جاك نيكلسون.. عبقري الأداء الذي طار فوق عش الوقواق

ممثل أسطوري، يمتلك مسيرة فنية طويلة تصل لنحو 60 عاما، يمتلك ثروة كبيرة تقدر بـ400 مليون دولار أمريكي، كما أنه أحد أكثر الممثلين الحائزين على جائزة الأوسكار التي فاز بها 3 مرات من بين 12 ترشيحا، إنه جاك نيكلسون الذي فاز بجائزة جولدن جلوب 6 مرات، وقدم أدوارا متنوعة سواء كوميدية أو رومانسية أو شريرة أو معقدة نفسيا.

حياة جاك نيكلسون ونشأته

ولد جون جوزيف نيكلسون، المعروف بـ"جاك" يوم 22 أبريل في عام 1937، وبدأ مسيرته الفنية في هوليوود عام 1954، من خلال وظيفة سكرتير لدى استوديو إنتاج أفلام كرتون تابع لشركة "مترو جولدوين ماير" وكان عمره 17 عاما فقط.

 وبعدها بدأ تدريبات التمثيل وحصل على أدوار صغيرة في المسرح والتلفزيون، وشارك في أول أفلامه عام 1958، ونشأت صداقة بينه وبين المنتج روجر كورمان، الذي أنتج له عدداً كبيراً من الأفلام بعد ذلك.

وفي سنواته الأولى لم تنجح أفلامه بشكل كبير حتى جاء عام 1969، ليشارك في فيلم "السائق البسيط"، ليكون انطلاقته الحقيقية في هوليوود ويترشح للمرة الأولى لجائزة الأوسكار.

كما حقق الفيلم إيرادات قياسية في ذلك الوقت بلغت نحو 40 مليون دولار، وقال جاك عن هذا الفيلم: "كل الأفلام التي قدمتها قبل فيلم السائق البسيط، كانت محاولات ممثل مبتدئ يحاول شق طريقه في عالم السينما"، وبعدها شارك في فيلم "خمس قطع سهلة"، وترشح مجددا للأوسكار.

وبسبب أدائه للشخصيات المعقدة يصنف كأحد أفضل الممثلين في تاريخ هوليوود وقال عن شخصيته: "أنا لست أحد منهم، أفترض أن هناك قليلًا مني في كل جزء ألعبه، وكممثل لا يمكنك أن تُدخِل نفسك في الشخصية، وخاصة إذا كنت تحب التمثيل".

إنجازاته وجوائز الأوسكار التي حصل عليها

استمرت مسيرته الناجحة في هوليوود وقدم عددا من الأفلام المميزة في سنوات السبعينات، منها فيلم "علاقات جسدية" وترشح عنه لجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل، وفيلم "أخر التفاصيل"، وفاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي عن هذا الفيلم، وفي عام 1974، شارك في فيلم "الحي الصيني"، وترشح للأوسكار للمرة الرابعة.

بعد 4 ترشيحات، نجح جاك في الفوز بأول جائزة أوسكار في تاريخه عن فيلمه الأيقوني "أحدهم طار فوق عش الوقواق"، حيث حصل على جائزة أوسكار لأفضل ممثل، وحصل الفيلم علي 5 جوائز أوسكار، وتم تصنيفه ضمن أحد أهم الأفلام التي أنتجتها هوليوود في تاريخها.

واستمرت مسيرة العبقري جاك الناجحة وشارك في أفلام هامة منها فيلم الرعب الشهير "الإشعاع"، وفيلم "رجل البريد يقرع الباب مرتين"، وفيلم "الحدود"، وفي عام 1989 قام بأداء دور الجوكر في فيلم "باتمان"، وكان لديه شرط وهو الحصول على نسبة من عائدات الفيلم التي كانت عالية جدا بالإضافة إلى أجره عن الفيلم.

ولم يمنعه تقدمه في العمر من أداء الأدوار المميزة وفي عام 2002 شارك في فيلم «عن شميدت» وترشح لجائزة الأوسكار عن دوره في الفيلم.

 وفي أواخر عام 2006، قدم دور مميز في فيلم "المغادرون" مع مات ديمون وليوناردو دي كابريو وأخرج الفيلم مارتن سكورسيزي، وترشح عن دوره لجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل مساعد.

 ثم شارك في عدد آخر من الأفلام، ولكن انتشرت شائعات عن تقاعده بسبب إصابته بفقدان الذاكرة، ولكنه قال إنه لا يعتبر نفسه متقاعدًا، بل إنه أصبح الآن ذا دافع أقل للتواجد في الوسط الفني.

زوجة نيلسون وأولاده

تزوج جاك مرة واحدة، وكانت من ساندرا نايت، في عام 1962 واستمر الزواج حتى عام 1968، ولديه منها ابنة واحدة، وارتبط أيضا بالممثلة سوزان آنسباش، وله منها ابن، كما ارتبط بالممثلة أنجيليكا هيوستن من عام 1973 وحتى 1990، كما ارتبط بنساء أخريات.

أهم المحطات في مسيرته الفنية

مدعوما بمسيرة فنية طويلة ومميزة حصل جاك على عدد كبير من الجوائز، منها عضوية قاعة مشاهير كاليفورنيا، وجائزة إم تي في لأفضل شرير عن فيلم "المغادرون"، وجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل 6 مرات.

 وجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن فيلم "أفضل ما يمكن حصوله"، وأوسكار أفضل ممثل مساعد عن فيلم "شروط إظهار العاطفة" وأوسكار أفضل ممثل عن فيلم "أحدهم طار فوق عش الوقواق"، وجائزة إنجاز العمر لمعهد الفيلم الأمريكي.

 وجائزة البافتا أكثر من مرة سواء كأفضل ممثل في دور ثانوي أو أفضل ممثل في دور رئيسي، وحصل على نجمة على ممر الشهرة في هوليوود، بجانب عضوية قاعة شرف نيوجيرسي، وجائزة مركز كينيدي الثقافي.

جاك نيكلسون وفيلم أحدهم طار فوق عش الوقواق

يعتبر الفيلم الشهير "أحدهم طار فوق عش الوقواق"، أحد أهم الأفلام التي قدمها جاك في مسيرته كما أنه أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية حيث حصل على 5 جوائز أوسكار و6 جوائز جولدن جلوب و6 جوائز بافتا وجوائز أخرى.

 وعرض في عام 1975، وبلغت تكلفة إنتاجه 3 ملايين دولار وجمع إيرادات بلغت أكثر من 120 مليون دولار، والفيلم من إخراج ميلوش فورمان.

وترشح الفيلم الشهير لـ9 جوائز أوسكار، وحصل على جائزة أفضل فيلم، وأفضل ممثل دور رئيسي، وأفضل ممثلة دور رئيسي، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو مقتبس، واختار معهد الفيلم الأمريكي الفيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم أمريكي.

جاك نيكلسون وغزو العراق

جاك تميز بالشجاعة في التعبير عن رأيه وكان داعما للحريات، وله مواقف مميزة منها معارضته للغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وقد حكي الممثل أدريان برودي أن جاك طلب من المرشحين لجوائز الأوسكار في عام 2003 مقاطعة حفل توزيع الجوائز بسبب حرب العراق.

وقال برودي في حوار صحفي: "نيكلسون دعاني مع دانيال داي لويس ونيكولاس كيج ومايكل كاين لمنزله قبل حفل توزيع الجوائز في مارس 2003، وتحدث عن الحرب التي كانت قد بدأت منذ أيام في ذلك الوقت وطلب منا مقاطعتها"، ولكن حضر جميع الفائزين لحفل توزيع الجوائز.