حمالو سوق واقف بالدوحة - حين يأبى الزمن التحرك رغم الشيخوخة

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: الإثنين، 19 ديسمبر 2022
حمالو سوق واقف بالدوحة - حين يأبى الزمن التحرك رغم الشيخوخة

بصمت يدفعون عرباتهم وبصعوبة يجرون أقدامهم خلفها. الأحمال ليست ثقيلة، لكن ثقل الزمن اتعبهم. حمالو سوق واقف رجال بلغوا من الكبر عتيا، أغلبهم جاؤوا إلى قطر من إيران قبل عقود، بعضهم من باكستان أيضا، قدموا إلى البلاد لغرض العمل ولم يعودوا إلى بلادهم.

لا حديث مع الإعلام

باءت كل محاولاتي للحديث معهم بالفشل، مع معرفتهم أنني صحفي يمتنعون عن الكلام، يلتزمون الصمت ويرحلون، يتجولون في السوق بحثا عن زبون. يرتدون صدرية كتب على ظهرها مقدار الأجرة ورقم شكاوى. السعر 10 ريال قطري للساعة وللشكاوى كتب رقم هاتف أيضا.

ولأنهم يمتنعون عن الكلام، حاولت التقاط معلومات عنهم من أصحاب المحال، وكالعادة رفضوا الكلام أمام الكاميرا، لكن بعيدا عنهم انطلق واحد منهم يروي لي قصة هؤلاء الرجال، مع التحفظ على اسمه وهويته.

يقول: "قدموا إلى الدوحة في الستينيات وحتى السبعينيات وعمل بعضهم مباشرة في مهنة الحمالين وبعضهم عمل في مهن أخرى وحين هرم في السن أتجه إلى العمل هنا". أما السبب الذي دفعهم إلى العمل في المهنة بعد عقود من العمل في مهن مختلفة، من البناء وغيره، فهو غياب نظام التقاعد لغير القطريين، فالأجنبي الذي يعمل هنا يحصل على مكافئة نهاية الخدمة ويرحل عن البلاد، ولا يوجد نظام تقاعدي للأجنبي بعد نهاية الخدمة.

بعد ترميم السوق، أو بالأحرى قولا، توسيعه وتجديد القديم منه وهو جزء ضئيل، فالسوق القديم كان شارعا واحدا حوله بضعة أزقة، أصبح عمل الحمالين أفضل.

مهنة الحمالين كانت ومازالت موجودة في أسواق كثيرة حول العالم، وفي الدوحة صارت جزءا من التراث الذي تحاول قطر إظهاره للسياح، كجزء من السوق القديمة. غير أن لفت الحمالين لأنظار وسائل الإعلام، التي حضرت لتغطية كأس العالم، دفع البلدية لسحب تراخيص البعض منهم، بسبب ملف حقوق الإنسان في قطر، بحسب قول صاحب المحل.

رغم ذلك فإن هذه المهنة تدر مبالغ جيدة على كبار السن هؤلاء. فالكثير من السيدات القطريات لا يحملن البضائع التي يشترينها ويدفعن مبلغا جيدا لواحد من الحمالين، مقابل التجول معهن لساعة أو ساعتين في السوق. إذ رغم وجود عدد كبير من الأسواق الحديثة، يحاول القطريون التمسك بتراث اندثر وأعيد إحياؤه.

يقول لي صاحب المحل: "أغلب تجار هذا السوق كانوا من الإيرانيين الذين عملوا في قطر منذ عقود طويلة، حصلوا على الجنسية، وكان هؤلاء الحمالون يعملون لديهم لنقل البضائع بين الميناء والمحلات". أما تسمية السوق بسوق واقف، لإن الباعة كانوا يقفون على حافتي الطريق يعرضون بضاعتهم، واليوم أصبح سوقا شعبية، به حمالون يجوبون السوق طولا وعرضا، يسترزقون من عملهم وتمنحهم الدولة أيضا فرصة للعمل رغم كبر سنهم.

عباس الخشالي - الدوحة

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة