جودي دينش.. ملكة الفن الراقي أعظم النجمات في بريطانيا

تعد النجم البريطانية جودي دينش من أعظم وأنجح نجمات التمثيل في بريطانيا، فهي تتمتع بحضور طاغ وأداء استثنائي ومسيرة فنية تزيد عن الـ50 عامًا قدمت خلالها أدورًا متنوعة في المسرح والسينما، ورحلتها الطويلة تحمل في طياتها قصص الشغف والإرادة والإبداع التي جعلتها أسطورة خالدة في التمثيل، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.

من هي جودي دينش؟

السيدة جوديث أوليفيا دينش، هي ممثل إنجليزية، ولدت في 9 ديسمبر عام 1934 في يورك بإنجلترا، وهي واحدة من أعظم الممثلات في هوليود، وأبرز النجمات في المسرح الملكي البريطاني.

بدأت دينش مسيرتها الفنية في الخمسينات من خلال المسرح، وتألقت في تقديم الأدوار الشكسبيرية التي أكسبتها شهرة واسعة كممثلة مسرحية بارعة، حيث تمكنت من نقل التعقيد العاطفي للشخصيات باحترافية.

وبعد نجاح في المسرح، شقت دينس رحلتها إلى السينما والتلفزيون، وأصبحت وجهًا بارزًا في العديد من الأفلام والمسلسلات البريطانية، ولعل أبرز أدورها تقديم دور "إم" في سلسلة أفلام جيمس بوند، وتقديم دور الملكية إليزابيث الأولى.

حصلت جودي دينش خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز، منها الأوسكار، وبافتا وتوني، وجولدن جلوب، فضلًا عن الأوسمة والتكريمات. ورغم تقدمها في العمر، واصلت تقديم أعمال فنية مميزة ومؤثرة.

نشأتها وتعليمها

ولدت جودي دينش في مدينة يورك في إنجلترا، والدها ريجينالد كان طبيب ومحام إنجليزي، أما والدتها إيرلندية ولدت في دبلن، وتعرف والديها على بعضهما خلال دراسة والدها في دبلن في أيرلندا. كشف برنامج تلفزيوني عام 2021 بأن عائلة دينش تعود إلى عائلة من الأرستقراطيين الدنماركيين.

درست دينش في مدرسة ماونت، وهي مدرسة ثانوية مستقلة، ولديها شقيقان أكبر منها وهما بيتر وجيفري، وكلاهما توفيا منذ عدة سنوات.

بدأت جودي اهتمامها المسرحي بفضل والديها، حيث كان والدها يعمل طبيبًا في مسرح يورك الملكي، أما والدتها كانت تعمل مديرة خزانة الملابس في المسرح، لذا كانت تذهب إلى المسرح كثيرًا في طفولتها، وشاركت في مسرحيات في طفولتها.

بعد إنهاء دراستها الثانوية، تقدمت دينش لدراسة في المدرسة المركزية للخطاب والدراما، والتي كانت مقرها في قاعة ألبرت الملكية في لندن، وخلال الدراسة، شاركت في عدة مسرحيات.

زوجها وابنتها

تزوجت الممثلة جودي دينش من الممثل مايكل ويليامز عام 1971، وقد استمر زواجهما حتى وفاته عام 2001 بسبب سرطان الرئة. رزقت جودي من زوجها بابنة واحدة وهي فينتي ويليامز، والتي ولدت عام 1972، وابنتها ممثلة أيضًا.

في عام 2010، بدأت جودي علاقة مع ديفيد ميلز، وهو ناشط بيئي، وقد صرحت في مقابلة صحفية أنها لم تتمكن تتوقع أن تجد الحب مرة أخرى بعد وفاة زوجها، وقالت: "لم أكن مستعدة، إلا أن الأمر كان تدريجيًا".

هل تزوجت جودي دينش مرتين؟

لا تزوجت الفنانة جودي دينش مرة واحدة فقط حتى وفاة زوجها عام 2001، ولم تتزوج مرة أخرى.

كم عمر زوج السيدة جودي دينش؟

توفي زوجاه مايكل ويليامز عام 2001 عن عمر 65 عامًا بسبب سرطان الرئة.

ديانة جودي دينش

تنتمي الممثلة جودي دينش إلى المذهب "الكويكري" وهي مجموعة من الطوائف المسيحية البروتستانتية. تحدثت جودي عن تأثير دينها في حياتها، وقالت أن دينها يؤثر على كل ما تفعله في حياتها.

بداية مسيرتها الفنية

بدأت الممثلة البريطانية جودي دينش مسيرتها الفنية من خلال المسرح، فبداية من عام 1951 شاركت في عدة مسرحيات غير رسمية، وبعدها التحقت بمسرح قاعة ألبرت الملكية في لندن، وحصلت على 4 جوائز تمثيلية، بما فيها الميدالية الذهبية للطالب المتميز.

كان أول دور احترافي لها في المسرح عام 1975، حينما شارك في مسرحية هاملت، ولعبت فيه دور أوفليا، وتمكنت من لفت أنظار النقاد سريعًا بفضل موهبتها وتقنيات التمثيل التي تمتلكها.

واصلت جودي بعدها المشاركة في عدة مسرحيات في المسرح الوطني، وخاصة مسرحيات شكسبير. في عام 1960، شاركت في أول دور لها في التلفزيون من خلال مسلسل The Four Just Men، وفي عام 1966، حصلت على جائزة بافتا أفضل ممثلة واعدة عن دورها في مسلسل Talking to a Stranger، وبعدها بعامين، حصلت على جائزة بافتا أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل Talking to a Stranger.

واصلت جودي تقديم العديد من المسرحيات المميزة، ومنها مسرحية The Comedy of Errors، ومسرحية The Duchess of Malfi، ومسرحة ماكبث، وغيرها من المسرحيات.

أشهر أعمال جودي دينش

بدأت الممثلة جودي دينش في تحقيق المزيد من الشهر والشعبية في نهاية السبعينات، حيث أثبتت أنها ممثلة متنوعة قادرة على تقمص مختلف الشخصيات ببراعة واحترافية.

في عام 1978، شاركت في فيلم Langrishe, Go Down، ولعبت فيه دور واحدة من بين 3 أخوات  عانسات يعشن في قصر أيرلندي في الريف. في عام 1987، لعبت دور البطولة في فيلم Charing Cross Road، كما شاركت في بطولة المسلسل التلفزيوني Behaving Badly، ومسلسل The Archers.

أما أشهر وأنجح أفلام جودي دينش مشاركتها في سلسلة أفلام جيمس بوند، حيث قدمت شخصية "إم"، وهي رئيسة جهاز الاستخبارات البريطانية، وقد بدأت رحلتها في  هذا الدور بداية من  عام 1989، وواصلت تقديم الدور حتى عام 2012 خلال فيلم Skyfall.

من أدوارها التاريخية أيضًا تقديم شخصية الملكة إليزابيث الأولى في فيلم Shakespeare in Love، وهو الفيلم الذي يستعرض قصة حياة الكاتب المسرحي ويليام شكسبير، ورغم أن مشهدها في الفيلم لا يتعدى الـ8 دقائق، إلا أنها كانت دقائق قوية وأسطورية، وحصلت على جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في هذا العمل.

من أدوارها الناجحة، تقديمها دور الملكة فيكتوريا في فيلمين، الأول في فيلم Mrs. Brown عام 1997، ولعبت فيه دور الملكة بعد وفاة زوجها الأمير ألبرت، كما سلط الفيلم الضوء على علاقتها الشخصية بخادمها جون براون، وقد ترشحت لجائزة أوسكار عن هذا الفيلم.

المرة الثانية قدمت فيها دور الملكة فيكتوريا في عام 2017 في فيلم Victoria & Abdul، وقدمت فيه دور الملكة في سنوات حكمها المتأخرة، وركزت على صداقتها غير التقليدية مع عبدالكريم خادمها الهندي.

من الشخصيات المميزة التي قدمتها جودي دينش شخصية جان في Philomena عام 2013، ولعبت فيه دور أم تبحث عن ابنتها التي أجبرتها الظروف على التخلي عنه، وقد ترشحت لجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم.

جوائز وتكريمات

خلال مسيرتها الفنية، حصلت الممثلة جودي دينش على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها كملكة إليزابيث الأولى، وتلقت 5 ترشيحات أخرى للأوسكار كأفضل ممثلة، وثلاثة ترشيحات أفضل ممثلة مساعدة.

حصلت جودي على 6 جوائز أكاديمية السينما البريطانية، و4 جوائز أكاديمية التلفزيون البريطانية، وجائزتي جولدن جلوب، وجائزتي نقابة ممثلة الشاشة، وجائزة توني، و7 جوائز لورانس أوليفييه عن مسيرتها المسرحية.

خلال مسيرتها، تم تكريم جودي دينش من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أكثر من مرة، كما تم تكريمها بوسام الإمبراطورية البريطانية، وحصلت على لقب ضابط في وسام الإمبراطورية البريطانية.

مرض جودي دينش

في عام 2012، تحدثت جودي دينش عن معاناتها مع مرض "الضمور البقعي" وهي حالة تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو عدم وجودها، وكشفت بأنها إحدى عينيها جافة والأخرى رطبة.

وفي عام 2025، كشفت جودي أنها لم تعد قادرة على حضور الفعاليات أو الخروج بمفردها؛ بسبب فقدان بصرها بشكل تدريجي، حيث أصبحت بحاجة إلى شخص لمرافقتها دائمًا.