تعد الإعلامية جيلان حمزة من الإعلاميات البارزات في التلفزيون المصري والوطن العربي، فخلال مسيرته قدمت العديد من البرامج التي نجحت من خلالها في خلق تواصل قوي مع جمهورها بمرور السنوات، وتميزت بقدرتها على طرح القضايا بموضوعية وعمق، وهو ما جعلها تحظى باحترام من الجمهور، لتصبح واحدة من الأسماء المؤثرة في عالم الإعلام، تعرف على مسيرتها وحياتها في هذا المقال.
قصة حياة جيلان حمزة
جيلان عبد اللطيف حمزة هي إعلامية وكاتبة وصحفية ومحاضرة مصرية تعد واحدة من أشهر الإعلاميات في التلفزيون المصري، واسم بارز في عالم الإعلام في مصر والوطن العربي.
جيلان هي ابنة الدكتور عبد اللطيف حمزة، مؤسس معهد الدراسات الإعلامية وكلية الإعلام في جامعة القاهرة، كما أنها شقيقة الإعلامية الراحل كاريمان حمزة، وهي مقدمة برامج مصرية راحلة اشتهرت منذ السبعينات في تقديم برامج دينية، وهي أول مذيعة محجبة في التلفزيون المصري، وقد توفيت في شهر ديسمبر عام 2023.
بدأت جيلان مسيرتها المهنية بالعمل في التلفزيون، حيث قدمت العديد من البرامج التلفزيونية في التلفزيون المصري، وحققت شهرة واسعة بفضل ذلك. درست جيلان الإعلام، واكتسبت الخبرات الأساسية، وصعدت سلم النجاح سريعًا، وعملت على تغطية موضوعات متنوعة، بداية من الموضوعات الاجتماعية إلى الأحداث السياسية، وأثبتت كفاءتها كمذيعة حوارية.
لم يقتصر إنجاز جيلان في الإعلام المرئي فحسب، بل نجحت في الإعلام المقروء والمسموع على حد سواء، عملت في محطات إذاعية عربية ودولية، كما أنها شغلت منصب رئيسة تحرير عدد من المجلات والصحف المصرية، وكانت تكتب بشكل متواصل في هذه الصحف.
تخرج على يد جيلان أجيال من الإعلاميين والصحفيين، فقد عملت في التدريس لسنوات طويلة، كما أنها ألفت عدداً من الروايات التي حققت نجاحًا وشهرة واسعة.
دراستها
ولدت جيلان حمزة في العاصمة المصرية القاهرة، وقد درست في كلية الإعلام في جامعة القاهرة، ثم واصلت دراستها، وحصلت على درجة الماجستير، وكانت أطروحتها بعنوان "دور المثقفين في تشكيل الرأي العام"، ثم حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة الزقازيق، وأطروحتها كانت عن "تأثير التلفزيون على النشء والشباب".
كتب جيلان حمزة
بدأت الدكتورة جيلان حمزة خطواتها الأولى نحو الشهر والنجاح من خلال الأدب، فقد ألفت أول رواية لها وهي في عمر 17 عامًا، وكانت بعنوان "قلب بلا قناع"، ولفتت الأنظار إلى موهبة أدبية شابة ويافعة.
أصدرت جيلان فيما بعد روايتها الثانية "اللعبة والحقيقة"، والتي نالت استحسان النقاد، وحصلت بفضلها على جائزة الأدباء الشبان، وبعدها تنوعت أعمالها الأدبية بين القصص القصيرة والروايات والمقالات كذلك.
في السبعينات، أصدرت جيلان روايتين، وهما "زوج في المزاد"، و"الزوجة الهاربة"، التي صدرت عن قطاع الثقافة بمؤسسة أخبار اليوم بالقاهرة. في الثمانينات أصدرت رواية واحدة بعنوان "الحبيبة"، ثم أصدرت كتاب سيرة ذاتية عام 199 عن صلاح طاهر بعنوان "فيلسوف الألوان" ثم أصدرت رواية أخرى عام 2000 بعنوان "موت عصفورة".
أصدرت جيلان بعدها كتاباً نقديا بعنوان "غيوم على العقل المصري"، وناقشت فيه دور الثقافة في المجتمع المصري. من مؤلفاتها الأخرى "حق ولدي في الحياة"، و"مسافرة مع الجراح"، و"المعجزة"، و"علاقة مستحيلة".
من كت جيلان حمزة أيضًا "جرح الحب"، و"المراسم والبرتوكول وعلاقتهما بالإعلام"، و"كواليس راديو مونت كارلو".
من عالم الرواية إلى التلفزيون
بعد وفاة والد د. جيلان حمزة، رشحها وزير الإعلام المصري آنذاك عبد القادر حاتم للعمل كمذيعة في التلفزيون المصري، وقد وافق على ذلك رئيس التلفزيون المصري في ذلك الوقت عبد الحميد يونس، لتبدأ مشوارها في الإعلام.
قدمت جيلان خلال مسيرتها المهنية العديد من البرامج التلفزيونية الناجحة التي نجحت فيها في طرح موضوعات تهم المجتمع المصري، وتنوعت موضوعاتها بين الموضوعات الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها.
ومن البرامج التي قدمتها المذيعة جيلان حمزة برامج "في المرآة"، و"كشكول" من إخراج نعمات رشدي، وإعداد الصحفي في روز اليوسف عبد الستار الطويلة، و"اختبر معلومات"، و"المجلة الثقافية"، و"كانت أيام" الذي عرض على مدار 20 عامًا خلال شهر رمضان، وبرنامج "فن وأدب"، و"بين السطور".
وخلال سنوات عملها في التلفزيون المصري، حاورت الإعلامية جيلان عدد كبير من الشخصيات البارزة في مجالات مختلفة من الأدب والفن والسياسة، ومجالات أخرى.
لم يقتصر دور جيلان حمزة الإعلامي على التلفزيون فحسب، بل عملت في الإذاعة، منها إذاعة صوت العرب، وإذاعة مونت كارلو الدولية.
الابتعاد عن الإعلام المرئي
عملت الإعلامية جيلان حمزة لسنوات في التلفزيون، وقررت بعد سنوات من العطاء ترك العمل بالتلفزيون المصري، واتجهت إلى التدريس في كليات الإعلام في عدد من الجامعات الخاصة.
وبجانب التدريس، عملت جيلان كرئيسة تحرير عدد من الصحف والمجلات المصرية، منها جريدة الملتقى، وتفانين، ودنيا، ومجلة حقوق الإنسان المصرية، كما أنها واصلت كتابة مقالة بشكل منتظم في باب الرأي في جريدة الأهرام منذ ما يقرب من 27 عامًا.
وفاة جيلان حمزة
توفيت الإعلامية جيلان حمزة في 8 نوفمبر عام 2024، وقد أعلن نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة أن سبب وفاتها طبيعي بسبب الشيخوخة والأمراض والمزمنة.
وقد نعى نقيب الإعلاميين الراحلة، ونشر بيانًا قال فيه بأن الراحلة من الرعيل الأول للتلفزيون المصري، وقال: "عملت الراحلة عملت في بعض المحطات الإذاعيّة من بينها إذاعة صوت العرب، وإذاعة مونت كارلو الدولية، وغيرها.. رحم الله الفقيدة، وأسكنها فسيح جناته".