حرارة وفيضانات.. كيف أدى تغيّر المناخ إلى تطرف الطقس عبر العالم؟

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024
حرارة وفيضانات.. كيف أدى تغيّر المناخ إلى تطرف الطقس عبر العالم؟

كانت الأخبار مليئة بقصص الكوارث الجوية المثيرة للقلق هذا العام، بل يعتبر عام 2024 عاما سيئا بشكل خاص فيما يتعلق بالطقس القاسي، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومن ذلك الفيضانات وموجات الحر في جميع أنحاء إفريقيا، وكذلك الفيضانات الغزيرة في جنوب البرازيل، والجفاف في غابة الأمازون، والحرارة المرتفعة للغاية في جميع أنحاء آسيا. وصولا إلى ما يحدث مؤخرا في المغرب والسودان واليمن.

تسببت الجفاف وموجات الحر الشديدة والفيضانات في أضرار جسيمة للصحة وفي تهديد الحياة وسبل العيش. يؤكد خبير المناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ألفارو سيلفا، لـDW: "عرفت تقريباً كل منطقة في العالم أحداثًا مناخية وظروف جوية قاسية من أشكال مختلفة"، مؤكدا أن الأمر لا يخصّ فقط الشدة، بل كذلك التوقيت، وكذلك المدة التي تمتد فيها هذه الظروف.

لا يمكن أن نعزو كل حدث مناخي قاسي إلى تغير المناخ، لكن هذه الظواهر باتت أكثر احتمالاً، وتتزايد في قوتها بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الفحم والنفط والغاز، ففي العام الماضي، شهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية أكثر صيف حار في الألفي سنة الماضية، وهذا العام يتوقع أن يكون أكثر حرارة من سابقه.

ما الرابط بين تغير المناخ والطقس؟

تاريخ البيئة مليء بأمثلة على الأحوال الجوية القاسية، حتى قبل أن تبدأ عجلات الثورة الصناعية في الدوران، وقبل أن يشرع البشر في حرق الوقود الأحفوري المسؤول بشكل كبير عن تغير المناخ. صحيح أن هذه الأحداث ظواهر طبيعية.

لكن تغير المناخ جعلها بلا شك أكثر احتمالاً للوقوع وأكثر تدميراً. فقبل تسعينيات القرن الماضي، تم الإبلاغ عن حوالي 70 إلى 150 حالة مناخية ومائية سنويًا. منذ عام 2000، تم تسجيل 300 حدث مناخي قاسي سنويًا.

يؤدي تغير المناخ إلى زيادة التبخر ووصول المزيد من بخار الماء إلى الغلاف الجوي. يتسبب هذا الأمر في هطول أمطار غزيرة وفيضانات في بعض المناطق، وجفاف شديد في مناطق أخرى. الأنماط الجوية تتدهور بشكل أكبر، والتأثيرات تكون متباينة عبر الكوكب.

يظهر تأثير تغير المناخ عند النظر إلى اتجاهات الطقس طويلة الأجل، ولكن تحديد دوره في أحداث الطقس المحددة أصبح ممكنًا فقط مؤخرا، لهذا الغرض قامت DW بتتبع ثلاثة أحداث جوية كبيرة هذا العام لتحديد ما إذا كان تغير المناخ عاملاً حاسمًا في تلك الأحداث.

ما سبب ارتفاع الحرارة في الهند؟

ففي الهند، ومن أبريل/نيسان إلى ماي/أيار، عانت الهند، إلى جانب أجزاء كثيرة من آسيا، من موجة حر شديدة. شهدت أجزاء من الهند درجات حرارة بلغت 47 درجة مئوية، مما أدى إلى حالات وفاة. حتى أن موجة الحر أثارت التساؤلات حول إمكانية التأثير على الإقبال على التصويت بحكم أن الانتخابات ممتدة في الزمن.

وذكرت تقارير أن العديد من السياسيين والمسؤولين الانتخابيين ومديري الحملات تسببت لهم موجة الحر في مرض، بما في ذلك وزير النقل الاتحادي الذي انهار على المنصة.

قالت لينا ريكيلا تامانغ، مديرة آسيا في المعهد الدولي للديمقراطية والدعم الانتخابي: "يجب على أكثر من 900 مليون ناخب الخروج في الهواء الطلق والوقوف في الطوابير لساعات وساعات تحت الشمس. نرى انخفاضا واضحا في نسبة الإقبال على التصويت مقارنة بانتخابات عام 2019".

بسبب تغير المناخ، فقد كانت الحرارة أكثر قوة بـ 0.85 درجة مئوية مما كان يجب أن تكون عليه، وذلك وفقًا لمبادرة في نسب الأحوال الجوية العالمية. وصرح فريدريك أوتو، الذي يقود المنظمة، لـ D قائلاً: "لا شك على الإطلاق في أننا ما دمنا مستمرين في حرق الوقود الأحفوري ومن ثم زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ستصبح موجات الحر هذه أكثر تكرارًا، أكثر شدة، وأطول في مدتها."

يتوقف حجم الضرر الناجم عن الطقس القاسي على مدى هشاشة السكان أو عملهم في ظروف مناخية صعبة، فحتى الزيادة الطفيفة في درجات الحرارة يمكن أن تسبب ضررًا كبيرًا.

هل لعب تغير المناخ دورا حاسما في فيضانات البرازيل؟

توفي أكثر من 100 شخص حتى الآن في فيضانات شديدة في ولاية ريو غراندي دو سول الجنوبية في البرازيل، فضلاً عن أضرار بمليارات الدولارات، ونقل ما يقرب من 1.5 مليون شخص، في ما يُعتبر أكبر حالات هجرة مناخية في البلاد. تدرس الحكومة الولائية حتى نقل مدن بأكملها لتجنب الكوارث المستقبلية.

أشار بعض العلماء بالفعل إلى تأثير تغير المناخ، بالإضافة إلى الاحترار المستمر الناتج عن ظاهرة النينو، لتفسير الفيضانات. ووجدت دراسة أجراها معهد علوم المناخ والبيئة الفرنسي أن الأمطار الغزيرة التي أدت إلى الفيضانات يمكن أن تُنسب في معظمها إلى تغير المناخ المدفوع بالأنشطة البشرية، لكن كذلك أشار بعض المهندسين إلى نقص التأهب ومشاكل الصيانة.

هل هناك علاقة مع الأعاصير في الولايات المتحدة؟

تعرضت الولايات المتحدة لعدد كبير من الأعاصير هذا العام. على مدى أربعة أيام، ضرب أكثر من مئة إعصار منطقة الغرب الأوسط والسهل الكبير، ما تسبب في أضرار بشرية ومادية جسيمة. ففي أوماها، نبراسكا، سجلت خدمة الطقس الوطنية رقمًا قياسيًا بإصدار 48 تحذيرًا من الإعصار في يوم واحد.

لكن أسباب الأعاصير يصعب تحديدها للغاية، بسبب الطابع المحلي لهذه الكوارث المناخية. تعمل دراسات نسب تغير المناخ بشكل أفضل على الأحداث واسعة النطاق التي تغطي مناطق كبيرة، مثل موجات الحر والبرد والجفاف بينما تظهر هذه الأعاصير ظاهرة أمريكية منذ مدة. وباستثناء الأعاصير الاستوائية في شمال المحيط الأطلسي، لم يتم ربط زيادة سرعات الرياح، خاصة فوق اليابسة، بتغير المناخ.

ألم يكن الطقس المتطرف ظاهرة قديمة؟
إن التاريخ مليء بالأمثلة على الأحوال الجوية المتطرفة، حتى قبل أن تبدأ تروس الثورة الصناعية في الدوران ويبدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري المسؤول عن تغير المناخ بشكل جدي. مثل هذه الأحداث هي ظواهر طبيعية، لكن تغير المناخ جعلها أكثر احتمالا وتدميرا، كما يقول الخبراء.

قبل التسعينيات، تم الإبلاغ عن ما بين 70 إلى 150 خطرًا مرتبطًا بالطقس والمياه سنويًا. منذ عام 2000، تم تسجيل 300 حدث متطرف سنويًا. وقال ألفارو سيلفا، من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنه حتى مع قلة الإبلاغ في الماضي، فإن "الفرق لا جدال فيه".

أعده للعربية: ع.ا

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة