خالد الكركي.. الشاعر الأردني المدافع عن اللغة العربية

قضى الشاعر والأديب الأردني خالد الكركي حياته مدافعًا عن اللغة العربية أمام هجمات تغريب اللسان العربي بالمصطلحات الأجنبية والعامية، فقدم عدد من المؤلفات والمقالات النقدية حول الشعر العربي والرواية والأدب، وشغل أيضًا عدة مناصب سياسية هامة، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وإنجازاته.

من هو خالد الكركي؟

خالد عبد العزيز سليمان الكركي هو كاتب وشاعر وسياسي أردني ولد في قرية العدنانية في محافظة الكرك جنوب الأردن في عام 1946، ويعد من أبرز الشخصيات السياسية والأدبية في الأردن.

شغل الكركي عددًا من المناصب السياسية ومنها أنه كان رئيسًا للديوان الملكي، ويشغل حاليًا منصب رئيس مجمع اللغة العربية الأردني.

دافع الكركي طوال حياته عن اللسان العربي الفصيح، فأصدرت العديد من المؤلفات النقدية في الشعر والأدب والرواية الأردنية، وواجه الابتعاد عن الفصاحة في الكتابات والمقالات.

نشأته وتعليمه

نشأ خالد الكركي في قرية العدنانية، وفي الخمسينات لم يكن هناك مدرسة في القرية لذا تعلم أولًا على يد الشيخ في الكُتاب وكان عمره 6 سنوات فحفظ القرآن الكريم، وفي عام 1953 تم افتتاح مدرسة ابتدائية في القرية وكان الكركي من أوائل من درس فيها مع أطفال القرية.

درس بعدها في مدرسة الكرك الإعدادية، ثم مدرسة الكرك الثانوية وحصل على الشهادة الثانوية في عام 1965، ثم التحق بالجامعة الأردنية وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها عام 1969. أكمل بعدها دراسة الماجستير في قسم اللغة العربية في الجامعة نفسها وحصل عليها عام 1977.

سافر الكركي بعدها إلى بريطانيا لإكمال دراسته العليا وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الدراسات الشرقية في جامعة كامبريدج في بريطانيا وحملت رسالته عنوان "الإسلام والعروبة: دراسة في كتابات مفكري بلاد الشام من عام 1918- 1952"، وقد نشرت رسالته باللغة الإنجليزية.

زواج خالد الكركي

تزوج خالد الكركي من الأدبية الأردنية من أصل فلسطيني إنصاف قلعجي، والتي درست في الجامعة الأردنية وحصلت على الماجستير في النقد الأدبي بجامعة لندن، ثم عملت في الجامعة الأردنية.

نشرت زوجته إنصاف عدد من المؤلفات البارزة في القصة، منها "للحزن بقايا فرح"، و"رعش المدينة"، و"ساحة الحناطير"، و"يا خائط الخلائق خطني"، و"النسر في الليلة الأخيرة"، وقد ترجمت بعض مؤلفاتها إلى اللغة الإنجليزية.

تزوج بعدها للمرة الثانية من الدكتورة نسرين الشمائلة، وقد رزق منها بثلاثة توائم ذكور في عام 2009 وهم عبد الله وزيد وجعفر.

أبناء خالد الكركي

لدى الدكتور خالد الكركي من زوجته الأولى إنصاف 4 بنات وهم رشا وليلى وندى وبلقيس، ورزق من زوجته الثانية إيناس 3 ذكور توأم عام 2009 وهم عبد الله وزيد وجعفر. وهو يُكنى بأبي رشا.

ابنته رشا خالد الكركي ولدت في عام 1973 وتعمل محاضرة في جامعة البتراء قسم اللغة الإنجليزية، وهي حاصلة على الماجستير من جامعة لندن في كلية الدراسات الشرقية، ومتزوجة ولديها أطفال.

ابنته الثانية ليلى تخرجت في الصحافة والإعلام من جامعة البترا، ابنته الثالثة هي محاضرة في قسم اللغة العربية وآدابها وقد درست في كلية الهندسة أولًا ثم انتقلت للآداب، ابنته الرابعة ندى درست في كلية الحقوق جامعة الأردن.

مسيرته المهنية

عمل خالد الكركي مدرسًا في الكرك ورغدان وكلية الحسين خلال دراسته للماجستير، كما أنه كان محررًا في مجلة الجامعة الأردنية الأكاديمية. عمل كذلك أستاذًا مساعدًا في جامعات البترة والجامعة الأردنية.

عمل بعدها أستاذًا في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة البترا وجامعة جرش الأهلية والجامعة الأردنية، كما شغل منصب رئيس جامعتي الجرش والجامعة الأردنية.

كان الكركي كذلك رئيس تحرير المجلة الثقافية، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين من عام 1985 إلى عام 1987، وشغل منصب عضو اللجنة الاستشارية لوزارة الثقافة والتراث عام 1988، كما كان عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردني.

شغل خالد الكركي عددًا من المناصب الوزارية أولها شغله منصب وزير الثقافة من عام 1989 إلى عام 1991، ثم شغل منصب وزير الثقافة والشباب من شهر يناير عام 1991 إلى أكتوبر من العام نفسه، ثم شغل منصب وزير الثقافة والتعليم العالي لمدة شهر فقط من أكتوبر إلى نوفمبر 1991. شغل كذلك منصب المستشار السياسي للملك الراحل. يعرف الكركي بتوجه القومي ورفضه للتطبيع، وقد جاء هذا الأمر على لسانه أكثر من مرة.

خالد الكركي رئيس الديوان الملكي

شغل خالد الكركي منصب رئيس الديوان الملكي مرتين، المرة الأولى خلال التسعينيات واستمرت لمدة 20 شهرًا، والمرة الثانية في عام 2011، وقد ظل يشغل هذا المنصب من شر مارس حتى شهر أكتوبر لعام 2011.

خلد الكركي مجمع اللغة العربية

يشغل الدكتور خالد الكركي حاليًا منصب رئيس مجمع اللغة العربية الأردني منذ عام 2015 حيث تم انتخابه من أعضاء المجمع رئيسًا، ثم تم انتخابه مرة أخرى لأربع سنوات، وأعلن أنه لن يترشح مرة أخرى.

كتب خالد الكركي

تنوعت المؤلفات للشاعر والأديب خالد الكركي بين الدراسات والأبحاث والمؤلفات الأدبية والشعرية، وقد نشر طوال حياته العديد من الكتب والدراسات الأدبية والنقدية.

ومن مؤلفاته في النقد "الرواية في الأردن"، و"الرموز التراثية العربية في الشعر العربي الحديث"، و"الرموز القرآنية العربية في الشعر العربي الحديث"، و"طه حسين روائيًا"، و"حماسة الشهداء: رؤية الشهادة والشهيد في الشعر العربي الحديث".

نشر كذلك كتب "الصائح المحكي: صورة المتني في الشعر العربي الحديث"، و"قراءات في الثقافة والسلطة والإعلام"، و"منازل الأرجوان: الشهداء القادة في الإسلام"، و"ورد ورماح: قراءات في البطولة"، و"الرونق العجيب"، و"قراءة في شعر المتنبي".

من مؤلفاته الأدبية كتبت مقالات جمعها في كتاب بعنوان "أوراق عربية" صدرت عن المؤسسة الصحفية الأردنية. كتب أيضًا "من دفاتر الوطن"، و"سنوات الصبر والرضا" وهي سيرة ذاتية تحدث فيها عن تأثره بوفاة شقيقه.

نشر أيضًا "دم المدائن والقصيدة: هواجس عربية"، و"بغداد: لا غالب إلا الله"، و"تحولات الرجل اليماني"، و"مقام الياسمين"، و"بكى صاحبي لما".

ومن نماذج قصائده قصيدة "رجع الصهيل" والتي يقول فيها:

وأرى وجوهَهُمُ

وقَدْ طلعَ الصّبا الريّان فيها

من حبيباتِ الندى في وجهكِ الحلوّ الحبيبْ

وأرى صعودي في الخريف

إلى متاهات السُّرى

ومعي رفوف الحائمات على ينابيع الجنوبْ

أهلي همُ

وأميرتي أغلى صباياهم

وعليا

بنتُ هذا العشقِ

مذ كانت مؤاب تمورُ بالخصبِ المؤجّلِ

والحصادِ المرّ