يعتبر الشيخ حمد بن محمد الشرقي، حاكم إمارة الفجيرة، من القادة البارزين في دولة الإمارات، فقد تميزت فترة حكمه برؤية تطويرية متكاملة، وجدت صداها في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولعب دورًا حيويًا في دفع عجلة التقدم والازدهار في الفجيرة، تعرف أكثر على مسيرته وإنجازاته.
من هو حمد بن محمد الشرقي؟
حمد بن محمد بن حمد بن عبدالله بن سيف بن حمد بن عبدالله بن خميس بن محمد بن مطر الشرقي من مواليد 1949، وهو حاكم إمارة الفجيرة منذ عام 1974، وعضو المجلس الأعلى لحكام الإمارات.
نشأ سمو الشيخ حمد في كنف عائلة كريمة اكتسب من خلالها قيم القيادة والرؤية المستقبلية، ومنذ توليه مقاليد الحكم في السبعينات، ركز على تطوير البنية التحتية للإمارة في كل القطاعات، مثل النقل والتعليم والصحة والسياحة، كما شهدت الفجيرة تحت قيادته توسعًا في البنية التحتية، وأطلق مشاريع ضخمة، وساهم في تحويل الإمارة إلى مركز اقتصادي واستثماري حيوي.
اهتم سمو الشيخ حمد بالنهوض بقطاع الثقافة والتراث في الإمارة، وعمل على تقديم الدعم للفعاليات الثقافية والفنية، وترسيخ الهوية الوطنية الإماراتية.
نشأة حمد بن محمد الشرقي وحياته
ولد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي في 22 فبراير عام 1949 في إمارة الفجيرة، وقد أنهى دراسته فيها، ثم سافر إلى المملكة المتحدة، والتحق بأكاديمية اللغة الإنجليزية عام 1967.
تابع سموه دراسته في معهد هندن للشرطة، وبعد التخرج عاد إلى الإمارات عام 1971، وقد ساعد والده سمو الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله الشرقي في الحكم، وشغل منصب ولي عهد الإمارة، كما أنه شغل منصب وزير الزراعة والمياه والثروة السمكية.
زوجة الشيخ حمد بن محمد الشرقي
تزوج سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي من سمو الشيخة فاطمة بنت ثاني بن جمعة آل مكتوم، والتي تشارك في مسيرة التطور والتنمية في الإمارة.
من هم أبناء حاكم الفجيرة؟
أبناء الشيخ حمد بن محمد الشرقي الشيخة سارة بنت حمد بن محمد الشرقي، الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الإمارة، وزوجته هي سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم.
ابنه الثالث هو الشيخ راشد بن حمد بن محمد الشرقي، وهو رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والشيخة شمسة بنت حمد بن محمد الشرقي، والشيخة مدينة بنت حمد بن محمد الشرقي، والشيخ مكتوم بن حمد بن محمد الشرقي.
كم سنة حكم الشيخ حمد بن محمد الشرقي؟
تولى سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حكم إمارة الفجيرة عام 1974، بعد وفاة والده سمو الشيخ محمد بن حمد بن عبد الله الشرقي رحمه الله، وكان حينها يبلغ من العمر 25 عامًا فقط، وهو يحكم الإمارة منذ 50 عامًا.
مناصب قبل توليه حكم الفجيرة
في عام 1969، أصدر سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي -رحمه الله- مرسومًا أميريا يقضي بتعيين سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي وليًا لعهد الإمارة، وقائدًا للشرطة والأمن العام.
في عام 1971، شغل سموه منصب وزير الزراعة والثروة السمكية في أول تشكيل حكومي بعد قيام الاتحاد، وقد وضع سموه الخطط والاستراتيجيات لتطوير الزراعة ودعم الثروة السمكية وتحقيق الاكتفاء الذاتي فيهما، والتصدير إلى الخارج أيضًا، وقد نجح في تحويل تلك الاستراتيجيات والخطط إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع.
منذ توليه منصب ولي عهد إمارة الفجيرة في نهاية الستينات، بدأ سموه الشيخ التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية، ودعم القطاعات المختلفة في الإمارة، وعلى رأسها الزراعة والسياحة والاقتصاد والتعليم، وبدأت الإمارة في خطواتها المتسارعة نحو التنمية والازدهار.
توليه حكم إمارة الفجيرة
في عام 1974، تولى سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حكم إمارة الفجيرة، وبتوليه هذا المنصب، واصل سموه مسيرة التنمية والازدهار، وأشرف على العديد من المشروعات التنموية التي كان لها الفضل في ازدهار مستقبل الإمارة.
ومن كبرى المشروعات التي عمل عليها سموه تطوير ميناء الفجيرة، وإنشاء منطقة الفجيرة للصناعات البترولية المعروفة باسم "فوز"، وأصبح ميناء الإمارة ثاني أكبر مركز لتزويد السفن بالوقود في العالم.
عمل سموه الشيخ حمد على تنويع النشاط الاقتصادي في البلاد، وخاصة في مجال الصناعات البترولية والملاحة البحرية التي تتميز بها الإمارة، وقد أصدر مراسيم عدة لتأسيس شركات ومؤسسات اقتصادية ضخمة ومختلفة في الإمارة.
في عام 1982، افتتح أول مصنع للصوف الصخري على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويعتبر اليوم أكبر شركة للمواد العازلة في الشرق الأوسط. اهتم سموه كذلك بقطاع الثروة المعدنية والصناعات التعدينية، فانتشرت في عهده المحاجر والمقالع التي لعبت دورًا مهمًا في إمداد الشركات بمواد البناء ومتطلبات السوق المختلفة.
في عام 1987، أمر سموه بإنشاء المنطقة الحرة في الفجيرة بجانب ميناء الفجيرة، كما اهتم سموه باستقطاب الاستثمارات الأجنبية والشركات العاملة في صناعات حيوية. في عام 2012، نجحت الإمارة تحت القيادة الرشيدة في بدء عمليات تصدير النفط عبر خط حبشان- الفجيرة من أبوظبي إلى الفجيرة.
تنمية القطاعات المختلفة في عهده
اهتم سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي بقطاعات أخرى، منها القطاع الطبي، فقد تأسست عدة مستشفيات تضم أفضل الكوادر الطبية من مختلف الجنسيات، والتي قدمت خدماتها للمواطنين والمقيمين.
اهتم سموه كذلك بقطاع التعليم، وتأسست في عهده مؤسسات تعليمية مختلفة، منها مجمع كليات التقنية العليا للطالبات، ومبنى المجمع للطلبة، وجامعة الفجيرة، كما تم إنشاء مجلس رعاية التعليم والشؤون الأكاديمية.
وفي عهده، أصبحت إمارة الفجيرة مقصدًا للمبدعين في الفنون المختلفة مثل المسرح والأدب والموسيقى، فقد رعت الإمارات مهرجانات فنية وثقافية مختلفة، مثل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ومهرجان الفجيرة الدولي للفنون، وملتقى الفجيرة الإعلامي.
وتشهد مؤسسات إعلامية أنشطة فنية مختلفة في مدينة الفجيرة للإبداع، وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وقد نشطت الإمارة في قطاع الطبع والنشر، وأصدرت العديد من الكتب والمجلات.
تمثيل دولة الإمارات في الخارج
مثّل صاحب السمو حمد بن محمد الشرقي دولة الإمارات في قمم ومؤتمرات مختلفة، منها تمثيله للإمارات في القمة الإسلامية أكثر من مرة منها القمة الإسلامية السادسة في العاصمة السنغالية داكار عام 1991، والقمة الإسلامية التاسعة عام 2000.
وقد مثل سمو الشيخ حمد الإمارات على المستوى العربي كذلك، منها مشاركته في قمة تونس، والقمة العربية بالجزائر عام 2005، والقمم العربية التالية التي عقدت في الدوحة، ومصر، والكويت ونواكشوط.
شارك سموه كذلك في القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت في مصر عام 2019، كما شارك في مؤتمرات دولية مختلفة، منها قمة الألفية في نيويورك، ومؤتمر حوار الأديان في نيويورك، ومؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة.