حسن عابدين حينما ترى اسمه على تتر أي عمل تعلم أنك سوف تشاهد عملاً يستحق المشاهدة، فهو ليس فقط فناناً ذا موهبة كبيرة، ولكنه أيضا كان يحرص على إقتناء أعماله بعناية لكي لا تتأثر صورته لدى المشاهد فحافظ على احترامه لنفسه وفنه واحترمه المشاهد، وكان قريبا منهم يرى كلا منهم نفسه فيه، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة حسن عابدين وحياته
ولد حسن عابدين في محافظة بني سويف بصعيد مصر يوم 28 يوليو عام 1931، وهو التاريخ الذي كشف عنه نجله في تصريحات صحفية معلنا خطأ تاريخ الميلاد الموجود في ويكبيديا وأغلب المواقع المصرية وهو 21 أكتوبر.
كان "حسن" نجل واحد من أثرياء محافظة بني سويف، ولديه 14 أخ وأخت وترتيبه الرابع وسط إخوته، حينما بلغ "عابدين" السابعة عشر من عمره سافر سرا دون علم أسرته وتطوع في لجيش وشارك في حرب فلسطين عام 1948.
شارك في الحرب تحت قيادة القائد أحمد عبد العزيز، وكان معه صديقه الفنان إبراهيم الشامي، ووقعوا في الأسر هو و4 من زملائه وحكم عليهم بالإعدام، ولكن بعد الحكم دخل المطرب المصري عبد اللطيف التلباني وهو يرتدي حزام ناسف وهدد بنسف المحكمة واستطاع أن يهرب "عابدين" وزملائه.
وانتقلوا من غزة إلى سيناء مشيا على الأقدام، وعاد لأسرته بعد حوالي شهرين، وفقا لتصريحات نجله لبعض المواقع المصرية.
بعد عودته من فلسطين قرر والده أن الزواج هو ما يضمن استقرار ابنه، وزوجه من ابنة عمه، وحصل على وظيفة في محكمة بني سويف، ولكن "عابدين" كان محبا للفن، يحلم أن يقف على خشبة المسرح فقرر الاستقالة من الوظيفة والسفر إلى القاهرة واستطاع الحصول على وظيفة في وزارة الثقافة.
بدأ "عابدين" يحاول البحث عن فرصة فانضم للمسرح العسكري بعد ثورة 1952، ومنه انتقل إلى مسرح يوسف وهبي، بدأ المشاركة في العروض المسرحية وكان أحد أبطال العرض المسرحي ثمن الحرية الذي كتبه الرئيس جمال عبد الناصر.
كان مقرر أن يحضر مجلس قيادة الثورة هذا العرض، ولكن حضر مندوبين عنهم وقرروا إلغاء العرض المسرحي وقالوا إنه يتحدث عن الفرنسيين وليس عن الشعب المصري لأنه كان يتحدث عن الحملة الفرنسية.
ولكنه بدأ بعدها يتألق على خشبة المسرح، وتألق في العديد من العروض المسرحية ومنها، نرجس، نادي العباقرة، ومسرحية الطفل المعجزة، كما كان من أشهر من قدموا عروضا في المسرح السياسي، فقدم العرض الشهير ملك يبحث عن وظيفة وكان اسقاط سياسي.
ومن المسرح انتقل "عابدين" إلى شاشة التلفزيون والسينما وشارك في العديد من الأعمال المتميزة ومنها، أهلا أهلا بالسكان، أنا وأنت وبابا في المشمش، حكايات هو وهي، وبرج الأكابر.
مسيرته الفنية
بدأ حسن عابدين مسيرته بتقديم العديد من العروض المسرحية والسهرات التلفزيونية وتعتبر بدايته الفنية الحقيقة على الشاشة في عام 1963 من خلال المشاركة في مسلسل شهيد كربلاء.
تألق "عابدين" في العديد من الأعمال على شاشة التلفزيون ومن أشهر المسلسلات التي قدمها فرصة العمر في عام 1976 مع النجوم محمد صبحي ونسرين، وفي نفس العام قدم مسلسل الدنيا لما تلف.
وتألق "عابدين" في مسلسل آه يا زمن، وفي عام 1979 قدم عدة أعمال متميزة وهي طيور الصيف، أبنائي الأعزاء.. شكرا، وفي نس العام قدم مسلسل الباحثة.
وفي الثمانينات قدم عدة مسلسلات متميزة أيضا ومن أشهرها، رفقا أيها الأبناء، وفي عام 1983 قدم مسلسلات فيه حاجة غلط ومسلسل نهاية العالم ليست غدا، وفي عام 1984 قدم مسلسل أهلا بالسكان.
في عام 1986 تألق في مسلسل هو وهي، وفي عام 1987 قدم مسلسل برج الأكابر، وأخر أعماله في عام 1988 هو مسلسل أنا وأنت وبابا في المشمش مع الفنانة فردوس عبد الحميد.
وفي السينما أيضا تألق "عابدين" في العديد من الأفلام ومن أشهرها، فيلم برئ في المشنقة في عام 1971، وفي عام 1972 قدم فيلم الشيطان امراة، وفي عام 1973 قدم فيلم العذاب فوق شفاه تبتسم.
في عام 1975 تألق في فيلم على من نطلق الرصاص، وفي عام 1976 قدم فيلم سنة أولى حب، وفي عام 1983 قدم فيلم درب الهوى مع النجوم مديحة كامل، يسرا، أحمد زكي، فاروق الفيشاوي، محمود عبد العزيز وشويكار.
وفي نفس العام تألق في فيلم ريا وسكينة مع النجوم شريهان ويونس شلبي، كما قدم فيلم مملكة الهلوسة، وفي عام 1984 قدم فيلم الأشقياء، وفي عام 1986 قدم فيلم سترك يارب مع المخرج حسن الصيفي، وعام 1989 قدم فيلم عنبر الموت.
أبرز المعلومات عن حسن عابدين
منع حسن عابدين من عرض مسرحية على الرصيف والتي كان تشاركه بطولتها الفنانة سهير البابلي، بسبب الاسقاطات السياسية التي كانت تحملها، فكان من ضمن حوار المسرحية يقول "مين اللي سرق مصر؟" ،"ومين اللي خلا العالي واطي والوطي عالي؟".
كان "عابدين" يخاف على صورته أمام الجمهور حتى إنه اعترض على دوره في أحد الأعمال وهو درب الهوى وتبرأ منه لأنه كان يجسد في الفيلم باشا صاحب شخصية مزدوجة يعيش بالليل حياة العربدة مع الراقصات وفي النهار يظهر بين الناس متحدثا عن القيم والمبادئ.
روى ابن "عابدين" أن والدة ذهب في أثناء مشاركته في المسرحية الشهيرة عش المجانين، ذهب لأداء مناسك العمرة وهنك جلس بجوار قبر الرسول عليه الصلاة والسلام وأخذ يبكي، تعرف عليه أحد الحراس وطرده وقال له إنه ممثل ولا يصح أن يكون هنا.
فبكى "عابدين" وبعد أن عاد إلى مصر اتصل بالفنان محمد نجم وأخبره أن معه 15 يوم يختار فيهم ممثل بديل له لأنه لن يكمل في التمثيل، فاقترح عليه أحد الأصدقاء مقابلة فضية الشيخ محمد متولي الشعراوي وحينما ذهب لمقابلته وأخبره أنه ينوى أن يعتزل التمثيل نصحه "الشعراوي" بأن لا يعتزل، بل يظل ويقدم فن هادف يحارب من خلاله الفن الهابط.
بعد أن قدم "عابدين" بطولة مسلسله الشهير أنا وأنت وبابا في المشمش مع الفنانة فردوس عبد الحميد، توفي يوم 5 نوفمبر عام 1989 متأثرا بإصابته بسرطان الدم "اللوكيميا".