جاسم الهويدي.. اللاعب الكويتي هداف كأس الخليج

من لاعب جودو محترف إلى هداف كأس العالم والخليج، إنها رحلة لاعب كرة القدم الكويتي المعتزل جاسم الهويدي الذي يعد من أبرز نجوم كرة القدم في الكويت والخليج، وصاحب المسيرة الكروية المميزة مع منتخب بلاده والأندية الكويتية والخليجية كذلك، في السطور التالية نسلط الضوء على مسيرته الكروية وإنجازاته.

من هو جاسم الهويدي؟

جاسم محمد إبراهيم الهويدي، هو لاعب كرة قدم كويتي معتزل، لعب كرأس حربة مع منتخب الكويت وعدة أندية خليجية، ولد في 25 أكتوبر عام 1972 في مدينة الكويت.

بدأ الهويدي مسيرته الرياضية كلاعب جودو، وحقق بطولات عدة في هذه الرياضة، إلا أنه انتقل فيما بعد إلى كرة القدم، وبدأ مسيرته الكروية في البداية مع نادي السالمية كحارس مرمى بسبب طوله الفارع، إلا أنه ترك حراسة المرمى، وأصبح في مركز الهجوم.

حقق الهويدي إنجازات مهمة خلال مسيرته الرياضية على مستوى المنتخب والأندية، فقد حقق عدة بطولات محلية منها كأس الأمير، وتألق مع منتخب الكويت في عدة بطولات منها كأس الخليج وكأس العالم، وأصبح هداف هاتين البطولتين. بعد الاعتزال، اتجه الهويدي إلى مجال التحليل الكروي.

بداية مسيرته الرياضية

نشأ جاسم الهويدي في مدينة الكويت، وبفضل بنيته الطويلة اتجه للعب العديد من الرياضات منذ طفولته، وقد بدأ بلعب رياضة الجودة في القادسية، ولعبها من سن الحادية عشرة عام 1983.

كان اختياره لرياضة الجودة صدفة، فقد كان مدرب منتخب الكويت للجودو إبراهيم عاشور صديق والده، وقد أصر على أن يمارس رياضة الجودو، وبالفعل بدأها وأحب هذه الرياضة لما فيها من فن وقوة.

تفوق الهويدي في هذه الرياضة، وكان بطلًا للكويت في وزنه، وخاض العديد من البطولات المحلية والدولية، وحصل على الحزام البني، إلا أنه كان مدركًا لخطورة هذه الرياضة، وتعرض لكسر في الساق في إحدى البطولات، وهو ما جعله يعيد التفكير في ممارسة هذه الرياضة، لذا قرر الانتقال للممارسة كرة القدم.

من الجودو إلى كرة القدم

توقف جاسم الهويدي عن ممارسة كرة القدم في نادي السالمية، وفي المقابل تحول إلى كرة القدم، وتمكن من ممارسة هذه الرياضة بفضل الكابتن مجدي سالم الذي أقنع والده للعب كرة القدم في نادي السالمية.

لعب الهويدي في البداية كحارس مرمى بسبب طوله، حيث يبلغ طوله 1.91 م، إلا أنه لم يحب هذا المركز؛ لأنه كان يحب إحراز الأهداف وليس تلقيها، لذا تركت حراسة المرمى، وتحول إلى اللعب، ولعب في مركز الهجوم، فيما لعب عبد الله المسعود في حراسة المرمى بدلًا منه.

كانت أول مباراة يشارك فيها مع السالمية أمام نادي الساحل، وأحرز هدفين في هذا اللقاء، وظل يلعب مع فريق الناشئين بداية من عام 1986، ثم تدرج حتى وصل إلى الفريق الأول.

مشواره الكروي مع الأندية

شارك جاسم الهويدي مع فريق السالمية في بطولة كأس الأمير موسم 1992- 1993، وقد لعب المباراة النهائية أمام اليرموك، وسجل ثلاثية أنهت المباراة بفوز السالمية بخمسة أهداف نظيفة، وقد حصل الهويدي على لقب هداف البطولة لذلك الموسم برصيد 5 أهداف.

ظل الهويدي يلعب مع السالمية حتى عام 1998، حيث انتقل إلى نادي شباب الإمارات في تجربة احتراف مميزة، وكان من أوائل اللاعبين الكويتيين الذين شاركوا في الدوري الإماراتي، ووصل مع النادي إلى نهائي كأس الشيخ زايد رحمه الله، والذي يعرف حاليًا باسم "كأس الاتحاد الإماراتي"، وخسر النادي أمام العين بهدف دون رد.

الانتقال إلى الهلال السعودي

في عام 1999، انتقل إلى نادي الهلال السعودي، وكانت صفقة مدوية أثارت الكثير من الجدل؛ وذلك لأن نادي النصر كان يرغب في التعاقد مع الهويدي، إلا أنه انتقل إلى الهلال بدلًا من النصر.

وعن سبب اختيار الهلال بدلًا من النصر، أوضح الهويدي أن نادي النصر أطال في المفاوضات عكس نادي الهلال الذي كان أكثر جدية في التعاقد مع اللاعب المتألق.

أراد رئيس نادي النصر فيصل بن عبد الرحمن التعاقد مع الهويدي، وسافر إلى دبي لإتمام الصفقة مع خالد اليوسف رئيس نادي السالمية، وعرض 800 ألف دولار سعودي، وفي المقابل، سافر الأمير بندر بن محمد، رئيس نادي الهلال، من باريس إلى الكويت، وعرض مبلغ مليون ريال سعودي للظفر بالهويدي، وانتهت الصفقة لصالح الهلال زعيم آسيا.

أمضى الهويدي فترة مميزة مع الهلال، حيث شارك في بطولة كأس المؤسس، وسجل هدفًا في المباراة النهائية في مرمى الأهلي، كما ساهم في فوز الهلال بالبطولة.

لم تستمر فترة الهويدي مع الهلال، فقد عاد سريعًا إلى السالمية في مايو 2000، وشارك في بطولة كأس الأمير للمرة الثانية موسم 2000- 2001، وسجل هدفًا في المباراة النهائية مام كاظمة، وانتهت المباراة لصالح السالمية.

الانتقال إلى الريان القطري

في أغسطس عام 2001، انتقل جاسم الهويدي إلى نادي الريان القطري، ولعب معه عدة أشهر، وكانت تجربته الاحترافية الثالثة، ثم عاد إلى السالمية في موسم 2002- 2003، وشارك في بطولة أس الأمير، وحصل على لقب هداف البطولة برصيد 7 أهداف، وأنهى مسيرته الكروية في هذا الموسم.

مشواره مع المنتخب

انضم جاسم الهويدي إلى المنتخب الكويتي عام 1992، وكانت أول بطولة يشارك فيها هي بطولة كأس الخليج، وسجل هدفًا وحيدًا في هذه البطولة في مرمى منتخب عمان.

كانت المشاركة الثانية له في بطولة كأس الخليج عام 1998، وسجل 9 أهداف في البطولة، 5 منهم فقط في شباك المنتخب القطري، وهدفين آخرين في شباك المنتخب العماني، وهدف تاسع في شباك المنتخب الإماراتي، وحصل على لقب هداف البطولة، وكان ثاني أعلى رقم يصل إليه لاعب في تاريخ البطولة بعد اللاعب العراقي حسين سعيد.

شارك في بطولة كأس الخليج للمرة الثالثة عام 2002، وشارك في عدة مباريات مهمة، وسجل 4 أهداف على منتخبات الإمارات وعمان والسعودية.

في عام 1998، حصل الهويدي على جائزة أفضل لاعب في آسيا، كما حصل على لقب هداف العالم، وتسلم الجائزة عام 1999، وحصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب عربي، وهو حاليَا ضمن أفضل 10 هدافين للمنتخبات العربية.

اعتزال كرة القدم

أقيمت مباراة اعتزال جاسم الهويدي في عام 2008 أمام منتخب إيران، وقد تبرع الهويدي بجزء من عائدات المباراة لدار رعاية أيتام. أما عن سبب اعتزاله هو خلافه مع نادي السالمية الذي كان يرفض العديد من عروض الاحتراف المقدمة إليه من الأندية الأخرى

مشواره بعد الاعتزال

بعد الاعتزال، اتجه جاسم الهويدي إلى التدريس في كلية التربية الأساسية في الهيئة العالم للتعليم التطبيقي والتدريب، كما أنه واصل دراسته، وحصل على درجة الدكتوراه من كلية التربية البدنية عام 2013.

أصبح الهويدي نائبًا للمدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة عام 2014، كما أنه اتجه إلى التحليل الرياضي، ويظهر في العديد من البرامج الرياضية.