لاعب كرة تونسي لم يحقق شهرة كبيرة خلال مسيرته في الملاعب، وبعد الاعتزال عمل مدربا لفترة تمتد 21 عاما، وتنقل بين عدد كبير من الأندية في تونس وخارجها وعمل مدربا مساعدا في منتخب تونس، حتى جاءت له الفرصة في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.
وقاد المنتخب بعد إصابة المدير الفني بفيروس كورونا وحقق الفوز على نيجيريا، ولكن تونس ودعت البطولة في المباراة التالية ليقرر اتحاد الكرة تعيينه مديرا فنيا ليقود نسور قرطاج إلى مونديال قطر 2022، إنه المدرب جلال القادري.
نشأة جلال القادري
ولد جلال القادري في يوم 14 ديسمبر من عام 1971 في مدينة توزر التونسية، واحترف كرة القدم في نادي جريدة توزر ونادي الأمل الرياضي بجربة ميدون، وبعد اعتزاله بدأ مسيرته التدريبية من خلال تدريب فريق جمعية جربة في دوري الدرجة الثانية التونسي خلال موسم 2000-2001.
وطوال مسيرته التدريبة التي تصل نحو 21 عاما تولى القادري تدريب 12 فريقا في الدوري التونسى، وفي 2007 أصبح مدربا لمنتخب تونس تحت 20 عاما، وفي عام 2009 تولى تدريب نادي ترجي جرجيس، وفي العام التالي تولى تدريب نادي قوافل قفصة، وفي موسم 2010-2011 تولى تدريب نادي الاتحاد المنستيري.
وفي عام 2011 حصل على فرصة التدريب خارج تونس حيث تولى تدريب نادي ضمك السعودي، وفي موسم 2011-2012 تولى تدريب نادي الأنصار اللبناني، وفي الموسم التالي تولى تدريب نادي النهضة السعودي، وفي عام 2013 أصبح مساعدا في الجهاز الفني لمنتخب تونس بقيادة المدرب نبيل معلول، وفي عام 2014 تولى تدريب نادي النهضة السعودي مجددا، وبعدها تولى تدريب نادي الخليج السعودي لمدة 3 سنوات من 2014 وحتى 2017، وكانت هذه أطول فترة تدريبية للقادري حيث لعب خلالها 59 مباراة، وفاز الفريق في 19 مباراة، وتعادل في 17 مباراة، وخسر 23 مباراة.
وبعد انتهاء مهمته في نادي الخليج عاد إلى تونس لتدريب نادي شبيبة القيروان في موسم 2017-2018، ثم تولى تدريب نادي الإمارات في موسم 2018-2019، وبعدها قام بتدريب نادي الملعب التونسي في سبتمبر 2019، ورحل عن الفريق أغسطس 2020، وبعدها تولى تدريب أهلي طرابلس في ليبيا والعدالة السعودي، وفي يونيو 2021 قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم تعيين القادري ضمن الجهاز الفني لمنتخب تونس كمساعد ثاني للمدرب منذر الكبير، وأصبح المساعد الاول بعد استقالة المدرب عادل السليمي في ديسمبر من نفس العام.
تدريب تونس
حصل جلال القادري على فرصة إثبات قدراته التدريبية خلال مشوار منتخب تونس في كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت مطلع عام 2022، وخاصة في مباراة تونس ونيجيريا ضمن دور ثمن النهائي للبطولة حيث أصيب المدير الفني السابق منذر الكبير بفيروس كورونا وأصبح القادري الرجل الأول في الجهاز الفني للمنتخب خلال المباراة التي فازت بها تونس لتقصي نيجيريا من البطولة، ولكن مع عودة الكبير قليادة المنتخب التونسي خسر نسور قرطاج أمام منتخب بوركينا فاسو وودعوا البطولة الأفريقية.
وبعد عودة منتخب تونس من بطولة كأس أفريقيا، أعلن اتحاد كرة القدم التونسي إقالة المدير الفني منذر الكبير وتعيين جلال القادري مديرا فنيا لمنتخب تونس، وذلك قبل المباراة الحاسمة أمام منتخب مالي في تصفيات كأس العالم 2022.
وبالفعل قاد جلال القادري منتخب تونس للفوز على منتخب مالي والصعود لمونديال قطر 2022، لتلعب تونس في المونديال للمرة السادسة في تاريخها ليتحول القادري من مدرب طوارئ إلى نجم شعبي حقق آمال الجماهير في الصعود للمونديال.
وأصبح القادري ثالث مدرب تونسي يقود منتخب بلاده إلى كأس العالم بعد المدرب عبد المجيد الشتالي الذي قاد منتخب تونس إلى مونديال الأرجنتين في عام 1978، ونبيل معلول الذي قاد المنتخب إلى مونديال روسيا في عام 2018.
وقال القادري بعد مباراة الصعود إلى المونديال إن الجمهور التونسي الذي حضر المباراة كان وراء التأهل لكأس العالم، وهذه كانت مسؤولية كبية تجاه بلدنا، كما أشكر اللاعبين والجهاز الفني والإداري واتحاد الكرة على الدعم والمساندة حتى الصعود للمونديال.
وقال وديع الجريء، رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، إن الاتحاد قرر تحديد الثقة في جلال القادري، لقيادة منتخب تونس في كأس العالم بقطر، وزيادة راتبه الشهري من 4 آلاف دولار إلى 9 آلاف دولار.
وستلعب تونس في المجموعة الرابعة بمونديال قطر مع منتخبات فرنسا وأستراليا والدنمارك، وقال القادري بعد قرعة المونديال: "مهمتنا ليست سهلة حيث سنواجه فرنسا بطلة مونديال 2018 ومنتخب الدانمارك الذي صعد إلى نصف نهائي كأس أمم أوروبا الأخيرة، ولكننا نسعى لتقديم مباريات كبيرة أمامهم"، ووجه القادري رسالة للجماهير التونسية، وقال: "الجمهور هو الداعم الأول لنا، وننتظر مساندته في قطر".
وخلال شهر يونيو الماضي فاز منتخب تونس ببطولة كيرين الدولية، بعد الفوز بثلاثة أهداف نظيفة على منتخب اليابان، وقال القادري: "حققنا انتصارا مهما قل المونديال، ونجحنا في تقديم أداء جيد خلال 4 مباريات رغم أننا نلعب في نهاية الموسم، كما نستعد لاستكمال مشوار المنتخب من خلال لقاء منتخب ليبيا خلال شهر سبتمبر قبل الاستعداد لمونديال قطر".
وحول معايير اختيار اللاعبين لمنتخب تونس، قال القادرى: "نسعي لضم قائمة متوازنة تضم خبرات وشباب، ورغم أننا واجهنا صعوبات كبيرة في اختيار القائمة إلا أننا حافظنا على القوام الأساسي للمنتخب التونسي".
وأضاف القادري: "يوجد لاعبين أصحاب خبرات يجب ضمهم للمنتخب ولاعبين يمرون بفترة تألق ولكننا فضلنا عدم ضم اللاعبين الذين يبحثون عن أندية جديدة في الموسم المقبل للحفاظ على الجاهزية الكاملة للمنتخب".
وبسبب اختياراته لقائمة منتخب تونس تعرض القادري لانتقادات، ما دفع رابطة المدربين التونسيين لإصدار بيان تدفاع فيه عن القادري وتنتقد الهجوم عليه، وقالت إن الحملة التي يتعرض لها القادري تؤثر على أداء الجهاز الفني قبل الاستعداد لكأس العالم في قطر".
وأضافت الرابطة: "نحترم النقد البناء ونجدد دعمنا لمدرب المنتخب التونسي وندعو الجميع لمساندة المنتخب خلال المرحلة المقبلة".
