غوتام أداني هو من أكبر رجال الأعمال في الهند وأحد أهم الأثرياء في العالم خلال الوقت الحالي مدفوعا بمسيرة مهنية طويلة بدأت في فترة مراهقته عندما ترك الدراسة وقرر تأسيس عمله التجاري الخاص بعيدا عن عمل عائلته في مجال المنسوجات ليصبح الآن من أباطرة الصناعة والتجارة في العالم، معتمدا على إمبراطورية اقتصادية تعمل في قطاعات الطاقة المتجددة والنقل والموانئ والطيران والفحم وغيرها.
وأصبح اسمه يتصدر قوائم أغنياء العالم، يصارع الكبار، في قصة نجاح أصبحت نموذجا، وأصبح من رواد الأعمال في العالم، فإليكم تفاصيل قصة نجاحه، وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية....
غوتام أداني، هو رجل أعمال هندي أسس مجموعة "أداني جروب"، عام 1988 وهي شركة متعددة الجنسيات مقرها في أحمد آباد بالهند، وهي اليوم لاعب رئيسي في تجارة وتعدين الفحم، واستكشاف النفط والغاز، والموانئ، والخدمات اللوجستية متعددة الوسائط، وتوليد الطاقة، وتصل ثروته نحو 65 مليار دولار وفقا لمؤشر "بلومبرج"، ويحتل في المركز الـ19 في قائمة أغنياء العالم.
يوصف غوتام أداني، بأنه مجازف تدور استراتيجيته التجارية بشكل كبير حول النفوذ المفرط والمحسوبية السياسية، وغالبًا ما يؤدي نجاحه الهائل كرجل أعمال من الجيل الأول إلى مقارنات مع موكيش أمباني، رجل الأعمال الهندي ومؤسس مجموعة "ريلاينس".
ولد غوتام أداني في 24 يونيو 1962، في أحمد آباد، بالهند، ولديه سبعة أشقاء، وكانت عائلته تعمل في مجال المنسوجات، كان طموحًا وقليل الاهتمام بالدراسة الأكاديمية، وترك المدرسة في سن المراهقة، والتحق في وقت لاحق بجامعة غوجارات لكنه لم يمكث لإكمال شهادته، حيث كان مهتمًا بالأعمال التجارية، ولم يكن ينوي الانضمام إلى وحدة النسيج الخاصة بوالده.
حياته المهنية
دفعته روح المبادرة إلى مغادرة أحمد آباد والانتقال إلى مومباي عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، وبدأ العمل في فرز الألماس، وأسس شركته الخاصة في وساطة الماس بعد عامين، كان أداء عمله جيدًا وأصبح مليونيراً عندما كان في العشرين من عمره، وبحلول هذا الوقت، كان شقيقه الأكبر قد اشترى حديثًا مصنع للبلاستيك في أحمد آباد وطلب من جوتام عداني مساعدته في إدارته.
عاد غوتام أداني إلى أحمد آباد وبدأ العمل مع شقيقه، وسرعان ما بدأ تجارة السلع من خلال استيراد البولي فينيل كلورايد، وهي مادة خام رئيسية لتصنيع البلاستيك وزار كوريا الجنوبية حيث أبرم صفقة لاستيراد تلك المادة، وفي عام 1988، أسس شركة "أداني إكسبورتس" المعروفة الآن باسم "أداني إنتربرايز"، وتعاملت الشركة في البداية في السلع الزراعية والطاقة وتوسعت في النهاية على مر السنين.
وعزز التحرير والإصلاحات الاقتصادية في الهند لعام 1991 أعمال "أداني" وزادت الإيرادات والأرباح لشركته، حيث سمحت بيئة الأعمال المواتية لعداني بتوسيع شركته بسرعة.
وفي عام 1993، دعت حكومة ولاية غوجارات الشركات الخاصة لتشغيل ميناء موندرا وفي عام 1995 فازت شركة عداني بالعقد، وهي اليوم أكبر مشغل خاص متعدد الموانئ في الهند، كما أنها أول منطقة اقتصادية خاصة متعددة المنتجات تعتمد على الموانئ في الهند.
وبعدها أسس غوتام عداني شركة "عداني باور"، وهي شركة فرعية لأعمال الطاقة تابعة لمجموعة "عداني جروب"، في عام 1996، وتعد الشركة أكبر منتج للطاقة الخاصة في الهند وأيضًا أكبر منتج للطاقة الشمسية في الهند، كما استحوذ على "أبوت بوينت بورت" في أستراليا، ومنجم كارمايكل للفحم في كوينزلاند.
وفاز "عداني" بأكبر عرض للطاقة الشمسية في العالم من قبل مؤسسة الطاقة الشمسية الهندية بقيمة 6 مليارات دولار في مايو 2020، كما ستتولى شركة "عداني جرين" مشروع محطة طاقة كهروضوئية بقدرة 8000 ميجاوات، وتعمل "أداني سولار" على إنشاء 2000 ميجاوات من الخلايا الشمسية الإضافية.
أعمال أداني الخيرية
تشارك "أداني جروب" في الكثير من الأعمال الخيرية، حيث تعمل في عدة ولايات بالإضافة إلى ولاية غوجارات وتركز على الأنشطة المتعلقة بالتعليم، وفرص المعيشة المستدامة، وتوسيع البنية التحتية الريفية، وما إلى ذلك.
وتدير زوجة "أداني" مدرسة في أحمد آباد لا تقبل إلا الأطفال الذين يحصل آباؤهم على دخل سنوي منخفض، بجانب مساعدة الصيادين حيث تقدم المساعدة المالية إلى 500 من صيادي الأسماك في تالوكا الساحلية لشراء معدات الصيد، كما يتم توفير المرافق التعليمية لأطفال الصيادين.
وفي عام 2012، دخلت مؤسسة "أداني" في شراكة مع "إنديا سكيلز"، وهو مشروع مشترك في التدريب المهني، و"سيتي آند جيلدز"، وهي واحدة من الشركات الرائدة في تقديم التقييمات والمؤهلات المتعلقة بالعمل، وذلك لإنشاء مركز للتدريب على المهارات في ولاية غوجارات لتقديم دورات متعلقة بالمهارات في البيع بالتجزئة والضيافة والأمن والبناء والهندسة.
وحصلت مؤسسة "أداني"، ذراع المسؤولية الاجتماعية لمجموعة "أداني جروب"، على جائزة "جرين تك" للمسؤولية المجتمعية السنوية الثالثة في عام 2014، ويخصص "أداني" 3% من دخله للأنشطة الخيرية.
نمو ثروة "أداني"
تبلغ ثروة غوتام أداني الصافية نحو 65 مليار دولار في الوقت الحالي وفقا لمؤشر بلومبرج فبراير 2023، وينشط الرجل في مجال البنية التحتية، حيث استحوذت شركة "عداني" على حصة 74% في مطار مومباي الدولي، ثاني أكثر المطارات ازدحاما في الهند، كما باع 20% في شركته المدرجة للطاقة المتجددة، لشركة الطاقة الفرنسية العملاقة "توتال" مقابل 2.5 مليار دولار.
منذ بداية عام 2022 جاء غوتام أداني في قائمة المليارديرات الأكثر ربحاً في العالم خلال 12 يوماً من العام الجاري بمكسب وصل إلى 7.3 مليار دولار ليصل إجمالي ثروته إلى 87.8 مليار دولار، ليحل في المرتبة 11 على مستوى أثرياء العالم وفي المركز الثاني على مستوى القارة الآسيوية بعد الملياردير الهندي موكيش أمباني، وفقاً لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، متفوقا على جاك ما مؤسس علي بابا.
وفي العام الجاري 2023 تراجع ترتيب Gautam Adani بين أثرياء العالم للمرتبة 19، بثروة تقدر بـ 65 مليار دولار.
اختطاف "أداني"
اختُطف غوتام أداني عام 1998 واحتُجز كرهينة مقابل فدية، فيما بعد، أطلق سراحه عندما دُفعت الأموال للرهائن، وخلال هجمات مومباي عام 2008، كان في فندق تاج، وتم إنقاذه بأمان.