أحب السينما والتلفزيون وأبدع فيهم، ولكن سخر موهبته في المسرح لمدة 17 عامًا وتألق بسبب أعماله المسرحية، نجح الفنان جورج خباز صاحب المواهب المتعددة في استقطاب جمهور عريض من مختلف الفئات الاجتماعية وناقش خلال مسرحياته قضايا مجتمعية هامة، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة جورج خباز ونشأته
جورج جورج خباز هو ممثل ومؤلف وملحن ومخرج ومغني ومنتج لبناني ولد في 5 نوفمبر عام 1976 في مدينة البترون إحدى المدن اللبنانية في محافظة الشمال، ونشأ في كنف عائلة فنية، فوالده الممثل جورج خباز، ووالدته الممثلة أوديت عطية، وشقيقته لورا ممثلة أيضًا شاركته في جميع أعماله المسرحية.
لدى جورج شقيقة أخرى اسمها نيكولا حصلت على شهادة الدكتوراه في السينما، وتشغل منصب رئيس قسم السينما في جامعة سيدة اللويزة، أما شقيقته الأخرى لارا فهي راقصة محترفة وتحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال.
درس جورج في مدرسة القلبين الأقدسين في مسقط رأسه البترون، وقد درس في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وتخرج فيها عام 1997، وبعدها عمل في محطات تلفزيونية أهمها قناة LBC حيث شارك في برامج كوميدية.
عشق خباز المسرح منذ صغره، فوقف على خشبة المسرح لأول مرة وعمره أربع سنوات فقط، ولكن مسيرته الفنية الحقيقية كانت منذ عام 1994 وقدم العديد من الأعمال المسرحية متأثرًا بالممثل الكوميدي البريطاني تشارلي شابلن والأخوين رحباني ودريد لحام.
أبدع خباز في أنواع فنية مختلفة كالغناء والتلحين والتأليف والتمثيل التلفزيوني والسينمائي، ولكنه أبدع في المسرح التي قدم من خلالها مسرحيات مميزة وناجحة.
عمله المسرحي
يذكر جورج خباز أول مرة وقف فيها على المسرح، إذ كان في الرابعة من العمر ويؤدي دور القديس مارون، وخلال تقديمه العرض نزل من على خشبة المسرح ليحدث والديه فأثار ضحك الحاضرين، وكانت هذه بداية ميلاد فنان مسرحي يحمل هم لبنان على كتفيه وينتقد أوضاعاً بشكل ساخر وكوميدي.
خلال دراسته الجامعية شارك جورج في عدة برامج كوميدية في التلفزيون، وجاءت انطلاقته الفنية الأساسية عام 1996 حينما شارك في مسرحية "غادة الكاميليا" وبعدها قدم مسرحية "هاملت في ورطة".
في عام 2005 قدم جورج مسرحية "مصيبة جديد" وكانت هذه المسرحية بداية لعاصفة من النجاحات المسرحية المميزة، ففي عام 2006 قدم مسرحية "كذاب كبير" التي حققت نجاحا كبيرًا ولاقت استحسان الجمهور.
في السنة التالية قدم جورج مسرحية "هلق وقتنا" وكان نجاحها مشابهًا لمسرحية "كذاب كبير" من حيث تقديم الكوميديا البسيطة التي تحمل رسالة ومعنى، وقد فرض جورج نفسه على الجمهور وكسب احترامهم لما يقدمه من رسائل هادفة من خلال الكوميديا.
في عام 2008 قدم جور مسرحية "شو القضية"، ثم مسرحية "عالطريق"، وفي عام 2010 قدم مسرحية "البروفيسور"، و"مطلوب"، وتلاها مسرحية "الأول بالصف" عام 2012 التي نجحت بشكل كبير أيضًا.
لم يكن إبداع خباز في المسرح تمثيلًا فقط وإنما تأليفًا وإخراجًا وغناءً أيضًا، فقد ألف جورج وأخرج معظم مسرحياته الناجحة، فضلًا عن غنائه وتلحينه العديد من أغنيات المسرحيات التي قدمها.
مسرحية "مش مختلفين"
في عام 2014 قدم جورج واحدة من أكثر مسرحياته نجاحًا وهي "مش مختلفين" وتحدث فيها عن الاختلاف الطائفي في لبنان وحكايات العداءات المناطقية والطائفية، وقد رفض بعض المجتمع اللبناني هذه المسرحية وهاجمها، بينما كانت الأغلبية مشيدة بهذا العمل.
كسب جورج بسبب هذه المسرحية محبة جميع الطوائف في لبنان، ونقلت جورج من كونه فنانًا لبنانيًا إلى نجم عربي لامع ودولي وقد عرضت المسرحية على يوتيوب كما عرضتها العديد من القنوات الفضائية، قدم جورج أيضًا مسرحيات "ناطرينو" و"ورا الباب"، وهي تتحدث عن الوحدة الوطنية والبعد عن الصراع السياسي.
وخلال 17 عامًا تمكن جورج من طبع هويته الفنية من خلال المسرح، وقدم آخر مسرحياته عام 2020 "يوميات مسرحجي" وبعدها ابتعد قسريًا عن المسرح الذي عشقه بسبب الظروف الاقتصادية وجائحة كورونا.
عمله في التلفزيون
في عام 1997 عمل جورج خباز في التلفزيون وقدم سكتشات كوميدية فيه بعنوان "بس مات وطن" أو "بسمات الوطن" واستمر في تقديمها حتى عام 2001، قدم كذلك مسلسلات "نساء في العاصفة"، و"طالبين القرب"، و"جميل وجميلة"، و"كلها مالحة"، و"عبدو وعبدو".
في عام 2006 شارك جورج في مسلسل "فادي وراضي"، وبعدها ابتعد لسنوات وشارك عام 2011 في مسلسل "الشحرورة" وقدم فيها شخصية دريد لحام، وفي العام التالي شارك في مسلسل "القناع"، و"تقريبًا قصة حب"، ليبتعد جورج عن التلفزيون لمدة 11 عامًا.
عاد جورج مجددًا إلى الشاشة الصغيرة عام 2023 بعملين فنيين، الأول مسلسل "برنادو الشرق" وهو من تأليفه، والثاني مسلسل "النار بالنار" الذي يشارك في السباق الرمضاني مع النجوم عابد فهد، وكاريس بشار، وطوني عيسى، وزينة مكي، وطارق تميم، وقد جذب أنظار الجمهور إليه أكثر فأكثر.
قدم جورج في المسلسل شخصية عزيز وهو رجل انطوائي لا يحب التواصل مع الآخرين ويعمل مدرس بيانو، ويركز المسلسل على صراعاته النفسية بعد وقوعه في حب مع اللاجئة السورية مريم التي تؤدي شخصيتها كاريس بشار.
عمله في السينما
شارك خباز في السينما في أعمال فنية محدودة، وقد فاز بعضها بجوائز عالمية، وأول أعماله السينمائية كانت عام 2007 وهو فيلم "تحت القصف" الذي تحدث عن الحرب الأهلية في لبنان، وقد حقق الفيلم نجاحًا عالميًا وحصد العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية.
جاء نجاحه الثاني في السينما عام 2009 بمشاركته في فيلم "سيلينا" وهي قصة مسرحية قديمة للسيدة فيروز بعنوان "هالة والملك" أعاد جورج خباز تقديمها، وقد كان فيلمًا غنائيًا روج خباز من خلاله لأغنياته.
في عام 2010 قدم جورج فيلم "البروفيسور"، وفي عام 2013 شارك في فيلم "غدي" من بطولته وتأليفه، كما شارك في أفلام "إلى يارا"، و"وينن"، و"كفر ناحوم".
وكانت آخر أفلامه "أصحاب ولا أعز" الذي أثار ضجة واسعة عند عرضه على منصة نتفلكس، وهو نسخة عربية من فيلم أوروبي أعيد تقديمه في أكثر من بلد منها فرنسا وإسبانيا.