تعرّف على كيفية حدوث الترجمة الفورية للزعماء والبث المباشر

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 مارس 2022
تعرّف على كيفية حدوث الترجمة الفورية للزعماء والبث المباشر

رُبما تُعد الترجمة التي تتم باستخدام مُعدّات خاصة ليقوم المترجم بالترجمة في وقت واحد مع خطاب المتحدث هي واحدة من أصعب أنواع الترجمة؛ فلن يتوقف المتحدث ولو مؤقتًا حتى يكون لدى المترجم الوقت للترجمة. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على الترجمة الفورية للزعماء والبث المباشر كيف تتم.

ما هي الترجمة الفورية؟

الترجمة الفورية هي نوع الترجمة  الذي يقوم خلاله المترجم بالترجمة في وقت واحد مع خطاب المتحدث. السمة الأساسية للترجمة الفورية هي الإدراك المتزامن للكلام الشفوي وتوليد الترجمة. المُعدّات الخاصة بنظام الترجمة الفورية تكون إما ثابتة أو تعمل على أساس نقل الكلام لاسلكيًا، عادة ما تكون مقصورة ثابتة أو قابلة للطي. من مُعدّات الترجمة الفورية أيضاً مجموعة من سماعات الرأس أو أجهزة استقبال محمولة وفقًا لعدد المشاركين الذين يحتاجون إلى الترجمة.

تُستخدم الترجمة الفورية عادةً للتواصل مع المشاركين في الأحداث الكبيرة الذين يتحدثون بلغات مختلفة، عادةً ما تُنظم هذه الأحداث في قاعات المؤتمرات الكبيرة، وتكون هذه الأحداث مثل المؤتمرات والندوات والعروض التقديمية وما إلى ذلك.

 الترجمة الفورية للزعماء والبث المباشر كيف تتم

أثناء الترجمة، يكون المترجم الفوري في حجرة معزولة يرتدي سماعات عازلة للصوت بحيث لا يغرق صوته في صوت المتحدث. بمساعدة المعدات يتم توصيل الترجمة إلى المستمعين من خلال سماعات الرأس.

تتطلب الترجمة الفورية تدريبًا شاملاً وطويلًا للغاية، يعود ذلك إلى أن تنفيذ مهمة الترجمة الفورية بنجاح يحتاج إلى بذل قدرا عاليًا من الجهد الذهني، وبالتالي فإن إمكانية القيام بمهمة أو بعمل الترجمة الفورية قد لا يُناسب الجميع.

تمر الترجمة الفورية بعدّة مراحل، يأتي الإصغاء على رأس قائمة هذه المراحل، المترجم الفوري يجب أن يكون مستمعاً مهنياً ومنتبهاً، فيصغي بتركيز بالغ باحثاً عن الأفكار وتسلسلها ويكتشف من خلالها نوايا المتحدث ومقاصده. ثم تأتي المرحلة الثانية والتي تتمثل في التحليل إذ أن المترجم الفوري يحاول وبالسرعة التي تفرضها عليه الترجمة الفورية أن يُحلل الخطاب الذي أصغى إليه ويتمكن من فهمه جيداً حتى يتمكن من ترجمته بعد ذلك للغة المُستهدف الترجمة إليها.

بعد أن يجتاز المترجم الفوري المرحلة الأولى والثانية، ينتقل إلى مرحلة الترجمة الفورية وإعادة الصياغة. المترجم الفوري الناجح هو الذي يمتلك القدرة على تقديم تراكيب لغوية صحيحة وسليمة، ولا يتم ذلك إلا من خلال كثرة ممارسة الترجمة الفورية وقدرته على إعطاء المستمع لغة سليمة تركيبياً ودلالياً.

مهارة المترجم خلال هذه المراحل لإتمام مهمة الترجمة الفورية بشكل صحيح ودقيق، تكمن في قدرته على توزيع طاقاته بين ثلاثة اتجاهات أساسية وهي الإصغاء والتحليل ثم إعادة الصياغة بلغة أخرى. هذه المراحل تتم بالكامل خلال جزء من الدقيقة إن لم تكن أقل من ذلك. وهنا تكون للذاكرة القوية النشطة دوراً بالغ الأهمية.

الترجمة الفورية تتطلب جهداً فكرياً وعصبياً كبيراً ولا بد أن يكون المترجم الفوري في حالة استنفار قصوى ويكون تركيزه محصوراً على الخطاب.

يُعدّ التحضير أمراً لا يمكن الاستغناء عنه في الترجمة الفورية إذ من الصعوبة أن يقوم المترجم الفوري بمهمة الترجمة الفورية في مؤتمر على أي مستوى كان دون التحضير له. مثلاً يجب أن يكون المترجم الفوري مُلماً بجدول أعمال المؤتمر، ليطلع على عدد أيام المؤتمر أو عدد ساعاته وعدد ساعات العمل والجلسات التي ستعقد وعدد المشاركين في المؤتمر ليكون مهيئاً للعمل.

في حالة كان المؤتمر علمياً أو دورياً عليه أن يطّلع على جميع البحوث المقدمة إلى المؤتمر ليهيئ نفسه ويكون مستعداً للترجمة الفورية، كذلك من الضروري أن يطلع المترجم الفوري على المواضيع التي سوف يعالجها المؤتمر وفي هذه الحالة يكون تحضيره مبرمجاً وفق المواضيع التي سوف تطرح.

أنواع الترجمة الفورية

هناك عدّة أنواع من الترجمة الفورية، التي منها:

  • الترجمة الفورية عن طريق الأذن: خلال هذا النوع من الترجمة الفورية يحتاج المترجم إلى إدراك الكلام المستمر للمتحدث من خلال سماعات الرأس، ثم القيام بترجمتها في نفس اللحظة. هذا النوع من الترجمة الفورية هو النوع الأكثر شيوعًا والأكثر صعوبة.
  • الترجمة الفورية بالبصر: خلال هذا النوع من الترجمة يتلقى المترجم الفوري النص المكتوب لخطاب المتحدث مقدمًا ويقوم بالترجمة وفقًا لما قرأه، مع إجراء التعديلات اللازمة عند إلقاء المتحدث للخطاب. خلال هذا النوع، يحتاج المترجم إذا لزم الأمر، أن يجري التعديلات اللازمة إذا انحرف المتحدث عن النص الأصلي أثناء حديثه.

مهارات المترجم الفوري

هناك العديد من المهارات التي يجب أن تتوفر لدى المترجم الفوري، منها:

  • المهارة اللغوية: فيجب أن تتوفر لدى المترجم الفوري القدرة على فهم اللغة التي يُترجم منها وإليها، وتطبيق هذه المعرفة لتقديم الرسالة أو المضمون كاملاً وبأقصى قدر ممكن من الدقة في اللغة المستهدفة، بالإضافة إلى الإلمام الكامل بكافة المصطلحات التقنية في مجال تخصصه، أيضاً، يجب أن يكون المترجم الفوري قادراً على التعامل مع كافة الصيغ وما تعنيه في لغتها الأم بما في ذلك البذاءات، والقدرة على إيجاد المقابل لها في اللغة المستهدفة.
  • المهارات الخاصة بالترجمة الفورية: هناك مهارات خاصة مُتعلقة بالترجمة الفورية يحتاجها المترجم الفوري، منها: مهارات الاستماع النشطة والسعي لتحسينها من خلال التدريب الذاتي، مهارات الذاكرة الجيدة والنشطة، القدرة على تدوين الملاحظات أثناء مهمة الترجمة لضمان دقة المعلومات المقدمة دون أن ينشغل أو يفقد تركيزه، سرعة البديهة وأن يكون قادراً على التبديل العقلي واللفظي ما بين مضمون اللغة الأم إلى ما يقابله في اللغة المستهدفة.
  • مهارات التواصل الفعال مع الآخرين: بالإضافة إلى ما سبق، يحتاج المترجم الفوري إلى عدد من المهارات والصفات التي تتعلق بالتواصل الجيد والفعّال مع الآخرين، والتي تتضمن صوتًا واضحًا أثناء التحدث، والتمتع بمخارج أحرف صحيحة وواضحة عند النطق، القدرة على التفكير بسرعة، القدرة على الحفاظ على التركيز، الثقة في النفس، التحدث والترجمة الفورية في الأماكن العامة، إلى جانب القدرة على الحفاظ على نبرة صوت هادئة ورزينة وتجنب تلوين الصوت أو إبداء وقع الكلام الذي يترجمه على نفسه بنبرة الصوت، فيجب الحفاظ على نبرة صوت حيادية، القدرة على التعامل مع الإجهاد أثناء وبعد إتمام مهمة الترجمة الفورية، كما يجب أن يكون المترجم الفوري مهنياً متفانياً ودائم التطور والتدريب.
القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة