صاحب صوت قوي وموهبة فنية كبيرة، يعتقد البعض أنه من الفنانين المغمورين، ولكن في الحقيقة قدم أغانٍ كثيرة مشهورة، فهو أول مطرب يغني "زوروني كل سنة مرة" إنه الفنان حامد مرسي بلبل مصر صاحب المسيرة الفنية الرائعة والصوت القوي الجميل، تعرف على مسيرته في السطور التالية.
حياة حامد مرسي ونشأته
هو ممثل ومطرب مصري ولد سنة 12 مايو عام 1902 في إيتاي البارود التابعة لمحافظة البحيرة، ويعتبر من أوائل المطربين الذين تخصصوا في الغناء المسرحي.
درس حامد في المعهد الأحمدي في طنطا، وكان لديه موهبة في الغناء، فقرر مغادرته قريته والسفر إلى القاهرة، وهناك التحق بفرقة جورج أبيض، ثم التحق بفرقة علي الكسار وحقق شهرة كبيرة معه.
على الرغم من موهبته الكبيرة ولكنه لم يتوافق مع التطور الموسيقي الذي حدث في الخمسينيات وقاده محمد عبد الوهاب، لذا اعتزل الغناء وأشرف على المسرح الشعبي، كما شارك في عدد من الأعمال السينمائية.
توفي حامد في 21 يونيو عام 1982 عن عمر 80 عامًا.
حياته العاطفية وزوجاته
تزوج الفنان حامد مرسي 11 مرة أشهرهم وأطولهم زواجه من الفنان عقيلة راتب، ولم ينجب من زوجاته التسع أي أبناء، ولكنه أنجب من عقيلة ابنته الوحيدة أميمة، واستمر زواجهم لمدة 26 عامًا.
كانت هذه الزيجة هي الزيجة الوحيدة في حياة النجمة الراحلة عقيلة راتب، وبعد طلاقها منه لم تتزوج مرة أخرى على الرغم من أنها كانت في قمة جمالها وشهرتها وقت الطلاق.
تعرف حامد على عقيلة حينما تقابلا في فرقة علي الكسار، فكان وقتها حامد يُلقب "بلبل مصر الوحيد"، ووقع في غرام عقيلة التي كانت بطلة الفرقة وقتها، ولكنه لم يصرح لها بحبه.
تجرأ حامد في طلب يد عقيلة عندما علم أن أحد رجال السراي وقع في غرامها ويحرص على مشاهدة عروضها يوميًا، وتقدم لطلب يدها من علي الكسار وقدم لها صندوق مجوهرات، ووعد الكسار إذا وافقت على الزواج سيحضر الملك والملكة حفل زفافهما.
وحينما سمع علي الكسار يتحدث مع عقيلة عن العريس صرخ في وجهه وقال له إنه يحب عقيلة ويرغب الزواج منها، وكانت وقتها عقيلة لم تكمل الـ16 عامًا، فحسمت الموقف ورفضت الباشا ووافقت على الزواج من حامد، وكان ذلك عام 1932.
عاش حامد مع عقيلة حياة مستقرة لمدة طويلة حتى دب الملل بينهما وانفصل الاثنان بالاتفاق والتفاهم وبهدوء تام، ولم تنقطه الصلة بين الاثنين بعد الطلاق، حيث كان يحرص على زيارتها باستمرار، كما كانت تستشيره في كل شيء.
لم يتزوج حامد بعد طلاقه من عقيلة لمدة طويلة، حتى أشارت هي عليه بالزواج حتى يجد من يرعاه بعد تقدمه في العمر، وبالفعل تزوج حامد من إحدى قريباته، وبعد وفاة زوجته ظلت عقيلة ترعاه وتسأل عنه حتى وفاته.
حوادث تعرض لها
قبل زواجه من عقيلة كان حامد له علاقات عديدة مع النساء، فقد كان دنجوان ومحبوب جدًا بين النساء، وفي العشرينات وقعت محاولة اغتياله له ذاع صيتها وتحدثت عنها الصحف بشكل كبيرة.
ففي مرة جاءت إحدى سيدات المجتمع وألقت عليه ماء النار من شدة غيرتها عليه، ولكنها أخطأت وجهه وأحدثت تشوهات في ذراعه، وسبب فعلتها أنه وقع في غرامها ولكنه اكتشف أنها متزوجة ولديها أطفال فابتعد عنها.
وحينها اعتقدت السيدة أنه وقع في غرام سيدة أخرى وبدأت تطارده، ولكنه كان يصدها، فقررت الانتقام منه وتوجهت إلى باب الكواليس بمسرح علي الكسار، وانتظرت خروجه وألقت عليه ماء النار.
على الرغم من فعلتها لم يرغب حامد في أن يفضحها، ويشوه سمعتها، لذا أنكر ما قالته الصحف، وقال إن رجلًا هو من أراد الفتك به وإيذائه.
في عام 1929 نشرت مجلة المصور خبر بعنوان "المطرب المعروف الشيخ حامد مرسي ينجو من القتل"، وتحدثت المجلة عن تفاصيل الحادث الذي جرى بالقرب من منزله.
حيث تلقى مكتب مباحث حكمدارية العاصمة بلاغًا بأن أربعة من الصعايدة العاطلين اتفقوا مع سيدة لقتل حامد بالقرب من منزله بعد عودته من المسرح، وبينما كان حامد عائدًا إلى منزله بعد منتصف الليل هاجمه أحد المتهمون بعصا غليظة.
ومن حسن حظ حامد تواجد بالقرب من الحادث أحد ضباط البوليس الذي صوب مسدسه نحوم المهاجم وأمسك به، وألقت الشرطة القبض على المتهمين وساقوهم إلى قسم شبرا للتحقيق معهم.
واتهمت الشرطة السيدة منيرة كامل بتحريض المتهمين على ارتكاب جريمتهم، فقد كانت لهذه السيدة قضية سابقة مع حامد.
مشواره الفني
غادر حامد مرسي قريته إيتاي البارود متجهًا إلى القاهرة، وهناك التحق بفرقة جورج أبيض، ثم التحق بفرقة علي الكسار، حيث كان يغني في فقرات المسرحيات، وحقق شهرة كبيرة مع علي الكسار.
عاصر حامد سيد درويش في آخر أيام الذي أعجب بموهبته بشكل كبير وأعطاه لحن أشهر أغنياته وهي أغنية "زوروني كل سنة مرة" التي كان حامد يغنيها قبل عرض المسرحيات لتسلية الجمهور.
برع حامد في أداء هذه الأغنية ولقبه درويش بلقب "بلبل مصر" وحقق شهرة كبيرة في مطلع الأربعينات واشتهر بغناء أغاني أم كلثوم، ومن أغانيه "سرقوا الصندوق يا محمد"، و"شهرزاد"، "ملكة الغابة"، و"ورد شاه"، ومعظمها أغانٍ عرضت على مسارح روض الفرج.
انصب اهتمام حامد بالغناء في الحفلات، وكان يتفاخر بأنه قادر على الغناء دون الحاجة إلى ميكروفون بسبب قوة صوته، وشارك في أدوار محدودة في السينما، حيث حاولت زوجته عقيلة إقناعه بخوض مجال التمثيل والسينما، ولكنه فضل الغناء.
وفي الخمسينيات لم يتمكن من مواكبة تطورات العصر فيما يتعلق بالموسيقى والذي قاده عبد الوهاب، لذا اعتزل الغناء وتولى الإشراف على المسرح الشعبي.
أعماله في السينما
طوال مسيرته الفنية شارك حامد مرسي في عدد قليل من الأعمال السينمائية، أولها فيلم "بوابة العمارة" عام 1935، كما شارك في أفلام "اليد السوداء"، و"ألف ليلة وليلة"، و"وكر الملذات"، و"إغراء"، و"حب من نار"، و"بداية ونهاية"، و"طريق الدموع"، و"حياتي هي الثمن".
شارك كذلك في أفلام "شفيقة القبطية"، و"زقاق المدق"، و"بياعة الجرايد"، و"بين القصرين"، و"العزاب الثلاثة"، و"هي والرجال"، و"المشاغبون"، و"الراهبة"، و"ثمن الحرية"، و"العيب"، و"مراتي مجنونة"، و"حب وخيانة"، و"فتاة الاستعراض"، و"الحلوة عزيزة"، و"أبي فوق الشجرة"، وغيرها.