واحد من أفضل أصوات المملكة، عانى كثيرا في البداية حتى يستطيع إيصاله فنه للجميع، فبدلاً من أن يجني الأموال من الغناء أنفق من جيبه الأموال في البداية حتى يستطيع تقديم فنه، وفي النهاية حقق ما تمنى وأصبح واحد من أشهر مطربي المملكة إنه الفنان حسين العلي صاحب الصوت الخلاب، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
اسمه بالكامل حسين عبد الله علي آل ركبان القحطاني، ولد في عام 1965 الموافق 1387 هجريا، بمدينة نجران، كان والده يعمل في السلك العسكري.
أحب الغناء والموسيقى منذ صغره وهو في مراحله التعليمية الأولى، وكان يعشق الاستماع إلى الفنان محمد عبده، والفنان طلال مداح، تأثر بهم في غنائه في المدرسة وبين أصدقائه.
قرر تعلم العود بنفسه فاشترى آلة العود الأولى ولكنه انكسر، فسارع بشراء الثاني والثالث، وما أن اشترى الرابع كان قد أجاد العزف على العود، وأول أغنية استطاع عزفها على وتر واحد كانت أغنية للمطرب فهد بن سعيد.
ذاع صيت العلي في الغناء بين الجيران، العائلة وفي المدرسة، وحينما أتم السابعة عشر من عمره وهو في المرحلة المتوسطة بالدراسة، عام 1982 كان تعرف على أحد أصدقائه خلال الرحلات المدرسية كان يجيد العزف على آلة العود فبدأ صديقه يعزف والعلي يغني، وتعرف أيضا على شخص كفيف يدعى "أبو ممدوح" في منطقته يجيد هو الآخر العزف فانضم إلى فرقته الصغيرة.
يرجع الفضل لأصدقائه في اكتشاف موهبته وإقناعه بأن يشقوا طريقهم سويا، ففي عام 1985 بدأ الثلاثي العلي وأبو ممدوح وصديقه محمد الشادي إلى جانب أصدقاء من المبتدئين تسجيل جلساتهم الغنائية على شرائط كاسيت وبدأوا طرحها في الأسواق.
وكانت التسجيلات تحتوي على أغاني لكل من محمد عبده، طلال مداح، وسعد جمعة، واختار العلي لنفسه في البداية اسم حسين عبد الله القحطاني، لطرحه مع هذه التسجيلات.
ولكن في عام 1988 حينما قدم أول أغنية خاصة به من ألحانه كان قد اختار اسمه الفني الجديد حسين العلي. وفي بداية حياته كان العلي يعمل في قطاع الأمن العام وظل به مدة عشر سنوات.
وفي عام 1994 قرر أن يستقيل ويتفرغ لفنه، الذي ظل لفترة من حياته متنازلا عن أي مكاسب مادية مقابل أن يستطيع إيصال صوته وتقديم فنه للجمهور.
تعتبر البداية الأولى له في حفل كبير كانت داخل مدينة نجران حينما شارك في إحياء حفل زفاف صديق له وهو محمد قربان اليامي عام 1987، وكان هذا أول حفل يغني فيه العلي يتم تصويره بالفيديو، وشارك في إحياء حفل الزفاف عدد من الفنانين، وأشاد الجميع بغنائه وحلاوة صوته.
في عام 1991 بعد حرب الخليج اتخذ العلي الخطوة لتقديم أول ألبوم غنائي له، وكانت شركات الإنتاج في ذلك الوقت لا تسمح للمطربين الجدد إلا إذا كان الإنتاج على حسابهم الشخصي.
فقرر العلي التعاون مع شركة تسجيلات نجلان، وسجل أغاني الألبوم في ستوديو هتاف المملوك للفنان سلامة العبد الله بالرياض، وضم ألبومه الأول 6 أغان اعتمد في تسجيلها على العود والإيقاع فقط.
ولم يتقاض العلي أي أموال، بل على العكس كلفه الألبوم 5 آلاف ريال، بعد صدور ألبومه الأول حقق نجاحا كبيرا وردود أفعال إيجابية، فقرر تقديم ألبوم ثاني ثم ألبوم ثالث.
وهذه المرة تحمل التكلفة بالتقسيط وتكلف إنتاج الألبومين 15000 ألف ريال سددها على أقساط شهرية، إيمانا منه بأن الفن يستحق المعاناة والتضحية في مقابل تحقيق حلمه بإيصال فنه للجميع وتحقيق الانتشار الذي كان يحلم به.
بدأ العلي في تحقيق الشهرة ليس في المملكة السعودية وحدها بل في الخليج العربي، وفي عام 1996 قدم أول حفلة له خارج المملكة مع الفنان خالد عبد الرحمن بالدوحة، التي انتقلوا إليها برا، وحقق الحفل نجاحا كبيرا له.
وفي عام 1999 قدم العلي حفلة رائعة في غنائه بمهرجان أبها الغنائي، في حفل غنى فيه الفنان عبد الرب إدريس والفنان طلال مداح، ونتيجة لتألقه وإعجاب الحضور به شارك في المهرجان لعامين متتاليين، وكان يبدع سواء بالغناء من أغانيه أو بالغناء للمطربين الذين عشقهم مثل طلال مداح.
كما أقام عدد من الحفلات الناجحة في مختلف مدن المملكة، وخارجها في الكثير من دول الخليج مثل الكويت، وظل على علاقة قوية بالفنان خالد عبد الرحمن، والذي قال عنه العلي إنه الأخ والصديق الداعم.
وغنى العلي من ألحانه أغنية أعاني للشاعرة غيوض، وغنى أيضا أغنية الله على شوف الغضى للشاعر الغنائي قايد الشريف.
لم تتوقف موهبة العلي على الغناء فقدم مجموعة كبيرة من الألحان لكبار النجوم، فهو صاحب لحن أغنية النساء التي غنتها الإماراتية أريام من كلمات الشاعر ناصر القحطاني.
كما لحن أغنية "مغرورة" للشاعر سعد الخريجي وغناها فتى رحيمة، وقدم للفنان محمد عمر لحن أغنية سيد الأحباب للشاعر إبراهيم مسجل، ولحن أغنية مساكين خلق الله مساكين للشاعر أحمد آل حارث.
ويعتبر الفنان مزعل فرحان أكثر من غنى من ألحان العلي، فلحن له ما يزيد عن 14 أغنية من أشهرها أغنية لاح الحزن، ارحلي، وأغنية شجن وفراق.
حقق العلي شهرة كبيرة في المملكة وقدم مجموعة من الأغاني حوالي 298 أغنية، وقدم حوالي 8 ألبومات ومن أشهر أغانيه أغنية في ثواني من كلمات الشاعر علي الأحمدي.
وأغنية ساري الليل، أغنية قلبي اللي ما بعد ذاق للراجة طعم، وأغنية مجازف، وكذلك أغنيته الشهيرة راعي الوشام، وأحيا العلي عدد من الحفلات الكبرى فغني بحضور الأمير مشاري بن سعود والأمير سلطان بن سلمان في أوبريت منطقة الباحة وتألق فيه.
وقدم 3 أوبريتات شهيرة على مسرح المفتاحة في أبها بحضور الأمير فيصل بن خالد، وقدم حفلا كبيرا في سوق واقف، كما قدم عدة حفلات مميزة في قطر على المسرح الكبير في المرقاب.
أما عن أشهر شعراء وملحنين تعاون معهم العلي فيأتي على رأسهم الملحن خالد الفهد والذي غنى من ألحانه العديد من أغنياته الشهيرة مثل والله لو حاولت أخفي واداريك، أغنية الدنيا الوسيعة وغيرها من الأغاني التي شهدت نجاحهم سويا.
كما غنى من ألحان ناصر الصالح أغنيته الشهيرة أدري سأل، وكذلك خالد عبد الرحمن الذي لحن له أشعلتها وأغنية أصدق الحب، وغنى كذلك من تلحين محمد الشادي.
وتعاون مع الشاعر الغنائي محمد الأحمد السديري، في أشهر أغانيه مثل غيوض، وأغنية ونين وليل، وتعاون مع الشاعر أحمد الناصر الشايع في أغنية الدنيا الوسيعة، والشاعر إبراهيم الجنوبي، وغنى للشاعر مجازف عدة أغان شهيرة منها رغم الظروف.