تميز بروحه المرحة وضحكته الشهيرة في أفلامه، اشتهر بملامحه البريئة على الرغم من بنيانه الضخم، إنه الفنان حسن فايق الذي أضحك الجمهور ورسم البسمة في وجوههم في 170 عملًا فنيًا شارك فيه، وأبعده الشلل النصفي عن الفن.
حياة حسن فايق ونشأته
حسن فايق محمد الخولي هو ممثل كوميدي مصري ولد في 7 يناير عام 1898 في منطقة محرم بك بالإسكندرية، وبدأ مسيرته الفنية حينما كان يبلغ من العمر 16 عامًا مع فرقة لهواة التمثيل.
والده كان يعمل موظفًا في جمارك الإسكندرية، وبعدها انتقل إلى منطقة حلوان للعيش فيها، وفتح محلًا لتجارة الأقمشة هناك.
بعد حصوله على الشهادة الابتدائية عمل فايق في إحدى محلات بيع ملابس السيدات، ولكنه كان يطمح في امتهان الفن، فقد عشق الفن منذ صغره.
تزوج فايق مرتين، المرة الأول من أم أولاده السيدة نعيمة صالح، والمرة الثانية من سيدة اسمها حورية صبور تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى، وكان يكبرها بثلاثين عامًا، حيث كان في الستينات، وهي في الثلاثين من عمرها.
حادثة المصعد
في 19 فبراير عام 1958 ركب فايق أسانسير مصلحة الاستعلامات في طريقه إلى إدارة السينما، وكان كل ركاب الأسانسير من الوزن الثقيل. وفي المصعد شعر فايق أن المصعد تأخر كثيرًا في الوصول ليتضح أنه قد تعطل.
كان أحد الركاب يدخن السيجار في المصعد، فصاح فيه شخص آخر بأن يطفئ السيجار حتى لا ينفذ الأكسجين في المصعد، وبعد محاولات شتى في تحريك المصعد اقترح فايق عليهم بالتصفيق بشدة.
بعد فترة من التصفيق سمع البواب الصوت، وتمكن من فتح الباب لهم، ليكتشفوا أن المصعد لم يتحرك من مكانه أكثر من 90 سنتيمترًا.
بدأ جميع الركاب في النزول من الفتحة الضيقة للمصعد، وكان أولهم فايق، وبعدها خاف أن يركب المصعد مرة أخرى فاتصل بإدارة السينما وأخبرهم بأن ينزل الموظفون لاستقباله.
مرضه ووفاته
أصيب الفنان حسن فايق بالشلل النصفي، وعانى من الشلل على مدار 15 عامًا، ابتعد بسببها عن الفن، وتوفي في 14 سبتمبر عام 1980 بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية عن عمر 82 عامًا.
مشواره الفني
بدأ الفنان حسن فايق مشواره الفني في عمر 16 عامًا، حيث انضم إلى فرقة هواة ضمت عدداً من الفنانين منهم حسين رياض، وعباس فارس، وكان يسكن مع صديقه حسين رياض في غرفة فوق السطح في حي السيدة زينب.
لم يتمكن فايق في البداية في المشارة في المسرحيات، فقرر تقديم مونولوجات حتى يقع الاختيار عليه لتقديم دور في المسرحية، وفي أول ليلة له على المسرح استقبله الجمهور باستهجان شديد، حيث ظلوا يهتفون "مش عاوزينه، مش عاوزينه".
لم يستسلم فايق لرغبات الجمهور، وإنما ظل واقفًا في المسرح، وبدأ في تحريك جسمه وعضلات وجهه كأنه يتكلم أو يغني، وحينما أيقن الجمهور بأنه لن يغادر المسرح هدأت الأصوات، فبدأ بتقديم المونولج.
أتقن فايق في تقديم أول مونولج له، حتى إن الجمهور الذي رفضه في البداية صفق له بشدة، وفي المقطع الثاني من المونولج توقف فايق عن الأداء رغبة منه في الثأر منهم، وقال لهم "يا قلالات الحياء انتوا ناسيين استقبالكم ليا، والله ما أنا مكمل".
انسحب فايق من المسرح، ووبخه زملاؤه على هذا الفعل، ولكنه خاف من العود فينتقم منه الجمهور أن ينهال عليه بالضرب.
وفي عام 1914 عمل مع روز اليوسف في مسرحية "فران البندقية"، وبعدها انضم إلى فرقة "عزيزة عيد" وظل يمثل في الفرقة حتى عام 1917.
تمكن فايق بعد ذلك بأخذ أدوار في المسرح، ولم تكن بدايته في التمثيل كممثل كوميدي، وإنما في المسرح كان يمثل كل الدراما، ولم يتخصص في اللون الكوميدي إلا مع الراحل نجيب الريحاني.
أسس فايق مع صديقيه حسين رياض وعباس فارس جمعية اسمها "الاتحاد التمثيلي" وقرروا تمثيل رواية "حلاق البندقية"، وبعدها بدأت روز اليوسف تقدم المسرحيات معهم.
في هذه الفترة كان الممثل الراحل عزيز عيد يكوّن فرقة كوميدية تضم استيفان روستي، ونجيب الريحاني، والممثلة روزا، فانضم فايق مع صديقيه لفرقة عزيز عيد.
كان فايق يمثل في مسرحيات كوميدية مرتين في الأسبوع، وكان يحصل على أجر 14 قرشًا في اللية، كما كان يشتر أدوات المكياج من ماله الخاص.
في الوقت الذي كان يمثل فيه فايق في فرقة عزيز عيد، كوّن فرقته الخاصة، وكان يُمثل فيها يوسف وهبي، وفي عام 1919 مُنع من تقديم المسرحيات بسبب غنائه مونولوجات ثورية، فمنعه الحكمدار الإنجليزي راسل باشا من الغناء والتمثيل.
انضم فايق بعد ذلك إلى فرقة "رمسيس" ليوسف وهبي، ومعه شعر بالمهانة بسبب الأدوار التي كانت لا تناسبه، حيث تعمد وهبي إسناد الأدوار الثانوية له انتقامًا منه على الفترة التي قضاها عضوًا في فرقة فايق المسرحية.
قرر فايق بعد ذلك الانضمام إلى فرقة نجيب الريحاني، فأسند له عدة أدوار هامة في المسرح والسينما، حيث أسند له بطولة مسرحية "ملك الصابون" التي حققت نجاحًا عظيمًا، حتى إن الريحاني أثنى على أدائه.
مع الريحاني تمكن فايق من تقديم الأعمال الفنية التي يرغب فيها، ففي حواره الإعلامي مع الراحل وجدي حكيم قال إن الريحاني جعله يشعر بقيمة ما يقدمه، كما كان يترك له الحرية في إضافة بعض الكلمات أثناء التمثيل، أو تغيير ما يريد في السيناريو.
كان الريحاني أيضًا يمنع أي شخص يبدي اعتراضات على أدائه، حيث كان لفايق حرية تقديم الدور بالطريقة التي يرغب فيها.
أهم أعماله
قدم فايق في السينما ما يزيد عن 170 عملًا فنيًا ما بين السينما والمسرح والإذاعة، ومن أشهر الأفلام التي قدمها فايق "أولاد الذوات"، و"حسن ومرقص كوهين"، و"إسماعيل ياسين في دمشق"، و"إسماعيل ياسين طرزان"، و"إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات".
من أفلامه الشهيرة الأخرى "الزوجة 13، و"خطيب ماما"، و"سلامة في خير"، و"لعبة الست"، و"صاحب الجلالة"، و"نشالة هانم"، و"ليلى بنت الأغنياء"، و"قلبي دليلي"، و"انتصار الشباب"، وغيرها.
أما في المسرح قدم فايق العديد من المسرحيات منها "استنى بختك"، و"الستات ميعرفوش يكدبوا"، و"أنا عايزة مليونير"، و"خميس الحادي عشر"، و"ركن المرأة"، و"سهرة في الكراكون"، و"صاحب الجلالة"، و"الست عايزة كده"، و"الدلوعة"، وغيرها.
