تعد العالمة والباحثة السعودية حياة سندي واحدة من أهم السيدات في السعودية، فلديها العديد من الإنجازات الطبية، حيث طورت أداة تشخيصية تستخدم للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وحصلت على لقب المستكشفة الصاعدة في عام 2011، ولديها عدة إنجازات طبية.
مولد حياة سندي ونشأتها
حياة سليمان سندي هي طبيبة وباحثة سعودية ولدت في 6 نوفمبر عام 1967 في مكة المكرمة، وكانت في طفولته شغوفة بالقراءة والاطلاع على سير العلماء والمؤثرين منهم الخورازي، وجابر نب حيان، وماري كوري وغيرهم.
درست حياة في مدينة مكة المكرمة، وكانت متفوقة دراسيًا حيث أنهت مرحلة الثانوية بمعدل 98% ودرست في كلية الطب في كامبريدج في جامعة لندن.
حياتها العملية
سافرت حياة سندي إلى لندن لدراسة علم الصيدلة في كينجز كوليدج، ورغم الصعوبات التي واجهتها بسبب بعدم إتقانها للغة الإنجليزية، ووصفها أحد الأساتذة بالفشل، حيث كانت ترتدي الحجاب، وكانت في تحدٍ، وقررت أن تثبت للجميع سوء تقديرهم.
عملت حياة خلال دراستها على تعليم اللغة العربية لموظفي البنوك كوسيلة لكسب الدخل بالإضافة إلى الدراسة.
كما عملت على التعلم والتحصيل لساعات طويلة تصل إلى 20 ساعة في اليوم، وفي النهاية تخرجت من الجامعة بامتياز بعد أن استطاعت اكتشاف آلية لعلاج الربو.
استمرت مساهمات حياة في مجال العلوم الصيدلانية، واستطاعت أن تكون أول امرأة عربية تحصل على درجة الدكتوراه من جامعة كامبردج في التكنولوجيا الحيوية، تحت عنوان "دراسات متقدمة في أجهزة القياس الكهرومغناطيسية والصوتية".
وهذه الدراسة وصفها المشرف دكتوراه بأنها مثل خمس أطروحات دكتوراه في أطروحة واحدة، في إشارة إلى حجم وعمق وأهمية ما قدمته من خلالها.
على الصعيد العلمي، استطاعت حياة أن تكون جزءًا من فريق عمل على تقديم فيلم وثائقي علمي في مختبرات جامعة هارفارد يدرس العلوم بين الشباب ويحفزهم على المعرفة والاستكشاف.
اهتمت كذلك بمجال الرعاية الصحية وابتكرت مفهوم "التشخيص للجميع" وهو عبارة عن جهاز من الورق حجمه صغير لا يتجاوز حجم بصمة اليد.
نتيجة لنجاح هدف جهاز "التشخيص للجميع" وهو أن كل شخص لديه القدرة على تشخيص نفسه وإجراء تحليل منزلي دون الحاجة إلى متخصص، فازت حياة بجائزة المركز الأول في مسابقة خطط العمل للمشاريع الاجتماعية، وكذلك جائزة من مسابقة المبادرات التي عقدها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وابتكرت حياة جهاز استشعار الموجات المغناطيسية والصوتية متعدد الاستخدامات يسمى "مستشعر الرنين المغناطيسي الصوتي"، والذي يساعد على قياس مستوى السكر في الدم، ويمكنه تحديد الدواء الذي يحتاجه جسم الإنسان.
وهذا الجهاز وسيلة لمساعدة رواد الفضاء في رحلاتهم، وقد تمت الموافقة عليها رسميًا من قبل وكالة ناسا، كما أن له تطبيقات مختلفة في مجال الصناعات الدوائية والاختبارات الجينية والأمراض الوراثية.
لم يكن هدفها في العلم تحقيق إنجاز شخصي وكان ذلك كافياً، لكنها أرادت أن يكون علمًا يستفيد منه الناس، لذلك عملت على إنشاء معهد I22 للخيال والإبداع في عام 2011.
ويهدف هذا المركز إلى تمكين الشباب من خلال منحهم فرصًا جديدة وتزويدهم بالإمكانيات والأدوات التي تساعدهم في تطبيق أفكارهم، وتأمل أن تساهم حياة في توعية الفتيات العربيات بأهمية العلم.
عُرض عليها العمل في مختبرات سانديا لاب الوطنية في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد من أهم المعامل التي تجرى فيها أهم الأبحاث وأكثرها حساسية في العالم. ل
كن لأن حياة متمسكة بقيمها ومبادئها وتخشى أن تستخدم أبحاثها لأغراض عسكرية، كان ردها بالرفض، وفي عام 1999، دُعيت للانضمام إلى مجموعة الشباب البريطاني الأكثر تميزًا في مجلس العموم البريطاني.
في عام 2001 دعيت لزيارة البنتاغون في إطار المؤتمر القومي للسرطان، وتصف حياة سندي هذه الزيارة بأنها الزيارة التي كشفت لها أسرار النهضة العلمية الأمريكية للبحث والدراسات.
تمت دعوتها من قبل جامعة "بيركلي" في كاليفورنيا، كجزء من وفد ضم 15 عالماً من جميع أنحاء العالم، لاستكشاف اتجاهات العلوم ومستقبلها.
دعتها زوجة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل للمشاركة في مؤتمر المرأة الخليجية الذي عقد في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة لندن عام 2004 م.
تعمل مع شلمبرجير في مشروع لتأهيل الأطفال من جميع أنحاء العالم للتفكير والتحليل المبكر، كما شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية العامة والمتخصصة، وشاركت في منتدى جدة الاقتصادي.
شاركت في أكبر المعامل العلمية في العالم ، وألقت محاضرات في كبرى الجامعات والمعاهد العالمية، وانتخبت عضوا في مجلس الشورى السعودي.
تستضيفها المعاهد الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام لتشجيع الطلاب وتحفيزهم على البحث العلمي.
وفي الذكرى السبعين لتأسيس الأمم المتحدة ألقت محاضرة في الجلسة الافتتاحية بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون". تم تعيينها منذ فترة قصيرة كعضو فخري في برنامج الأمم المتحدة للبيئة واعتبرت مستشارة في قمة عين على الأرض.
الجوائز والمناصب
- حياة سندي باحثة زائرة بجامعة هارفارد ومستشارة أولى لرئيس البنك الإسلامي للتنمية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
- حياة هي أول امرأة عربية تحصل على درجة الدكتوراه في التكنولوجيا الحيوية من جامعة كامبريدج.
- أدرجتها البي بي سي في قائمتها لأقوى 100 امرأة عام 2018 ومنحتها الجامعة الملكية البريطانية عضويتها الفخرية تقديرا لمساهماتها العلمية، وحصلت على جائزة المكلا للتميز العلمي والتقني.
- كما تم تعيينها كسفيرة للنوايا الحسنة لليونسكو في عام 2012، وهي أول امرأة سعودية تتولى هذا المنصب.
- في عام 2012، صنفتها مجلة Newsweek ضمن قائمة 150 امرأة الأكثر نفوذاً في العالم.
- احتلت المرتبة الـ19 بين أكثر الشخصيات العربية تأثيراً في الوطن العربي، بحسب مجلة أريبيان بزنس.
- في يناير 2013، كانت حياة من بين المجموعة النسائية الأولى التي تعمل بمجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية.
- تم إطلاق اسمها على أحد الشوارع داخل الحرم الجامعي بطلب من الطالبات في جامعة حائل السعودية تقديرًا لإنجازاتها، ولكونها واحدة من النماذج النسائية العربية المشرفة.