قصة نجاح الشابة ميلاني بيركنز التي أسست شركة كانفا للتصميم

قصة اليوم عن الشابة الأسترالية ميلاني بيركنز Melanie Perkins، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كانفا Canva، توفر هذه الشركة أداة سهلة الاستخدام ولا تحتاج أي خبرة من أجل إنشاء تصاميم جرافيك احترافية، تبلغ القيمة السوقية لهذه الشركة حالياً حوالي 26 مليار دولار أمريكي.

ربما تكون قد سمعت عن الشركة من قبل، أو ربما استخدمت أدواتها البسيطة لإنشاء تصاميم جميلة بسرعة، لكنك على الأغلب لا تعرف ميلاني، تبلغ هذه الشابة من العمر 35 سنة فقط، إنها الآن تدير الشركة الأكثر قيمة في العالم التي أسستها امرأة. وتملك صافي ثروة شخصية تبلغ 7.8 مليار دولار.

قصة النجاح بدأت في المدرسة الثانوية

بدأت مهارات وموهبة ميلاني في الظهور خلال المرحلة الثانوية عندما كانت لا تزال مراهقة، حيث قامت بإنشاء موقع ويب يسمى Fusion Books مع صديقها كليف أوبريخت Cliff Obrecht، الهدف من هذا الموقع هو مساعدة من لا يملكون خبرة في استخدام الفوتوشوب وغيرها من البرامج على تصميم الكتب المدرسية السنوية.

كان الموقع عبارة عن أداة تسمح لجميع الطلاب بتخصيص التصميم والتعاون فيما بينهم، وهي فكرة مبتكرة للغاية انتشرت في غضون سنوات قليلة إلى جميع المدارس في أستراليا.

تتحدث ميلاني عن  الأشهر الأولى من عملها على مشروع Fusion Books بالقول: "أصبحت غرفة جلوس أمي مكتبي، وصديقي أصبح شريكي التجاري، وابتكرنا أداةً تسمح للمدارس بإنشاء كتبهم السنوية بسهولة بالغة".

كانت تجربة Fusion Books هي التي فتحت الباب أمام إنشاء كانفا، وهي الشركة التي تعمل منذ عام 2012، وحققت نجاحاً كبيراً على الرغم من أنها لم تتأسس في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

يتيح لك موقع كانفا إنشاء تصميمات رائعة بسهولة دون الحاجة لأي معرفة أو خبرة مسبقة، يمكن الاختيار من بين ملايين التصاميم الجاهزة ثم التعديل عليها وتخصيصها عن طريق السحب والإفلات، كما يوفر إمكانية إنشاء تصاميم من الصفر. إنها أداة رائعة تساعد في إنشاء أي تصميم تريده، وهو يدعم عدداً كبيراً من اللغات من بينها اللغة العربية، كما يوفر تطبيقاً للهواتف المحمولة.

لأخذ فكرة عن النجاح الذي حققته شركة كانفا، عليك أن تعرف أنه في كل عام، يتم إنشاء حوالي 3 مليارات تصميم من قبل أشخاص في 190 دولة حول العالم.

فكرة صمدت بفضل العناد

من أجل جمع الأموال اللازمة لتأسيس كانفا، قامت ميلاني بطرق باب أكثر من 100 شركة ومستثمر. لكن العناد أتى ثماره، حيث تمكنت ميلاني في النهاية من العثور على الأشخاص المناسبين المستعدين للاستثمار في مشروعها، مثل وودي هارلسون وأوين ويلسون، الاثنان من مشاهير هوليوود، وشركة ميا تيا جلوبال MaiTai Global لصاحبها بيل تاي من سان فرانسيسكو، وهكذا، تمكنت ميلاني من جمع مبلغ التمويل الأولي لمشروع كانفا.

قصة ميلاني هي مثال رائع على قدرات المرأة وإمكانياتها، أهم عامل ساهم في نجاح كانفا هو عدم الاستسلام حتى بعد أن رفضت الفكرة أكثر من 100 مرة.

إن الحاجة إلى الأفكار والقوى العاملة النسائية هو اتجاه قوي بشكل متزايد في البلدان المتقدمة، وللأسف، لا تجد النساء في بلداننا العربية نفس الدعم للعمل والإبداع، إن المرأة في العالم العربي هي ثروة اقتصادية ضائعة، ويجب أن نفكر في كيفية الاستفادة منها.