-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
كان لعالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو فضل كبير في حماية الآثار المصرية من السرقة، والتهريب، وقد اشتهر بأبحاثه ودراسته المهمة في علم المصريات، وعُرف بأنه أحد رواد هذا المجال، تعرف أكثر على مسيرته وأهم إنجازاته في هذا المقال.
من هو جاستون ماسبيرو؟
هو عالم مصريات فرنسي ولد في 23 يونيو عام 1846 في باريس في فرنسا، وتوفي في 30 يونيو عام 1916، ويعد أشهر علماء المصريات، حيث اشتهر بعمله الكبير في دراسة ونشر آثار مصر القديمة.
عمل ماسبيرو في إدارة مصلحة الآثار المصرية، وكان له دور في تنظيم الحفريات الأثرية، وإدارتها، كما أشرف على اكتشاف العديد من المقابر الملكية في وادي الملوك بالأقصر، وساهم في تأسيس المتحف المصري في القاهرة، وساعد على تنظيم القطع الأثرية فيه، وعرضها.
نشر ماسبير العديد من الكتب والمقالات حول الحضارة المصرية القديمة، واكتشف في عهده مئات التماثيل المصرية التي تنتمي إلى عصور وأسر مختلفة.
نشأته وتعليمه
ولد العالم جاستون ماسبيرو في العاصمة الفرنسية باريس، وقد ولد لأم من أصول إيطالية. تلقى ماسبيرو تعليمهف ي مدرسة لويس لو جراند الداخلية اليسوعية، ثم أكمل دراسته في المدرسة العليا العادية.
اهتم ماسبيرو خلال دراسته بالتاريخ بشكل كبير، وقد أظهر اهتمامًا مكثفًا بالتاريخ المصري بالتحديد بعد زيارة المعارض المصرية في متحف اللوفر، عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا.
خلال دراسته الجامعية برع ماسبيرو في اللغة السنسكريتية، والهيروغليفية، وخلال سنته الأخيرة في المدرسة، تعرف على عالم المصريات الفرنسي أوغست مارييت، والذي كان يعمل مفوضًا للقسم المصري في المعرض العالمي.
اكتشف أوغست مهارة ماسبيرو في اللغة الهيروغليفية، لذا أعطاه نصين هيروغليفيين تم اكتشافهما حديثًا، ويصعب دراستهما بشكل كبير، وفي غضون أسبوعين فقط، تمكن ماسبيرو من تقديم ترجمات لهما، وكان هذا الأمر بمثابة إنجاز عظيم في تلك الأيام، وخاصة في فترة كان علم المصريات لا يزال علمًا جديدًا.
بعد نشر النصوص الهيروغليفية المترجمة، ذيع صيت ماسبيرو بشكل كبير، وهو ما أدى إلى تعزيز سمعته الأكاديمية كعالم مصريات ناجح.
زوجته وأطفاله
تزوج جاستون ماسبيرو من الصحفية هارييت ياب في عام 1871، وأنجب منها طفلين، إيزابيل ولدت عام 1873، وابنه جورج الذي أصبح عالما فرنسيا في الدراسات الصينية.
توفيت زوجته هارييت بعد أيام قليلة من ولادة ابنتها إيزابيل عن عمر 27 عامًا، فتزوج للمرة الثانية في عام 1880، عندما كان يبلغ من العمر 34 عامًا، من لويز بالويه ديستورنيليس دي كونستانت، وكانت تبلغ من العمر 22 عامًا.
زوجته الثانية هي شقيقة الدبلوماسي والسياسي الفرنسي بول ديستورنيليس دي كونستانت، وقد رزق منها بطفلين وهما هنري ماسبيرو، وأصبح عالم صينيات، وتوفي في السجن خلال الحرب العالمية الثانية في معسكر النازيين، وابنه الثاني من زوجته الثانية هو عالم البرديات الشهير جان ماسبيرو.
ماذا كان عمل جاستون ماسبيرو؟
بعد إنهاء دراسته عمل جاستون ماسبيرو لفترة قصيرة في مساعدة أحد السادة في بيرو، وكان يهدف من خلال هذا العمل محاولة أثبات وجود صلة آرية باللهجات التي يتحدث بها شعب الكيشوا في بيرو.
عاد ماسبيرو إلى فرنسا في عام 1868 للعمل كمدرس للغة المصرية والآثار في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا، وقد كانت هذه الوظيفة أكثر ربحية من الوظيفة السابقة.
توقف ماسبيرو عن العمل بعدها، حيث شارك في الحرب الفرنسية البروسية بين عام 1870 و1871، وقد حصل على الجنسية الفرنسية تقديرًا لخدماته، وفي عام 1873 قدم أطروحته الأولى في علم المصريات، وحصل على درجة الدكتوراه في فرنسا.
في العام التالي تم تعيين ماسبيرو في كلية فرنسا خلفًا لعالم الفرنسيات إيمانويل دي روجيه، وخلال هذه الفترة أصبح أشهر عالم مصريات في فرنسا.
رحلته إلى مصر واكتشافاته
في عام 1880 سافر جاستون ماسبيرو إلى مصري كرئيس لبعثة أثرية أرسلتها الحكومة الفرنسية، وقد ادعى أنه حصل على هذا المنصب هربًا من ألمانيا؛ لأنه كان يهوديًا.
عاد ماسبيرو إلى فرنسا لتنظيم شؤونه هناك، ثم سافر إلى مصر مرة أخرى في سبتمبر عام 1881، وهناك أدرك أنه اشتهر كونه عالماً لغوياً، أكثر من كونه عالم آثار، لذا قرر أن يقوم باكتشافات مهمة في سقارة، حيث وسع نطاق الاكتشافات هناك.
اهتم ماسبيرو بشكل خاص بالمقابر ذات النقوش الهيروغليفية الطويلة والكاملة، والتي رأى أنها يمكن أن تساعد في توضيح تطور اللغة المصرية، وقد نجح في تحقيق هذا الهدف ن خلال 5 مقابر من المملكة القديمة.
وجد ماسبيرو في هذه المقابر أكثر من 4 آلاف سطر من الهيروغليفية، وفي عام 1882 قاد أول أعمال التنقيب في قرية اللشت جنوب القاهرة، وأسفرت هذه العمليات عن اكتشاف هرم أمنمحات الأولى المتآكل، وتم العثور على مخبأ للمومياوات الملكية في هذا الهرم.
تولى ماسبيرو بنفسه أيضًا العمل في زاوية العريان، ودهشور، ومديوم، وبسبب أعماله داخل المقابر سقط في بئر قبر، وأصيب بسكتة دماغية بسيطة، ونوبة روماتيزم.
من إسهامات ماسبيرو أيضًا أنه وضع خططًا لإخلاء معبد الأقصر، وقد تطلب هذا الأمر تعويض أصحاب المنازل التي تم بناؤها أمام المعبد وداخله، لذا توصل إلى فكرة فرض ضريبة على الزوار، والتي أصبحت فيما بعد تذكرة دخول.
إلا أن هذه الفكرة لم تكن كافية، لذا قدم طلب التماس إلى السلطة الاستعمارية البريطانية من أجل الحصول على تمويل، لذا قرر الحصول على التمويل من خلال التبرعات الشخصية، وبالفعل جمّع أموالًا كافية لبدء إخلاء المعبد في عام 1884.
في عام 1883 تم انتخابه عضوًا في أكاديمية النقوش والآداب الجميلة، وفي عام 1886 استأنف أعمال عالم المصريات مارييت لكشف عن أبو الهول، حيث أمر بإزالة أكثر من 20 مترًا من الرمال للبحث عن المقابر تحتها.
كان ماسبيرو هو من قدم فكرة فرض رسوم دخول للمواقع الأثرية المصرية للسياح من أجل دفع تكاليف صيانتها. في عام 1886 عاد ماسبيرو إلى فرنسا، واستأنف عمله كأستاذ في كلية فرنسا ومدرسة الدراسات العليا.
حارب التصدير غير القانوني للآثار
من أهم إسهامات عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو أنه حمى الآثار المصرية من السرقة والنهب، فقد حاول بكل ما أوتي من قوة الحد من التصدير غير القانوني للآثار المصرية من قبل السياح، ووكلاء المتاحف الأوروبية والأمريكية الكبرى.
وقد ألقى القبض على الأخوين عبد الرسول من قرية قرنة، واللذين اشتهرا بسرقة المقابر، واعترفا تحت التعذيب بأنهما عثرا على مخبأ المومياوات الملكية في الدير البحري في يوليو عام 1881. وبعد الاعتراف نُقل المخبأ إلى القاهرة للحفاظ عليه آمنًا من اللصوص.
ورغم هذه المحاولات، إلا أنه لم يحاول وقف كل عمليات النهب والسرقة، بل سعى إلى التحكم في ما يتم إخراجه من البلاد، كما تمكن من كسب ثقة جامعي الآثار بشكل منتظم.
اكتشافاته في معبد الكرنك
في عام 1899 قرر جاستون ماسبيرو العودة إلى مصر بعدما أدى زلزال ضرب الكرنك إلى انهيار 11 عمودًا ودمّر القاعة الرئيسية، وقد سبق أن أجرى بعض الإصلاحات خلال فترة ولايته السابقة.
بعد الحادث عاد إلى مصر، وشكّل فريقًا من العمال تحت إشراف علماء مصريات فرنسيين، وأشرف على إعادة إعمار المعبد، وقد عارض بشدة آراء بعض العلماء الذين تمنوا ترك الآثار كما هي.
في عام 1903، وخلال الإصلاحات عثر فريقه على رصيف من المرمر في فناء الصرح السابع، وتحته عمود، وقد اكتشف كنز كبير تحته، حيث عثر على ما يقرب من 17 ألف تمثال، مع رسومات وصور لكل تمثال.
دوره في تأسيس المتحف المصري
أشرف جاستون ماسبيرو على عملية نقل المجموعات الأثرية من الجيزة إلى الموقع الجديد في قصر النيل عام 1902، وتحت إدارته، أحرز الكتالوج الضخم للمجموعات تقدماً ملحوظاً، حيث تم نشر 24 مجلداً بحلول عام 1909.
نتيجة لذلك، تم توسيع فريق العمل في المتحف، بما في ذلك هوارد كارتر الذي انضم عندما كان في السابعة عشرة من عمره. في عام 1907، أوصى ماسبيرو بإسناد إدارة رحلة جورج هربرت، إيرل كارنارفون الخامس، الأثرية إلى كارتر، وهي الرحلة التي كانت موجهة لاستكشاف وادي الملوك.
بالإضافة إلى ذلك، عندما قررت السلطات البريطانية رفع مستوى سد أسوان المنخفض بمقدار سبعة أمتار في عام 1904، نجح ماسبيرو في تأمين التمويل اللازم لحماية ودراسة العديد من المباني الدينية في النوبة السفلى، التي كانت مهددة بالغرق.
بجانب هذه الجهود، أنشأ ماسبيرو شبكة من المتاحف المحلية في أنحاء مصر، بما في ذلك منشأة جديدة أكبر في القاهرة، بهدف تعزيز مسؤولية المصريين في صيانة تراثهم وزيادة الوعي العام، وفي عام 1912، تمكن من تحقيق تقدم كبير بسن سلسلة من القوانين لمكافحة النهب، ما فشل فيه أسلافه.
الاستقالة من منصبه والعودة إلى فرنسا
في عام 1914 بدأ بصر جاستون ماسبيرو في التدهور بسبب ضغوط العمل، وساعات العمل الطويلة، لذا قرر الاستقالة من منصبه من أجل الاستمتاع بدراساته. عاد ماسبيرو إلى فرنسا، وانتخب أمينًا لأكاديمية النقوش والآداب، إلا أنه أصيب بنوبة قلبية لم يتعاف منها جيدًا.
وفي 30 يونيو عام 1916، وخلال تواجده في إحدى جلسات الأكاديمية توفي وهو على مقعده عن عمر 70 عامًا، وقد دفن في مقبرة مونبارناس في باريس.
بعد وفاته أطلق على مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري اسم "ماسبيرو" تخليدًا لجهوده الحثيثة للحفاظ على الآثار المصرية، كما تم تسمية محطة مترو على اسمه، فيما تم ذكر دوره المهم في فيلم "المومياء" من إخراج المخرج المصري شادي عبد السلام.
تاريخ المشرق جاستون ماسبيرو
ألف عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو كتاب "تاريخ المشرق" والذي يعتبر موسوعة معرفية تحدث فيها عن حضارات المشرق، وقد ركز على الحضارة الفرعونية، والحضارتين البابلية والآشورية التي قامات على نهري دجلة والفرات. تناول ماسبيرو في كتاب الحضارة الفينيقية في سوريا، وحضارة بلاد فارس.
وقد ركز ماسبيرو في كتابه على الدعائم التي قامت عليها تلك الحضارات، وقد تحدث عن الحيوانات والصناعة والنبات والأصول فيها، كما ركز على معتقدات هذه الحضارات وأديانها.
مؤلفات جاستون ماسبيرو
وبجانب هذا الكتاب، ألف ماسبيرو العديد من الكتب التاريخية المهمة، والكثير من هذه الكتب متاح بشكل إلكتروني على الإنترنت، ومنها كتاب "الفن في مصر"، و"فجر الحضارة: مصر والكلدانية"، و"علم الآثار المصري"، و"الحياة في مصر القديمة وآشور"، و"قصص شعبية من مصر القديمة"، و"صراع الأمم: مصر وسوريا وآشور"، و"تاريخ مصر والكلدانيين وسوريا وباب آشور"، وكتاب"دليل متحف القاهرة".
نشر ماسبيرو أيضًا العديد من المقالات التي نشرت في مجلات علمية، وقد قدم دراسات عن اكتشافاته العلمية، فقد كتب "نقوش أهرامات سقارة"، و"الأمهات الملكيات في الدير البحري".
أسس ماسبيرة مجلة علمية لنشر الدراسات التفصيلية المتعلقة بعلم المصريات، وعلم الآشوريات، وقد كانت المجلة الأولى من نوعها في فرنسا، وعمل ماسبيرو محررًا لها، كما كان مساهمًا في هذه المجلة لأكثر من 40 عامًا.
أسس ماسبيرو أيضًا مكتبة علم المصريات، وقد جمع فيها المقالات المختلفة لعلماء مصريات فرنسيين، ونشر السير الذاتية لهم، وفي عام 1888 نشر الطبعة الأولى من المعجم العربي الفرنسي القديم.
الأوسمة والجوائز
خلال مسيرته المهنية حصل جاستون ماسبيرو على العديد من الجوائز والأوسمة؛ نظرًا لجهوده العلمية الحثيثة، فقد حصل على وسام جوقة الشرف، كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أكسفورد.
حصل أيضًا على وسام القديس مايكل والقديس جورج في المملكة المتحدة عام 1909، كما كان عضوًا في العديد من الأكاديميات والكليات حول العالم، منها كلية كوينز في جامعة أكسفورد، والمعهد الأثري الأمريكي في بوسطن، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في ماساتشوستس.
كان ماسبيرو عضوًا في الجمعية الفلسفة الأمريكية، والجمعية الشرقية العلمية، وأكاديمية تورينو للعلوم، كما تم انتخابه عضوًا في أكاديمية النقوش والآداب الجميلة في فرنسا، وظل عضوًا فيها حتى وفاته عام 1916.