تعتبر سمو الشيخة جواهر القاسمي، حرم صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، من أبرز الشخصيات الرائدة في إمارة الشارقة وفي الإمارات، فقد عرفت بحبها للعمل الخيري والاجتماعي، فضلًا عن دورها المستمر في تعزيز دور المرأة في المجتمع، ودعم قضايا الأطفال والشباب، واستطاعت بفضل جهودها أن تضع بصمة مميزة في مجال التنمية المجتمعية من خلال العديد من المبادرات الرائدة التي تعكس رؤيتها الإنسانية، تعرف أكثر على إنجازاتها وحياتها.
من هي جواهر القاسمي؟
سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي، هي قرينة حاكم إمارة الشارقة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وهي من أبرز الشخصيات القيادية في إمارة الشارقة والإمارات.
اهتمت سمو الشيخة جواهر، المعروفة بلقب "القلب الكبير" بأعمالها الإنسانية والاجتماعية، وقد بدأت مسيرتها في العمل الاجتماعي منذ سنوات طويلة، وأولت اهتمامًا خاصًا لدعم قضايا الأسرة والمرأة والطفل في المجتمع الإماراتي.
تعتبر سموها شخصية قيادة مبدعة، فقد أسست العديد من المؤسسات المجتمعية والمنظمات الخيرية والمبادرات الإنسانية، ومنها مؤسسة "القلب الكبير" التي تقدم الدعم للاجئين والمحتاجين حول العالم.
تولت سمو الشيخة جواهر العديد من المناصب الفخرية والاجتماعية، منها منصب رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والتي تهتم بتطوير الأسرة الإماراتية، ودعم القضايا الاجتماعية، وقد شهدت الإمارة تحت قيادتها تطورًا ملحوظًا في مجال العمل الخيري والمجتمعي.
ولم تقتصر جهود سمو الشيخة جواهر في الإمارات فحسب، بل امتدت على مستوى العالم، وقد حازت سموها على العديد من الجوائز العالمية بفضل مساهماتها الإنسانية البارزة.
الشيخة جواهر القاسمي زوجة الشيخ سلطان
تزوجت سمو الشيخة جواهر القاسمي من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات وحاكم إمارة الشارقة منذ عام 1972.
وقد أنجبت سمو الشيخة جواهر له عددًا من الأبناء والبنات، وهم سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وهي قرينة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي. وسمو الشيخة نور بنت سلطان القاسمي، وسمو الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، وسمو الشيخ خالد بن سلطان القاسمي رحمه الله، الذي توفي عام 2019.
إنجازاتها المجتمعية
عُرفت سمو الشيخة جواهر القاسمي بسجلها الحافل في مجال العمل المجتمعي، حيث تتمتع سموها برؤية ثاقبة دفعتها لتأسيس العديد من مبادرات الخدمة المحلية، ومن ضمنها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وهو المجلس الذي أسس العديد من المؤسسات ومراكز الخدمة المجتمعية في الإمارات.
تحت قيادتها تم تأسيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ونادي سيدات الشارقة، ومراكز التنمية الأسرية ومراكز الشاب، فضلًا عن مراكز الأطفال والفتيات في الشارقة، حيث اهتمت سموها بشكل خاص بتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، والاهتمام بالطفل.
أنشأت سمو الشيخة جواهر أول نادٍ للفتيات والسيدات في دولة الإمارات العربية المتحدة في أوائل الثمانينات، وقد شغلت سموها رئاسة عدد من الهيئات والمنظمات التي كان لها دور أساسي في إنشائها، ومنها مجلس سيدات الأعمال في الشارقة، وجمعية المرشدات التابعة لوزارة التعليم.
ترأست سموها أيضًا جمعية أصدقاء مرضى السرطان، فضلًا عن عدد من المجالس الثقافية والدينية في الإمارة، منها مجلس أمناء جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون، وهيئة الأمناء بالمعهد الثقافي الإسلامي في سويسرا.
أنشطتها الخيرية والإنسانية
خلال مسيرتها، ساهمت سمو الشيخة جواهر القاسمي في تأسيس وإنشاء العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية حول العالم، وقد ساعدت سموها في إنقاذ حياة الآلاف من اللاجئين والنازحين وتحسين جودة حياتهم، ومنحهم فرصة للتعليم والعيش الكريم.
ومن ضمن مبادرات سموها مبادرة "سلام يا صغار"، والتي أطلقتها عام 2007 لمساعدة الأطفال الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم، وقد تمكنت تلك المبادرة من جمع ما يصل إلى 83 مليون درهم إماراتي، وتعاونت مع عدد من المنظمات الخيرية حول العالم لتقديم المساعدة للأطفال، مثل منظمة الأونروا، وأوكسفام وصندوق إنقاذ الطفولة وغيرها.
أنشأت سموها أيضًا مبادرة "بحبك يا لبنان" لتقديم الدعم للشعب اللبناني بعد حرب 2006، وقد جمعت المبادرة تبرعات قيمتها 23 مليون درهم إماراتي، وتم توزيع تلك التبرعات على الجمعيات الخيرية اللبنانية، منها مركز سرطان الأطفال.
ومن إسهامات سموها للشعب اللبناني تأسيس مبادرة "تَيِرجَع بحرك أزرق" بعد الحرب في لبنان، والتي تمكنت من جمع مليون درهم إماراتي من خلال حفل موسيقي خيري أحيته النجمة ماجدة الرومي، وهدف الحملة هو تنظيف شواطئ لبنان؛ بسبب التلوث الناتج عن الحرب.
ساهمت سمو الشيخة جواهر في دعم اللاجئين في بلدان أخرى، منها الصومال، حيث ساهمت في جمع أكثر من 3 ملايين درهم إماراتي لتقديم المعونات للاجئين في الصومال، وهي الأموال التي استخدمت لتوفير الرعاية الصحية للنازحين، وخاصة الأطفال والنساء.
وبفضل أعمالها الخيرية والإنسانية، تم اختيار سمو الشيخة جواهر القاسمي أبرز مناصر للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بداية من عام 2013، ولا تزال تشغل هذا المنصب. وبصفتها مناصرة، قامت سموها بتقديم المساعدة ورفع الوعي حول اللاجئين، كما ركزت على قضايا الأطفال.
مؤسسة "القلب الكبير"
في عام 2013، تأسست منظمة "القلب الكبير" بدعم وتوجيه من سمو الشيخة جواهر القاسمي، وتهدف المؤسسة لمضاعفة الجهود الإنسانية والخيرية لتقديم العون والمساعدة للاجئين والنازحين حول العالم.
تمكنت مؤسسة "القلب الكبير" حتى الآن من دعم ما يزيد عن 5 ملايين لاجئ في أكثر من 35 دولة من خلال مشروعات خيرية وخدمات في قطاعات مختلفة، مثل قطاع الرعاية الصحية والتعليم والطوارئ وغيرها من القطاعات الأساسية.
وسام "جواهر للعطاء"
أطلقت سمو الشيخة جواهر القاسمي وسام "جواهر للعطاء" عام 2016، وهي مبادرة من شأنها تكريم الشخصيات البارزة في الإمارات التي تركت بصمة واضحة في الارتقاء بالمجتمع والاهتمام بالقضايا الإنسانية حول العالم، وهذه المبادرة هي جزء من جهود سموها لتقديم الدعم والارتقاء بالعمل الإنساني.
وقد حصل على هذا الوسام العديد من الشخصيات البارزة في الإمارات، ومنهم سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وذلك تقديرًا لمسيرته الحافلة في العمل الخيري والتنموي.
وقد أطلقت سموها المزيد من الأوسمة الأخرى، منها وسامي "العطاء المستمر" و"الأداء المتميز"، والذي يمنحان للشخصيات رفيعة المستوى لها بصمة في تطوير العمل في المؤسسات المجتمعية في إمارة الشارقة.
جوائز وتكريمات
حصلت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على العديد من الجوائز والتكريمات بفضل جهودها الإنسانية والخيرية والمجتمعية، ودورها الرائد في تمكين المرأة والطفل، ومن ضمن تلك الجوائز التالي:
درع الشخصية الرائدة في العمل الاجتماعي الأهلي عام 2022 من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي.
درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الشارقة، بفضل إنجازاتها في المجالات الاجتماعية والإنسانية، وشهادة فخرية من الاتحاد الدولي للكاراتيه بالدرجة التاسعة؛ بفضل اهتمامها بكل ما يخدم رياضة المرأة في الشارقة.
حصلت سموها أيضًا على جائزة الشخصية التربوية الداعمة للتعليم عام 2019 من مجلس أمناء جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي، كما حصلت على جائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع، وجائزة البازلاء الذهبية من المركز الثقافي الألماني لقصص الأطفال، وجائزة سيدات أعمال الإمارات عام 2007، وجائزة السيدة العربية الأولى من مركز دراسات مشاركة المرأة العربية 2007.
في عام 2013، حصلت سمو الشيخة جواهر على جائزة شخصية العام العربية الداعمة لقضايا الشباب من قبل الشيخة فاطمة بنت مبارك، كما حصلت على وسام صاحبة السمو الملكي الأميرة بنيديكته الرئيسة الفخرية لمنظمة "أولاف بايدن باول".