حرائق كوريا تتصاعد.. مقتل 19 وتدمير معبد تاريخي

تواصل فرق الإطفاء في كوريا الجنوبية جهودها للسيطرة على حرائق غابات غير مسبوقة اجتاحت المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، مما أسفر عن مقتل 19 شخصًا وإصابة 19 آخرين حتى الآن. 

ووسط هذه الكارثة، اضطرت السلطات إلى إعادة نشر مروحيات مكافحة الحرائق بعد تعليقها مؤقتًا يوم الأربعاء، إثر تحطم مروحية أثناء عمليات الإطفاء في مقاطعة أويسونغ، على بعد أكثر من 200 كيلومتر جنوب شرق العاصمة سول. 

وأسفر الحادث عن مقتل قائد المروحية، الذي كان الوحيد على متنها.  

النيران تلتهم معبدًا بوذيًا عمره 1,300 عام  

واحدة من أكبر الخسائر التي خلفتها الحرائق كانت معبد غونسا التاريخي، الذي يعد من أهم المعالم البوذية في كوريا الجنوبية، حيث دمرت النيران المبنى بالكامل، ولم يتبقَ منه سوى جرسه الاحتفالي، وفقًا لصور نشرها نظام جوغي البوذي الكوري.  

ورغم الأضرار الفادحة، نجح المسؤولون في إنقاذ بعض القطع الأثرية، من بينها تمثال بوذا الحجري الجالس، وهو كنز وطني، حيث تم نقله إلى معابد أخرى قبل وصول النيران إلى الموقع.

The death toll rose to 18, with 19 others injured, as deadly wildfires continued to rage in South Korea"s southeastern region.

Since last Friday, wildfires have broken out in 6 regions, affecting at least 17,534 hectares of land. #SouthKorea #산불 pic.twitter.com/LWubskhjqd

— 鳳凰資訊 PhoenixTV News (@PhoenixTV_News) March 26, 2025

جهود حثيثة لاحتواء النيران وسط تحديات مناخية  

أعلنت السلطات أن أكثر من 10,000 من رجال الإطفاء والشرطة والموظفين المدنيين يشاركون في عمليات مكافحة الحرائق، التي دمرت حتى الآن أكثر من 17,398 هكتارًا (43,000 فدان) من الأراضي.  

ووفقًا لتصريحات هان دوك-سو، رئيس الوزراء والقائم بأعمال الرئيس، فإن الحرائق الحالية تعد "الأشد تدميرًا في السنوات الأخيرة"، مضيفًا أن البلاد تواجه أضرارًا غير مسبوقة.  

إجلاء السكان وخطر يهدد التراث العالمي  

مع اتساع نطاق الحرائق، صدرت أوامر بإخلاء آلاف السكان من منازلهم في المناطق الأكثر تضررًا، خاصة في أندونغ، حيث اقتربت النيران بشكل خطير من قرية هاهو الفلكلورية، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.  

وبذل رجال الإطفاء جهودًا مكثفة لحماية المنازل التقليدية (الهانوك)، عبر إنشاء حاجز مائي حول القرية لمنع انتشار النيران إليها.  

أسباب الحريق وإعلان حالة الطوارئ  

بدأت الحرائق يوم الجمعة الماضي عندما تسببت شرارة من آلة جز العشب في اشتعال النيران بمقاطعة غيونغسانغ الجنوبية، على بعد 300 كيلومتر جنوب سول.  

ومع تزايد انتشار النيران، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في مدينة أولسان ومقاطعتي غيونغسانغ الجنوبية والشمالية، كما رفعت إدارة الغابات الكورية مستوى التحذير إلى أعلى درجة "خطير"، مطالبة بزيادة الموارد المخصصة لمكافحة الحرائق وتشديد القيود على دخول الغابات والمتنزهات.  

آمال بانحسار النيران مع توقعات بسقوط الأمطار  

ورغم استمرار الحرائق في عدة مناطق حتى يوم الأربعاء، تأمل السلطات أن تساهم الأمطار المتوقعة يوم الخميس في الحد من انتشار النيران وتسهيل جهود الإطفاء.  

تُعد حرائق الغابات ظاهرة شائعة في كوريا الجنوبية خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل، لكن هذا العام شهد زيادة مقلقة في عدد الحرائق، حيث تم تسجيل 244 حريقًا حتى الآن، بزيادة 2.4 ضعف عن العام الماضي.  

ودعا المسؤولون المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب مزيد من الكوارث، حيث قال رئيس الوزراء: "نناشد الجميع التعاون للحد من حرائق الغابات، حتى لا يضطر المواطنون إلى المعاناة من هذه الكوارث المتكررة كل عام".