييد العنصر المقدّس وعدم السماح له بالتحكم في عملية التحليل. لقد حان الوقت لوضع سرديات علمية في هذا المجال، فقد انتهى زمن السرديات المتحيزة.