حرائق لوس أنجلوس: وفيات متزايدة وتحذيرات من تفاقم الأوضاع

ارتفع عدد ضحايا حرائق لوس أنجلوس إلى 24 شخصًا، وسط تحذيرات من استمرار الظروف الجوية القاسية التي تغذي الحرائق لمدة 72 ساعة إضافية.  

وأصدرت السلطات تحذيرات للسكان من رياح عاتية تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة، مما يزيد من خطر انتشار الحرائق في جنوب كاليفورنيا.

تحذيرات من ظروف جوية خطيرة

وحذرت عالمة الأرصاد الجوية روز شونفيلد من أن الظروف الجوية "لا تبدو جيدة على الإطلاق"، حيث من المتوقع أن تزداد سرعة الرياح بدءًا من ليلة الأحد، وتستمر حتى يوم الأربعاء.

هذه الظروف لا تمنع السكان من العودة إلى منازلهم لتقييم الأضرار فحسب، بل تجعل أيضًا عمل فرق الإنقاذ أكثر صعوبة أثناء بحثهم عن عشرات الأشخاص المفقودين وسط الرماد والحطام.

أضرار واسعة النطاق في الأحياء الثرية

أحرقت أربع حرائق رئيسية ما يقرب من 40,000 فدان في بعض من أكثر الأحياء ثراءً في لوس أنجلوس، بما في ذلك منازل مشاهير ومطاعم شهيرة، حيث تم تدمير 12,300 مبنى بالكامل. 

وأكد مكتب الطب الشرعي في لوس أنجلوس يوم الأحد ارتفاع عدد القتلى إلى 24 شخصًا، مع استمرار البحث عن عشرات المفقودين.

وأعلن شريف مقاطعة لوس أنجلوس، روبرت لونا، أن فرق البحث تستخدم كلابًا مدربة على اكتشاف الجثث للعثور على بقايا بشرية، محذرًا من أن عدد الضحايا قد يرتفع بشكل أكبر، وقال لونا: "لا أتوقع أخبارًا جيدة، سنواصل إطلاع الجمهور على التحديثات".

تحذيرات من رياح عاتية تهدد الحياة

وحذر متحدث باسم إدارة مكافحة الحرائق في كاليفورنيا (CalFire) من أن الرياح العاتية التي تشكل تهديدًا للحياة ستستمر من الأحد حتى الأربعاء، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذير نادر من "وضع خطير للغاية". 

وأوضحت الإدارة أن هذه الرياح، إلى جانب انخفاض نسبة الرطوبة، ستزيد من خطر انتشار الحرائق بسرعة في مناطق واسعة من جنوب كاليفورنيا.

ونصح مسؤولون السكان في المناطق المتأثرة بتجنب قص العشب الجاف أو إشعال النيران، كما طلبوا من السكان التأكد من إطفاء أي نيران بشكل كامل. 

وأكد مايلز بليس، من خدمة الأرصاد الجوية الوطنية، أن الرياح القوية التي ساهمت في تفاقم الحرائق الأسبوع الماضي ستزداد حدة مرة أخرى.

تأجيل عودة السكان إلى منازلهم

وأكدت كريستين كرولي، رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، أن الظروف الجوية القاسية ستستمر حتى مساء الأربعاء، مما دفع السلطات إلى تأجيل أي محادثات حول عودة السكان إلى منازلهم حتى انتهاء التحذيرات. 

وقال أنطوني مارون، رئيس إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس، إن السلطات ستبدأ مناقشة إعادة السكان إلى منازلهم بعد انتهاء التحذيرات.

ونصحت كارمن بالبر، المديرة التنفيذية لمنظمة "Consumer Watchdog"، السكان المتأثرين بالحرائق بالتواصل مع شركات التأمين على الفور لتلقي دفعات مسبقة من تعويضات التأمين، كما حثت السكان على توثيق جميع التكاليف التي يتكبدونها بسبب الكارثة.

حرائق متعددة وخسائر فادحة

بدأ حريق "باليزاديس" في منطقة باسيفيك باليساديس الثرية يوم الثلاثاء الماضي، وأتى على 23,707 أفدنة، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل. 

وانتشر الحريق من باسيفيك باليساديس إلى ماليبو، حيث دمر منازل شهيرة على طول الشاطئ، ومن بين المشاهير الذين فقدوا منازلهم مايلز تيلر وميل جيبسون وباريس هيلتون.

حريق إيتون يخلف خسائر بشرية ومادية

اندلع حريق آخر بالقرب من باسيدينا، أطلق عليه اسم "حريق إيتون"، وأتى على 14,117 فداناً، مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا، ومن بين المنازل التي دمرت بالكامل منزل الممثلة ماندي مور.

تضمنت قائمة الضحايا رجلاً وجد ميتًا، وهو يمسك بخرطوم مياه، وامرأة رفضت ترك حيواناتها الأليفة، كما توفي روري كالوم سايكس، وهو ممثل بريطاني سابق كان يعاني من إعاقة بصرية وشلل دماغي، بعد أن طلب من والدته تركه خلفها أثناء الإخلاء.

أعمال نهب وفوضى في المناطق المتأثرة

أدت الفوضى الناجمة عن عمليات الإخلاء المستمرة إلى زيادة حالات النهب، حيث تم اعتقال 29 شخصًا حتى الآن بتهمة السرقة، بينهم رجل تم القبض عليه وهو يتنكر في زي رجل إطفاء.

مع استمرار الحرائق والظروف الجوية القاسية، يبقى الوضع في لوس أنجلوس شديد الخطورة، مع توقعات باستمرار ارتفاع عدد الضحايا والخسائر المادية.