جوزيف صفرا..المصرفي اللبناني أغنى رجل في البرازيل

يعد واحد من بين أكبر وأغنى أثرياء العرب، ويصنف على نطاق واسع من بين أغنى رجال الأعمال في البرازيل، إنه رجل الأعمال والملياردير البرازيلي اللبناني جوزيف صفرا صاحب ومؤسس مجموعة صفرا وهي إمبراطورية مصرفية واستثمارية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وإنجازاته في هذا المقال.

من هو جوزيف صفرا؟

هو رجل أعمال ومصرفي ملياردير لبناني برازيلي من أصول سورية ولد في 1 سبتمبر عام 1938 في مدينة حلب السورية، ويعد من أهم وأغنى رجال الأعمال في الشرق الأوسط والبرازيل.

اشتهر صفرا، المولود في لبنان، بذكائه التجاري والاستثماري وإنجازاته الاستثنائية في عالم المال والأعمال، فقد هاجرت العائلة إلى البرازيل في الخمسينات، وانخرط والده في الأعمال المصرفية، وسرعان ما أسس صفرا بنك "صفرا" الذي أصبح واحد من بين أكبر وأهم البنوك الخاصة في أمريكا اللاتينية.

يملك صفرا "مجموعة صفرا" التي تعمل في قطاعات استثمارية مختلفة ومتنوعة منها إدارة الأصول والاستثمار العقاري، كما عرف بقدرته على التنبؤ باتجاهات السوق واتخاذ قرارات استثمارية حكيمة ساهمت في نمو ثروته على مدار السنوات.

حصل صفرا كذلك على عدة ألقاب منها "ملك البنوك"، و"صاحب الثروة الذهبية"، وقد تم تصنيفه لأكثر من مرة ضمن قائمة أغنى رجال العالم وفقًا لقوائم فوربس.

تمكن جوزيف صفرا من ترك بصمة واضحة في عالم المال والأعمال في أمريكا اللاتينية، وسيظل كأحد أهم رواد الأعمال في القرن العشرين.

مثل معظم المهاجرين اللبنانيين، يحمل جوزيف صفرا الجنسيتين اللبنانية والبرازيلية. وهو يعتبر ثاني أغنى رجل في البرازيل بعد عملاق النفط إيك باتيستا.

نشأته وتعليمه

ولد المصرفي جوزيف صفرا في مدينة حلب السورية لعائلة لبنانية من أصول سورية تعمل في القطاع المصرفي، وهو القطاع الذي نشأ مع تجارة القوافل بين بيروت وحلب وإسطنبول والإسكندرية خلال الإمبراطورية العثمانية.

نشأ جوزيف، وترعرع في العاصمة اللبنانية بيروت، ثم هاجر مع عائلته إلى البرازيل في بداية الخمسينات، حيث بدأ والده وأعمامه وهو أيضًا في الاستثمار والعمل في تمويل الأصول في ساو باولو.

كان والده، يعقوب صفرا، مصرفي لبناني المولد ترجع أصوله إلى مدينة حلب، تمكن في منتصف القرن التاسع عشر من تأسيس مؤسسة مالية ضخمة في مدينة حلب شمال سوريا، حيث عملت مؤسسته في التسهيلات الائتمانية والصيرفة والتجارة بالذهب، وأقام لفترة في مدينة حلب.

ومع انهيار الدولة العثمانية قررت العائلة الانتقال إلى بيروت، حيث أسس الأب، الذي توفي عن عمر 74 عامًا عام 1969، بنك جاكوب صفرا هناك، ثم هاجر إلى البرازيل، وقد التبس الأمر على الآخرين بشأن جنسيته الحقيقية، حيث سافر إلى البرازيل عام 1952 بجواز سفر لبناني، رغم أنه ولد في حلب وهو من أصول سورية.

ديانة جوزيف صفرا

رجل الأعمال والمصرفي اللبناني جوزيف صفرا من يهود السفارديم، وتعود أصول عائلته إلى يهود سوريا.

قصة النجاح في المهجر

في عام 1955 بدأ جوزيف صفرا وشقيقه إدموند صفرا، البالغ من العمر 23 عامًا في ذلك الوقت بالعمل في البرازيل عن طريق تمويل الأصول، ولكن سرعان ما انفصل إدموند بتجارته عن إخوته جوزيف ومويس، وانتقل إلى مدينة نيويورك.

أسس إدموند عام 1998 بنك نيويورك الوطني الجمهوري، فيما أسس جوزيف مع شقيقه مويس بنك "صفرا" عام 1955، والذي يعد سادس أكبر بنك خاص في البرازيل، والذي أصبح فيما بعد من أكبر البنوك في البرازيل خلال الستينات من القرن الماضي.

كان العديد من الجالية اليهودية السورية السفارديم في البرازيل  يعملون كتجار تجزئة أو جملة، وقد تمكن جوزيف من بدأ تجارته بإنشاء بنك صغير متخصص يتعامل مع المستوردين السفارديم  والبنوك الكبرى، وكانت هذه القاعدة لتطوير أعماله والاستحواذ على فروع جديدة وفتحها.

بدأ جوزيف وشقيقه مويس البنك بسبعة موظفين فقط، وقد اشتهر البنك بسلاسة العمل وسلامته خلال الأزمات الاقتصادية الكبرى التي عصفت بالبلاد في ذلك الوقت.

امتلك جوزيف فطنة وذكاء تجارياً حاداً وخبرات مالية واقتصادية اكتسبها من والده المصرفي الكبير يعقوب صفرا، وكل هذه المهارات أهلته من جعل بنكه من أكبر البنوك في أمريكا اللاتينية الذي يقدم خدماته في المقام الأول للعملاء الأثرياء.

وسّع جوزيف بعدها أعماله ضمن "مجموعة صفرا"، وتوسعت شركات جوزيف صفرا، وأصبحت تقدم خدمات مصرفية في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية. في عام 2012 اشترى جوزيف كل الأسهم المتبقية في بنك صفرا وبنك سافرا الوطني في نيويورك وبنك صفرا لوكسمبورغ إس إيه التي اشتراها من شقيقه مويس صفرا.

ورغم نجاح البنك، إلا أنه واجه أزمات عدة، حيث تورطت المجموعة المصرفية في مجموعة من الأخطاء. في عام 2009، تم الكشف عن ارتباطها بصندوق استثماري يديره برنارد مادوف، الذي كان وراء مخطط احتيالي بلغت قيمته 17.5 مليار دولار، مما جعله يُعرف كأكبر محتال مالي في تاريخ الولايات المتحدة والعالم.

على الرغم من سمعته كرجل أعمال محافظ، عُرف جوزيف، بأنه مفكر استراتيجي وخبير في إبرام الصفقات الذكية. تأكد هذا بوضوح عندما اشترى بنك ساراسين السويسري العريق، الذي تأسس في عام 1841، في عام 2011، مشيراً إلى أن "هذا البنك هو أفضل مكان لأموالي، حتى أفضل من وزارة الخزانة الأمريكية".

انفصال الشقيقين

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انفصل الشقيقان جوزيف ومويس بعد خلاف حاد أدى إلى قيام جوزيف بتأسيس شركة إقراض منافسة باسم "جيه صفرا"، حيث بدأ في جذب عملاء تكتل العائلة بشكل غير قانوني.

لإنهاء هذا الصراع، باع مويس حصته البالغة 50% في الشركة العائلية لجوزيف مقابل 2.5 مليار دولار في عام 2006. توفي مويس في عام 2014 عن عمر يناهز 79 عاماً.

فيما توفي الشقيق الأكبر إدموند عام 1999 عن عمر 67 عامًا في حريق متعمد أشعله أحد مقدمي الرعاية الصحية في موناكو، وقد ترك ثروة تقدر بالمليارات لزوجته ليلي.

عائلة جوزيف صفرا

تزوج جوزيف صفرا من المليارديرة اليونانية فيكي صرفاتي صفرا التي ولدت في يوليو عام 1952، وقد أنجبت له 4 أطفال وهم جاكوب جيه صفرا، وإستير صفرا ديان، وألبرتو جيه صفرا وديفيد جيه صفرا.

ابنه جاكوب مسؤول عن العمليات الدولية في بنك صفرا الوطني في نيويورك وسويسرا، بينما يدير الابن ديفيد بنك صفرا في البرازيل.

تعد فيكي صرفاتي من مليارديرات البرازيل، ففي عام 2021، ووفقًا لقائمة فوربس بلغت ثروته 7.5 مليار دولار، كما أن أبنائها مليارديرات أيضًا، وبحلول عام 2021 أصبحت أغنى امرأة في اليونان.

نظرًا لمعاناة جوزيف الطويلة مع مرض باركنسون، أعد ترتيبات دقيقة لخلافته، حيث وزع حصصًا من الأصول الرئيسية للعائلة، بما في ذلك "بنكو صفرا"، على أبنائه يعقوب وديفيد وألبرتو وإستير.

كم تبلغ ثروة جوزيف صفرا؟

في عام 2020 قدرت فوربس صافي ثروة جوزيف صفرا ب23.1 مليار دولار أمريكي، وهو يلقب بأنه "أغنى مصرفي في العالم"، حيث يمتلك العديد من الأصول حول العالم فضلًا عن فروع بنك "صفرا" في البرازيل ونيويورك وسويسرا.

كل هذه البنوك شركات تمتلك أصولًا مصرفية تقدر ب85 مليار دولار، فضلًا عن محفظة عقارية تبلغ قيمتها 2.3 مليار دولار، وتشمل عقارات برج سويس ري في لندن، ومبنى ماديسون أفينو 660 في نيويورك، وحصة في شركة Chiquita Brands International، وقصر في ساو باولو مكون من 130 غرفة.

وفاة جوزيف صفرا

توفي رجل الأعمال اللبناني البرازيلي جوزيف صفرا في 10 ديسمبر عام 2020 عن عمر 85 عامًا في ساو باولو بشكل طبيعي، ولم تذكر وسائل الإعلام البرازيلية، ولا المكتب الإعلامي لمجموعة صفرا المالية في البرازيل أي معلومات حول حالته الصحية قبل وفاته.

وقد نشرت مجموعة "صفرا" بيانًا قالت فيه:"ببالغ الأسف نعلن عن وفاة جوزيف صفرا هذا اليوم عن عمر 82 عامًا لأسباب طبيعية".

حرم ابنه من الميراث

في عام 2021 أعلن الابن الأوسط ألبرتو صفرا أنه سيطعن في وصية والده التي تحرمه من الميراث، وقد استقال ألبرتو من مجلس إدارة الشركة العائلية في عام 2019، معلنًا عن نيته تكريس وقته لمشروع جديد مع العائلة.

عقبت تركه بنك العائلة أنشأ ألبرتو شركة إيه إس إيه إنفستمنتس لإدارة الأصول في ساو باولو التي تضم حوالي 90 موظفًا ومكاتب أخرى في ريو دي جانيرو ونيويورك.

وقد ترك ألبرتو أعمال والده بعد ضغط من العائلة، وأخذ معه العديد من المديرين التنفيذيين في أعمال العائلة، وهو ما زاد توتر العلاقة بينه وبين أشقائه، لذا عزم بعض أفراد الأسرة على الانتقام من خلال منعه من زيارة والده وعزله عن مختلف الأعمال التجارية العائلية.

وبعد أيام قليلة من انسحابه قام والده بتغيير وصيته على عجل من أجل حرمانه من حقه في الميراث وزيادة نصيب الأشقاء في ميراثه، فيما احتفظ بحصته في "ج. صفرا ساراسين".

وقد قدم ألبرتو طلبًا إلى محكمة نيويورك للسماح له بمتابعة الأدلة في الولايات المتحدة للطعن على وصية والده، حيث كان يعاني من مرض باركنسون قبل الوفاة، وبالتالي هو يفتقر إلى القدرة العقلية اللازمة لإبرام وصايا جديدة في الفترة بين نوفمبر وديسمبر 2019.

وقد ذكر بيان ألبرتو في المحكمة: "في ذلك الوقت، لم يكن السيد صفرا في حالة تسمح له بإجراء أي تغييرات طوعية ومدروسة على وصاياه، ناهيك عن التعديلات التي قد تحرم مقدم الالتماس، وهو الابن الذي خدم والده بإخلاص لسنوات في أعمال العائلة، من حقه الشرعي في الميراث. وقد صرح متحدث باسم عائلة صفرا بأنه لا يوجد أي أساس للطعن في الوصية".

فيما نشرت العائلة بيانًا قالت فيه: "اتخذ السيد جوزيف صفرا كافة التدابير لضمان احترام إرادته الأخيرة. وأكدت العائلة أن الطعن المقدم هو موقف فردي من أحد الأبناء، ولا يعكس الواقع. وقد رفض ألبرتو صفرا التعليق على الأمر".