يعد الكاتب اليمني حبيب سروري من أبرز الأصوات الأدبية في اليمن والوطن العربي، فقد نشر أعمالًا أدبية باللغتين الفرنسية والعربية، وكانت أولى أعماله الأدبية في التسعينات، وبجانب عمله في الكتابة، فهو بروفيسور في علم الكمبيوتر، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
من هو حبيب عبدالرب سروري؟
حبيب عبد الرب سروري هو روائي وبروفيسور في علم الكمبيوتر يمني، ولد في 15 أغسطس عام 1956 في مدينة عدن في اليمن، ويعد من أبرز الأدباء اليمينين المعاصرين، الذين قدموا إسهامات أدبية مهمة، كما أنه باحث وأستاذ جامعي ي مجال البرمجيات وعلوم الحاسوب.
حصل سروري على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب من جامعة روين في فرنسا، وعمل كأستاذ في نفس الجامعة، وقدم العديد من الأبحاث الأكاديمية في هذا المجال، أي أنه تمكن من الجمع بين الأدب والعلوم.
بدأ سروري حياته الأدبية في سن مبكرة، وقد تأثر كثيرًا بوالده، واشتره بقدرته على المزج بين تقنيات السدر الأدبي والفكر العلمي. تناول سروري في أعمال قضايا معاصرة متعلقة بالسياسة والتحولات الاجتماعية في الوطن العربي، وخاصة في بلده اليمن، حيث تناول قضايا الهوية والحداثة والمنفى والدين.
تميز الأسلوب السردي الخاص بحبيب سروري باستخدام الرمزية والأسطورة والخيال العلمي، وقد جمع بين الأدب والفكر الفلسفي في نصوصه، وقدم رؤية عميقة للتحولات في المجتمع العربي واليمين على حد سواء.
حصدت عدة أعماله جوائز كبرى، منها جائزة كتارا، كما لاقت أعماله إشادة نقدية كبيرة في اليمن والوطن العربي، وهو ما جعله من الأصوات الأدبية المميزة.
نشأته وتعليمه
ولد الأديب حبيب سروري في مدينة عدن، وتحديدًا في حي الشيخ عثمان، وقد نشأ في أسرة متدينة ومثقفة، وكان لوالده تأثير كبير على اهتماماته الأدبية. كان والده تلميذًا للعلامة قاسم صالح السروري، والذي قرأ الكثير من كتب التصوف والتوحيد والفقه والتفسير، بجانب كتب الأدب والشعر كذلك.
درس سروري في البداية على يد والده، حيث تعلم منه قواعد اللغة والبلاغة، كما قرأ معه بعض كتب التفسير والحديث، وبدأ في كتابة الشعر في سن مبكرة متأثرًا بوالده، وقد نشر أولى قصائده في عام 1970.
درس سروري في المدرسة الشرقية في المرحلة الابتدائية، وبعدها درس في المدرسة الإعدادية بالشيخ عثمان، ثم درس في ثانوية دار سعد، وقد أدى خدمته الوطنية مدرسًا لمادة الرياضيات في مدرسة الشيخ عثمان الإعدادية.
غادر سروري عدن متجهًا إلى فرنسا لإكمال دراسته الجامعية، حيث درس في الرياضات التطبيقية في جامعة روان، وبعدها تخصص في علوم الكمبيوتر.
حصل سروري عام 1982 على درجة البكالوريوس من كلية العلوم التطبيقية في جامعة روان، وفي عام 1983 حصل على درجة الماجستير من جامعة باريس السادسة.
في عام 1987، حصل سروري على شهادة الدكتوراه من جامعة روان، وخلال هذه الفترة كان عضوًا في مختبر المعلوماتية النظرية والبرمجية التابع لجماعتي باريس السادسة والسابعة، وجامعة روان، وكانت أطروحته عن حل المعادلات الكلماتية.
حصل عام 1992 على شهادة الدكتوراه الثانية في التأهيل لقيادة الأبحاث، وهو ما جعله بروفيسورًا جامعيصا، وتضمنت أطروحته مجموعة من الأبحاث، منها المعادلات الكلماتية، ولغة بحوث الكمبيوتر الجديدة.
مسيرته المهنية
بدأ برفيسور حبيب سروري مسيرته المهنية في فرنسا بعد حصوله على درجة الماجستير، حيث عمل بداية من عام 1988 كمهندس أبحاث في مركز نقل الأبحاث النظرية للمجالات الصناعية في جامعة روان.
بعد حصوله على درجة الدكتوراه الأولى أصبح أستاذَا مساعدًا في علوم الكمبيوتر في المعهد القومي للعلوم التطبيقية. بعد نيله درجة الدكتوراه الثانية، تقدم للحصول على مقعد بروفيسور في بعض الجامعات الفرنسية، وفي عام 1992 أصبح بروفيسورًا جامعيًا في جامعة روان، وكان يبلغ من العمر حينها 36 عامًا فقط.
يشرف البروفيسور سروري حاليًا على الأبحاث والفرق العلمية في الجامعة، كما أشرف على عدد من أطروحات الدكتوراه. يشرف كذلك على إدارة تدريس الكمبيوتر في قسم هندسة الرياضات التطبيقية في المعهد القومي للعلوم التطبيقية منذ عام 1992، كما أنه يلقي محاضرات ودورس علمية في جامعات داخل وخارج فرنسا.
خلال مسيرته المهنية، قدم حبيب سروري أكثر من 100 بحث علمي في مجال علوم الكمبيوتر، فضلًا عن مشاركته في العديد من المؤتمرات الدولية، وساهم في تنظيم وإدارة العديد من المؤتمرات العلمية، وإعداد التقارير لها كذلك.
كتب حبيب سروري
نشأ الكاتب حبيب سروري في بيئة محبة للأدب، وقد تأثر بوالده الذي رباه على قراءة العديد من الكتب ف يمجالات مختلفة. بدأ اهتمام سروري بالكتابة الأدبية في التسعينات، وفي عام 2000 نشرت أولى روايات حبيب سروري باللغة الفرنسية، وهي رواية "المكلة المغدورة"، والتي ترجمت إلى العربية عام 2002، وطبعتها وزارة الثقافة اليمنية عام 2004.
صدرت له بعد ذلك عدة كتب وروايات، ومنها ثلاثية روائية "دملان" والتي صدرت عام 2009، ثم صدرت له رواية "طائر الخراب"، و"عرق الآلهة"، و"تقرير الهدهد"، و"أروى"، و"ابنة سوسلوف"، و"حفيد سندباد"، و"وحي"، وهي الرواية الفائزة بجائزة كتارا عام 2019، و"نزوح"، و"جزيرة المطففين".
رواية اليمني حبيب سروري الأخيرة هي رواية "نزوح" والتي صدرت عام 2024، وهي رواية استشرافية تأملية، تزدحم فيها الأفكار الفلسفية.
نشرت له مجموعة قصصية بعنوان "همسات حرى من مملكة الموتى"، كما صدرت له مجموعة شعرية عام 2002 بعنوان "شيء ما يشبه الحب".
ألف سروري كذلك العديد من الكتب الفكرية، ومن ضمن كتب حبيب سروري الفكرية كتاب "عن اليمن ما ظهر منها وما بطن"، و"لا إمام سوى العقل"، و"لنتعلم كيف نتعلم: استخلاصات شاهد على حاضرة جديدة".
بجانب مؤلفاته النقدية والفكرية والروائية، يكتب سروري بشكل منتظم في عدد من المجلات والصحف العربية والأجنبية، كما نشرت له عدة كتب علمية عديدة باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
في كتب حبيب سروري نجد تأثره بمدينة عدن، والتي ظهرت في معظم رواياته بكل تجلياتها، وذلك على الرغم من غربته الطويلة، فهو يعيش في فرنسا منذ سنوات عدة، إلا أنه لا يال مرتبطًا ببلده اليمن.
اهتم سروري في أعماله الأدبية بالحديث عن "العشق"، وهي ثيمة تفرغ لها في أعماله، ورصد من خلالها تحولات اليمن في ربع القرن الماضي، ففي روايته "الملكة المغدورة" تحدث عن واقع اليمن الجنوبي خلال الفترة الشيوعية، أما في رواية "دملان" فتحدث عن اليمن كلها من خلال اختلاق مملكة خيالية اسمها "دملان".