يعد الإعلامي والصحفي السعودي خالد قاضي واحد من الصحفيين الرياضيين المخضرمين في المملكة، حيث عاصر نجاحات المنتخب السعودي وأسهم في تغطية العديد من البطولات الدولية الرياضية بما في ذلك البطولات الأولمبية، تعرف على مسيرته المهنية في السطور التالية.
حياة خالد قاضي ونشأته
ولد خالد في عام 1955 في مدينة جدة، وهو صحفي رياضي، وإعلامي سعودي وكاتب رياضي، وشغل منصب مدير مكتب صحيفة الرياضية في جدة لمدة طويلة.
درس خالد في مدينة جدة، والتحق بمدرسة عمر بن الخطاب في المرحلة المتوسطة، وعمل لفترة في مجال المصارف، حيث عمل مسبقًا في بنك الجزيرة.
بدأ قاضي طموحه الصحفي أثناء دراسته المتوسطة، وبعد أن أنهى تعليمه مارس مهنة الصحافة كهاوٍ في البداية، وكانت كتاباته تتميز بالوضوع والواقعية والصراحة.
هو متزوج ولديه ابنه اسمه عنان ولد عام 1992، وابنه ثانية لا يُعرف اسمها ولدت عام 2002 وابنه الأخير اسمه عدنان، وهو لا يتطرق كثيرًا إلى حياته الشخصية.
مشواره المهني
بدأ خالد قاضي مشواره المهني عام 1976 حيث عمل في صحيفة عكاظ ككاتب هاوٍ في صفحة القراء، وتمكن من إثبات مواهبه بسبب كتاباته السلسلة والواقعية.
تمكن خالد من الدفاع عن موهبته في الصحافة وتمكن من كتابة أول مقال له في الجريدة، وبدأ بتقديم حوارات صحفية مع لاعبين مشهورين، أولهم لاعب فريق الاتحاد السابق الكابت حامد صبحي في نادي الاتحاد، وبعد هذا الحوار الشيق أصبح خالد صحفياً رسميا بها.
انتقل بعد ذلك للعمل في جريدة المدينة، ومنها إلى صحيفة الرياض، وظل يعمل فيها لمدة 12 عامًا، وهي جريدة تصدر يوميًا.
جاء خالد في الوقت التي كانت فيه الصحافة الرياضية تعتمد بشكل كبير على الورق، فكان يصب كل جهده كالحبر عبى صفحات الصحف، واكتسب احترام القارئ والمشاهد بسبب صدق نيته وخفة ظله.
أصبح خالد بعد ذلك من مؤسسي جريدة "الملاعب الرياضية" وهي جريدة أسبوعية تصدر كل خميس، ولها العديد من المتابعين والجمهور الذي كان ينتظر العدد الأسبوعي بفارغ الصبر.
وفي عام 1989 انتقل خالد بعد ذلك إلى الصحيفة اليومية الرياضية، وفي هذه الجريدة كانت نقلة نوعية بالنسبة له، فبجابن مقالاته وحواراته الرياضية مع الإداريين والرياضيين، عمل أيضًا على توقع نتائج المباريات.
كانت العديد من توقعاته تنجح، ففي إحدى المرات توقع فوز نادي الهلال على النصر السعودي بنتيجة هدفين مقابل لا شيء، وقد نجح هذا التوقع.
عمل خالد في الصحيفة الرياضية حوالي 20 عامًا، وكانت هذه الأعوام من أهم الأعوام في مسيرته المهنية، حيث شغل العديد من المناصب العامة، ومنها تنصيبه مدير مكتب الصحيفة الرياضية في جدة.
أعلن خالد بعد ذلك تعاقده عن هذا المنصب في عام 2011، وبعدها بعام انتقل من الصحافة المكتوبة إلى الإعلام المرئي، حيث قدم برنامج "ديوانية" على قناة لاين سبورت، وهو برنامج حواري رياضي.
استضاف خالد في البرنامج العديد من الشخصيات الرياضية الهامة، وكان يناقش أيضًا أحداثاً هامة على الصعيد الرياضي في المملكة والخليج، ومستوى المنتخب السعودي.
توقف خالد عن تقديم هذا البرنامج بسبب قوة الآراء التي يقدمها، وعرف بميله لقول الحقيقة بعيدًا عن ما يحبه أو يشجعه.
تميز خالد بحواره المؤدب وميله إلى الحقيقية دائمًا، حيث كان يسعى إلى الوصول إليها حتى لو كانت على حساب ميوله، فقد كان ينتصر للحق دائمًا.
وما ميزه أيضًا أنه إذا اختلف مع أحد من زملائه يظل يأسرك بحبه، حيث يحاور بالقول اللين، ولا يتجاوز في الحديث، لذا أصبح نموذجًا في الجوار حتى في وقت الخلاف.
وفي السنوات اللاحقة تابع خالد عمله في مجال النقد الرياضي، وكتب في عدة منابر صحفية، كما شارك في حوارات تلفزيونية مختلفة، وأصبح لقبه "ملك التوقعات" بسبب نجاح التوقعات التي يقولها في أغلب الوقت.
عُرف خالد بحبه الشديد لنادي الأهلي السعودي في جدة، وكان دائمًا يدلي بتصريحات عن أداء النادي، وظل يكتب ويتحدث عن الشأن الرياضي حتى وفاته عام 2018.
حبه للنادي الأهلي السعودي
كانت علاقته بالنادي الأهلي ليس فقط علاقة نادي ومشجع، وإنما كان النادي بالقرب من مسكنه، فكان مقر النادي الأهلي في حي الكندرة، وكان يسكن في الحي نفسه، ولهذا السبب تشرب حب الأهلي وعشق هذا الكيان.
كان خالد منذ صغره يشاهد مباريات مختلفة في المدرجات الخشبية في النادي، كما كان يشاهد تمرينات فريق السلة والطارة مع شقيقه هشام.
كان خالد أيضًا على علاقة متميزة مع رموز النادي الأهلي، ومنها علاقته المميز التي جمعته بالأمير خالد بن عبد الله في فترة رئاسته الأولى للنادي الأهلي.
وفاته
تعرض خالد قاضي إلى وعكة صحية أجرى بسببها عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية، ولكن بعدها تدهورت حالته الصحية بعد ذلك، وعانى من مضاعفات للعملية، وظل في العناية المركزة لعدة أيام.
تحسنت حالته بعد ذلك، وتوجه بالشكر لكن من وقف بجانبه في مرضه، ولكنه سرعان ما توفي في 15 سبتمبر عام 2018 بسبب مضاعفات عمل جراحي عان عن عمر يناهز 64 عامًا.
وقبل وفاته كان قد عانى من خلل في إمداد الأكسجين إلى الدماغ، وهو ما أدى إلى وفاته في عام 2018.
بعد وفاته قرر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة آنذاك تركي آل الشيخ بتخصيص دخل مباراة الأهلي والحزم لأسرته، بالإضافة إلى تقديم مبلغ مالي قدره نصف مليون ريال من الهيئة العامة لعائلته.
بعد وفاته حرصت جماهير النادي الأهلي على رفع تيفو لتوديعه خلال مباراة الفريق ضد الحزم ضمن منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وشيعه العديد من الإعلاميين، وأشاد به العديد من زملائه في برنامج"الراحل" على قناة روتانا خليجية، ومنهم أحمد الشمراني، والناقد الرياضي عبد الله الشيخي وغيرهم، كما كتب في رثائه الصحفي إبراهيم البكري في جريدة الرياضية، والصحفي عدنان المهنا في جريدة البلاد.
