حينما يأتي ذكر الدراما الخليجية يأتي في أذهاننا فورًا الرائعة والمتألقة دائمًا الفنانة حياة الفهد، إنها فنانة عشقت الفن وسعت من أجل تحقيق هدفها في التمثيل، وطوال مسيرتها الفنية أبدعت في تقديم العديد من الأعمال الخالدة التي جعلتها واحدة من أهم نجوم الوسط الفني في الكويت والخليج.
حياة أحمد يوسف الفهد هي ممثلة كويتية ولدت في منطقة شرق في الكويت في 18 أبريل عام 1948، وانتقلت للعيش مع أسرتها في مدينة المرقاب حيث سكنت بالقرب من مسجد عبد الله المبارك.
توفي والدها وهي في سن صغيرة لذا عاشت بدون أن تعرف معنى حنان الأب، وعانت كثيرًا من قسوة أمها عليها بعد فقدان والدها، وبعد وفاة والدتها عام 1987 عكفت على تربيتها أختها الكبرى شريفة مع أخوتها غنيمة، وأخوها الوحيد.
لم تكمل حياة دراستها الابتدائية فبمجرد تعلمها القراءة والكتابة تركت المدرسة، وتمكنت أن تعلم نفسها القراءة بالعربية الفصحى والإنجليزية وأتقنتهما.
اكتشفت حياة حبها للفن في بدايةالخمسينات بعد أن شاهدت فيلمًا من بطولة الفنان العظيم فريد الأطرش، وبعدها أصبحت تتردد على السينما مع أهلها، وسرعان ما تحول حبها للسينما من هواية إلى هدف تطمح إليه.
كانت تعمل موظفة في مستشفى الصباح في الكويت، وكان عملها في المستشفى بداية تعرفها على فرقة أبو جسوم المسرحية التي كانت بوابتها لدخول التمثيل.
تزوجت الفنانة حياة مرتين، المرة الأولى عام 1965 وهي تبلغ السابعة عشرة من عمرها من طبيب جراح عراقي من مدينة البصرة اسمه "قصي جلبي" وكان يعمل سكرتيرًا لوكيل وزارة الإعلام الكويتية.
وبسبب زواجها تركت التمثيل لمدة 3 سنوات حيث رافقت زوجها إلى القاهرة حين كان يدرس الطب، وعملت كمذيعة في الإذاعة، ولكنها سرعان ما انفصلت عنه بسبب حبها للفن، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة سوزان عام 1967.
تزوجت حياة للمرة الثانية من المغني اللبناني فلسطيني الأصل محمود حمدي وكان لديه من زواجه السابق ابنتان توأم وهما مي ومها والتي تولت تربيتهما حتى بعد انفصالها عنه، كما ربت فتاة يتيمة اسمها روزان مع بناتها الأخريات.
بدأت مسيرة الفنانة حياة الفهد الفنية حينما كانت تعمل في مستشفى الصباح، ففي هذا الوقت زارت فرقة "أبو جسوم" المسرحية المستشفى وكانت معها في هذا الوقت زميلتها في العمل الإعلامية أمينة الشراح.
حينما رآهما أبو جسوم سألهما من منهما تريد العمل بالتمثيل، فأجابت حياة الفهد، حينها قال لها أن تبلغ أهلها وأنه سيأتي لزيارتها بعد فترة في المستشفى لمعرفة الجواب.
لم تتمكن حياة من إقناع والدتها في البداية، فحينما عبرت لها عن رغبتها في التمثيل ضربتها وعنفتها، ولكن لم يزدها ذلك على إصرارًا وعنادًا، وبعد شهرين من محاولات إقناع والدتها قررت أن تضرب عن الطعام لكي تحقق هدفها.
وصادف في هذا الوقت أن التقى أبو جسوم شقيق الفنانة حياة وحاول إقناعه فوافق وبدوره أقنع والدتها التي وافقت فيما بعد بشرط أن يصحبها شقيقها إلى التلفزيون لتسجيل الحلقات فيه.
وبعدها بدأت حياة مشوارها الفني في المسرح من خلال مسرحية "الضحية" عام 1963 مع الفنان منصور المنصور، أما بدايتها في التلفزيون كانت من خلال مسلسل عايلة بو جسوم عام 1964.
حصلت حياة على أول أجر لها بعد مشاركتها في مسرحية "بسافر وبس" وهو 30 دينارًا وقُدمت المسرحية في مسرح الخليج، وعلى الرغم من صغر سنها في هذا الوقت الذي لم يتحاوز الخامسة عشرة إلا أنها قدمت دور الأم.
قدمت حياة منذ الستينات العديد من الأعمال الفنية وخاصة في المسرح فقدت مسرحيات "فلوس ونفوس"، و"الجوع"، و"أنا والأيام"، و"الأسرة الضائعة"، و"الضحية".
وفي السبعينات شاركت في مسلسل "الحدباء"، كما شاركت في مسرحية "ضاع الديك"، وقدمت أول فيلم لها في عام 1971 بعنوان "بس يا بحر"، كما شاركت في مسلسل "شرباكة"، و"علاء الدين"، و"الملقوف"، و"ألوان من الحب"، و"ابن الحطاب"، و"قصة موال"، و"حبابة".
وفي السبعينات شاركت في العديد من المسرحيات الناجحة، منها "حرم سعادة الوزير"، و"للإمام سر"، و"السدرة"، و"بني صامت"، و"بحمودن المحطة"، و"يا غافلين"، و1 2 3 4 بم".
وزادت مشاركاتها الفنية في الثمانيات فقدمت عدد كبير من المسلسلات مثل "بيت أبو خالد"، و"إلى أبي وأي مع التحية"، و"الدانة"، و"كيور على الماء"، و"درس خصوصي"، و"خرج ولم يعد"، و"أحلام صغيرة"، و"غدًا تبدأ الحياة"، و"الأسوار"، و"زواج بدون رصيد"، و"صغيرات على الحياة" وغيرها.
فضلًا عن مشاركتها في المسرح وإن قلت ففي عام 1989 قدمت 3 مسرحيات وهم "إذا طاح الجمل"، و"بيت العزوبية"، و"شيكان بدون رصيد" كما شاركت في مسرحية "باي باي عرب" عام 1986، ومسرحية "القرقور" عام 1984.
وفي بداية الثمانينات قدمت ثنائية ناجحة مع الفنانة العظيمة سعاد عبد الله وكانت ثمرة هذا التعاون العديد من الأعمال الفنية الناجحة مثل "رقية وسبيكة"، و"على الدنيا السلام"، و"خالتي قماشة"، و"سليمان الطيب" وأعمال أخرى ناجحة.
واصلت الفنانة حياة تألقها في التسعينات حيث قدمت عدد كبير من الأعمال الفنية الناجحة ما بين السهرات التلفزيونة والمسلسلات والمسرحيات، ومن المسلسلات التي قدمتها "جواهر"، و"بو مرزوق"، و"الملقوفة"، و"طش ورش"، و"ما يبقى غير الحب"، و"بيت تسكنه سمرة"، وغيرها.
أيضًا مجموعة كبيرة من المسلسلات الإذاعية مثل "نافع ومنيرة"، و"مخروش كطاح بكروش"، و"دموع وابتسامات"، و"أعراس القيروان"، و"لكل مدخل مخرج"، وغيرها.
وشهد عام 2000 آخر عمل جمع بين حياة الفهد وبين الفنان سعادة عبد الله وهو النسلسل القطري "عيال الذيب" ليتوقف التعاون بينهما لمدة 13 عامًا ليعودا مرة أخرى في مسلسل "البيت بيت أبونا" عام 2013 ليشكل هذا العمل عودتهما الفنية معًا مرة أخرى.
في الألفينات قدمت حياة مجموعة كبيرة من الأعمال الناجحة منها "سوق المقاصيص"، و"جرح الزمن"، و"ثمن عمري"، و"قلوب متحجرة"، و"الدنيا لحظة"، و"جبروت امرأة"، و"الفرية"، و"عيال فقر"، و"الداية"، و"دمعة يتيم"، و"عواطف".
ومنذ عام 2011 حتى الآن واصلت تألقها في أعمال مميزة وخالدها منها "خارج الأسوار"، و"سيدة البيت"، و"البيت بيت أبونا"، و"ريحانة"، و"حال مناير"، وبياعة النخي"، و"رمانة"، و"مع حصة قلم"، و"حدود الشر"، و"أم هارون"، و"مارغريت"، و"سنوات الجريش".
ولم تقتصر أعمال حياة على التمثيل في المسرح والتلفزيون والإذاعة، وإنما ألفت العديد من الأعمال الفنية التي شاركت في بعضها مثل "بياعة النخي"، و"دمعة يتيم" و"الداية"، و"الفرية"، و"الحريم"، و"الانتظار"، "وسيف العرب"، وغيرها.