-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
يعد الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث، فقد كان شاعرًا وفيلسوفًا وشخصية ثقافية ناجحة وبارزة تركت أثرًا وبصمة هامة في الأدب العربي، في السطور التالي تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي هو شاعر وفيلسوف ومفكر عراقي ولد عام 1863 في بغداد وهو من أعلام الشعر العربي الحديث ويعد من رواد التفكير العلمي في الوطن العربي.
نشأ الزهاوي في أسرة عريقة من بين أعرق الأسر العراقية في مدينة بغداد وقد تلقى تعليمه الابتدائي والثانوية في بغداد ثم انتقل إلى إسطنبول ودرس الحقوق هناك، وقد بدأ في نشر شعره في المجلات الأدبية خلال الجامعة ولفت أنظار المثقفين والنقاد في هذا الوقت بسبب أسلوبه الشعري المتميز.
تأثر الزهاوي بالعديد من شعراء العرب والأجانب، وقد تميز أسلوبه بالصور الشعرية وأفكاره الفلسفية، كما اهتم بقضايا اجتماعية وإنسانية وكان من دعاة النهضة العربية، وساهم في تطوير الشعر العربي.
ينتمي الشاعر جميل صدقي الزهاوي إلى عشيرة الزهاوي، وهي واحدة من أعرق العائلات في بغداد، وقد تلقى العلم على يد والده الذي كان مفتي بغداد ودرس العلوم الشرعية والإسلامية والأدب في المدرسة، وكان ينظم الشعر بالعربية والفارسية في بدايته.
والده محمد فيضي الزهاوي هو فقيه ولغويو عالم مسلم من أشهر علماء بغداد وهو من أسرة كردية وله العديد من المؤلفات في علم الكلام وعلم الفلك، وكان يجيد العربية والتركية والكردية وله الكثير من المريدين.
كان الزهاوي معتدًا بنفسه ونظم الكثير من القصائد عن نفسه، كما كان من أهم الداعمين لنظرية التطور وكان ينعت كل من يرفضها بالجهل والتخلف، وقد نسبت إليه الزندقة بسبب ذلك.
أشيعت عنه أنه كان ملحدًا أيضًا ولكنه نظم الكثير من الأشعار لوصف الذات الإلهية، كما نشر العديد من المقالات الفلسفية في مجلات عربية.
توفي الشاعر جميل صدقي الزهاوي في عام 1936 ودفن في مقبرة الخيزران في مدينة الأعظمية وكان قبره بالقرب من ابن أخيه العلامة العراقي أمجد الزهاوي الذي كان على خلافات معه خلال حياته ولم يخرج في جنازة أمجد عندما توفي.
قبل وفاته كان الزهاوي يكتب في مجلات الآستانة التركية العديد من المقالات الفلسفية واشتد عليه المرض حتى وفاته
شغل الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي العديد من المناصب طوال مسيرته، فقد تم تعيينه مدرسًا في في مدرسة السليمانية في مدينة بغداد عام 1885، وبعدها بعامين تم تعيينه عضوًا في مجلس المعارف.
من المناصب الأخرى التي شغلها عضوًا في محكمة استئناف بغداد، وقد سافر إلى إسطنبول عام 1908 وعمل هناك أستاذَا للفلسفة الإسلامية في دار الفنون في إسطنبول.
بعد فترة عاد إلى بغداد من جديد وتم تعيينه أستاذَا في مدرسة الحقوق وبعد تأسيس الحكومة العراقية تم تعيينه عضوًا في مجلس الأعيان.
نشر جميل صدقي الزهاوي العديد من الدواوين الشعرية، ومنها ديوان "الكلم المنظم" وهي أول دواوينه التي بها أشعاره التي نظمها حتى إعلان الدستور العثماني، ثاني دواوينه بعنوان "ديوان عد الدستور" وهي الدواوين التي كتبها الزهاوي بعد إعلان الدستور وحتى الاحتلال البريطاني للعراق.
ديوانه الثالث بعنوان "هواجس النفس" وهذا الديوان يحوي القصائد التي كتبها الزهاوي منذ الاحتلال البريطاني وحتى عام 1921.
أما ديوانه الرابع "بقايا الشفق". من مؤلفاته أيضًا "رباعيات الزهاوي" وتتضمن المثنيات التي كتبها في موضوعات مختلفة وعارض فيها شعراء مثل أبو العلاء وعمر الخيام. من دواوينه الأخرى ديوان "الشذرات"، وديوان "نزغات الشيطان".
تناول الزهاوي في قصائده العديد من الموضوعات منها العلم والأدب والحرية وحقوق المرأة، وقد كان يلقي الشعر في مجلسه في مقهى الشط، كما كان له مجلس آخر في قهوة رشيد حميد في بغداد.
من قصائد جميل صدقي الزهاوي الرائعة قصيدة "على الأعواد" ويقول فيها:
على كل عُودٍ صاحب وخليلُ وفي كل بيتٍ رنَّة وعوِيل
وفي كل جنبٍ مأْتم ومناحة وفي كل صوبٍ مُقصَد وقتيل
وفي كل عينٍ عَبرة مُهراقة وفي كل صدرٍ عِبرة وغليل
علاها وما غير الحمية سلم «شباب تَسامى للعُلى وكهول»
كأن وجوه القوم فوق جذوعهم نجومُ سماءٍ في الصباح أفول
كأن الجذوع القائمات منابر علت خطباء عودهنَّ تقول
من قصائده الأخرى قصيدة "لامية الزهاوي" التي يقول فيها:
يكفي لإظهار ما في النفس من دخلِ يوم من الحزن أو يوم من الجذلِ
ورُبَّ مخطوبةٍ عذراء قد جهلت ما قد تُقاسي غدًا من قسوة الرجل
سمراء في مُقلتيها السحر مُستتر والسحر إن كان حقًّا فهو في المقل
إذا نظرت إليها وهي ماشية إلى لداتٍ لها احمرَّت من الخجل
العقد أم جيدها لم أرد أيهما قد كان أكبر حرمانًا من العطل
تُزف في عنفوان من شبيبتها إلى فتًى لشعار النبل مُنتحل
احتفى جميل صدقي الزهاوي بالعلم وكان شغوفًا بالعلوم الطبيعية وكان يقرأ المجلات العلمية، ومن قصائده في العلم قصيدة "أيها العلم":
عش هكذا في علوٍّ أيها العَلَمُ فإننا بك — بعد الله — نعتصمُ
عش للعروبة عش للهاتفين لها عش للأُلى في العراق اليوم قد حكموا
عش للعراق لواء الحكم تكلؤُه عين العناية من شعب له ذمم
عش خافقًا في الأعالي للبقاء وثق بأن تؤيدك الأحزاب كلهم
جاءت تحييك هذا اليوم معلنة أفراحها بك فانظر هذه الأمم
كأَنما الناس في بغداد إذ هتفوا بحرٌ خضم به الأمواج تلتطم
كتب قصيدة أخرى بعنوان "الجهل والعلم" ويقول فيها:
ألا إنَّ ليل الجهل أسودُ دامسُ وإنَّ نهار العلم أبيضُ شامسُ
تشق حياة ما لها من مدرِّب وتشقى بلاد ليس فيها مدارس
ومن لم يُحِطْ عِلْمًا بما قد أحاطه عداه الهدى أو أقلقته الهواجس
تنام بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنها لها العلم إن لم يسهر السيف حارس
وللعلم أيام هي السعد كله وأما ليالي الجهل فهي مناحس
وليس كمثل العلم للمال حافظٌ وليس كمثل الجهل للمال طامس
كان هناك خلاف شعري بين الشاعر جميل صدقي الزهاوي والشاعر معروف الرصافي، وقد بدأ هذا الخلاف بعدما بدأ نجم الرصافي يسطع في الساحة العربية حيث خاف الزهاوي من تزحزح مركزه الشعري فبدأ في مهاجة الرصافي وكتب أشعارًا اتهمه فيها بالجهل بالعلوم العصرية.
وقد أظهر الزهاوي غيرته من الرصافي في بعض قصائده فنجد يقول بعد عودة الرصافي من المنفى:
لقد عاد معروف أخي بعد غيبة فأهلا برب الفضل والأدب الوفر
كلانا يريد الحق فيما يقوله وإني وإياه إلى غاية نجري
فخذ بيدي اللهم في كل دعوة وهذا أخي معروف اشدد به أزري
ولكن لم يستمر هذا الخلاف كثيرًا حيث تصالح الشاعران عام 1928 خلال جلسة صلح أقامها الوزير محمود صبحي الدفتري بحضور عدد من الشعراء والأدباء.