من عداء رفض الاتحاد الجزائري التكفل به ودعمه ماديًا إلى لاعب حقق المجد لبلده الجزائر وقدم لها ذهبية أولمبية في سباق 1500 متر للرجال، تمكن الرياضي توفيق مخلوفي من تخطي كل العراقيل والصعوبات أمام مشوار النجاح وسطر اسمه عاليًا ضمن أهم الرياضيين في الجزائر والعالم، تعرف أكثر على مسيرته الرياضية وأهم إنجازاته في هذا المقال.
من هو توفيق مخلوفي؟
هو عداء ورياضي جزائري ولد في 29 أبريل عام 1988 في ولاية سوق أهراس في الجزائر وهو عداء متخصص في سباقات المسابقات المتوسطة.
تمكن مخلوفي من الحصول على ذهبية سباق 1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن عام 2012، وبجانب هذا الإنجاز فقد حقق العديد من البطولات المهمة منها الميدالية الذهبية في بطولة أفريقيا 2012، ومثل الجزائر في بطولة العالم لألعاب القوى 3 مرات.
بداية رياضية متواضعة
كانت بداية توفيق مخلوفي في رياضة العدو بداية متواضعة، فقد كان يتدرب في نادي الحماية المدنية في ولاية سوق أهراس ولم يكن حينها معروفًا، فقد كانت يشارك في بطولات محلية عادية.
وفي عام 2008 اكتشفه مدرب البطل العالمي عمار بارهمية واللاعب الأولمبي السابق نور الدين مرسلي، وبعد رؤية سرعته وموهبته الرياضية وقوة بنيانه الجسدي تم ضمه إلى فريق عدائي المسافات نصف الطويلة في الجزائر.
ورغم ما يمتلكه من موهبة قوية إلا أن الاتحاد الجزائري لألعاب القوى رفض التكفل به، لذا واجه صعوبة كبيرة في المشاركة في المسابقات بسبب نقص الدعم المادي، وقد كان يواجه صعوبة في المشاركة في معسكرات الفريق التي تقام غالبًا في مدينة إيفران في المغرب.
كان مخلوفي يضطر أحيانًا للنوم في غرفة زميله كمال بولحفان في فندق المهدي، ورغم نقص الدعم المادي إلا أنه كان يتفوق على زملائه في الفريق منهم زرق العين وطارق بوكنزة.
بداية تألق نجم جزائري
شارك مخلوفي في عدة سباقات إلا أن البطولة التي تمثل بداية حقيقية له كانت مشاركته في ألعاب البحر المتوسط عام 2009 في مدينة بيسكارا الإيطالية، حيث حل في المركز الرابع في نهائي سباق 1500 متر، بينما فاز زميله بوكنزة بالمركز الأول.
ومنذ ذلك الوقت وطور مخلوفي من مستواه الرياضي، ومن إنجازات توفيق مخلوفي في هذه الفترة أنه في عام 2010 شارك في بطولة ألعاب القوى في موناكو وتمكن من تجاوز سباق 1500 متر في 3 دقائق و32.94 ثانية، ثم حصل على الميدالية البرونزية في سباق 800 متر في البطولة نفسها.
في العام التالي فاز مخلوفي بذهبية سباق 800 متر في دورة الألعاب الأفريقية العاشرة والتي تم تنظيمها في مدينة مابوتو في موزمبيق، وبعدها انضم إلى الفريق العربي تحت قيادة المدرب الصومالي جاما أدن، وضم الفريق اللاعب السوداني أبو بكر كاكي، والقطري حمزة درويش.
كانت مشاركته في الفريق أثر جيد على مستواه، فقد فاز بذهبية سباق 800 متر في بطولة أفريقيا وحسّن مستواه ليصبح زمنه الشخصي دقيقة و43.88 ثانية، وفي عام 2011 فاز بالميدالية البرونزية في سباق 1500 متر.
كما حسّن من رقمه الشخصي في سباق 1500 متر بثانيتين و14 جزءًا من الثانية في سباق موناكو وحصل على لمركز الخامس، ليصبح ثالث أفضل لعداء جزائري على مر العصور بعد العداء نور الدين مرسلي وعلي سعيدي سياف.
في عام 2012 تمكن من الفوز بذهبية بطولة أفريقيا لألعاب القوى في سباق 800 متر وحقق رقم شخصي جديد وهو دقيقة و43.88 ثانية.
أهم إنجازات توفيق مخلوفي
من أهم الإنجازات هي مشاركة توفيق مخلوفي أولمبياد لندن عام 2012، حيث تمكن من تحقيق معيار التأهل للأولمبياد الصيفية وتمكن من الوصول إلى نهائي 1500 متر وفاز فيه بالميدالية الذهبية بزمن قدره 3 دقائق و43.08 ثانية وتغلب على البطل الأولمبي آنذاك أسبيل كيبروب.
بهذا الفوز منح مخلوفي الذهبية الأولى للجزائر منذ أولمبياد سيدني 2000 في سباق 1500 للرجال، وقد حصل على مكافأة مالية قدرها 30 ألف يورو من وزارة الشباب والرياضة الجزائرية وسيارة فولكس فاجن فخمة وراتب شهري بقيمة 1400 يورو لمدة عامين.
في عام 2015 شارك في سباق ألعاب القوى الكلاسيكية الأوروبية 1000 متر وحقق رقمًا قياسيًا جديدًا للجزائر محققًا دقيقتين و13.08، وجاوز الرقم القياسي الذي سجله الرياضي نور الدين مرسلي عام 1993.
في عام 2016 شارك في الأولبياد الصيفية مرة أخرى في ريو دي جانيرو واحتل الرمكز الثاني في سباق 1500 متر ليفوز بفضية الألعاب الأولمبية وميداليته الأولمبية الثالثة.
تحديات وعقبات
واجه العداء الجزائري توفيق مخلوفي عدة إصابات منعته من المشاركة في العديد من السباقات الهامة، ففي عام 2013 وبعد فوزه بالميدالية الذهبية في الأولمبياد أصيب بمرض الكبد ونقل إلى المستشفى ولم يتمكن من المشاركة في بطولة العالم في موسكو.
في عام 2017 غاب لمدة عامين بسبب الإصابة ولم يتمكن من المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى 2017 في لندن. في عام 2020 كان من المقرر أن يشارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ولكنه حوصر في جنوب أفريقيا بسبب وباء كورونا ولم يتمكن من العودة إلى الجزائر حتى أواخر يوليو 2020.
بعد تأجيل البطولة بسبب كورونا أعلن عن مشاركته وفيها ولكنه انسحب من البطولة بسبب إصابة في الركبة.
راتب توفيق مخلوفي
عندما فاز توفيق مخولفي بذهبية أولمبياد 2012 حصل على مكافأة قدرها 30 ألف يورو وراتب 1400 يورو لمدة عامين. وعندما حصل على ميدالتين فضيتين في أولمبياد ريو دي جانيرو حصل على منحة قدرها 600 مليون سنتيم وراتب شهري يبلغ 10 ملايين و8 آلاف سنتيم لمدة عامين.
ووفقًا للمادة 16 من هذا القانون، يندرج مخلوفي ضمن "الفئة أ" من رياضيي المستوى العالي وفي "المستوى الثاني". وتنص المادة 21 على أن أي رياضي يحقق المركز الثاني أو الثالث، سواء فرديًا أو كجزء من فريق، في بطولات أو كأس العالم في اختصاص رياضي أولمبي، يستفيد من راتب شهري لمدة عامين يعادل ستة أضعاف الأجر الوطني الأدنى.
تكريم توفيق مخلوفي
حصل العداء توفيق مخلوفي على وسام الاستحقاق من قبل الحكومة الجزائرية عام 2019 تقديرًا لمسيرته الرياضية المميزة وتمثيله المشرف لبلده الجزائر في السباقات الدولية.
اتهامات بتعاطي المنشطات
في عام 2020 نشرت القناة التلفزيونية الفرنسية الثالثة تقريرًا في برنامج "ستاد 2" يتهم فيه توفيق مخلوفي بأنه تعاطى المنشطات وذلك بعد اكتشاف حقيبة له تحوي على حقن وأدوات تستخدم لحقن مكملات غذائية في المعهد الوطني للرياضية بالقرب من باريس حيث يتدرب فيه مخلوفي أحيانًا.
وقد نفى مخلوفي هذا الأمر تمامًا وأوضح أنه يملك جواز سفر بيولوجي منذ سنوات ويتم فحصه بانتظام مثل كل الأبطال وأكد أنه رياضي نظيف، وأوضح أن هذه الشائعات ما هي إلا محاولات لتوشيه سمعته. وأشار مخلوفي أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها مهاجمته بهذه الطريقة.