يأتي تشونغ شانشان في المرتبة رقم 22 بمؤشر بلومبرج للمليارديرات في 2023، بثروة تقدر بنحو 63 مليار دولار، وذلك بعد القيام بطرح شركته العملاقة للمياه المعبأة خلال العام قبل الماضي، بالإضافة إلى شركة المعدات الطبية مستفيدا من طفرة اختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس "كورونا".
فرغم أنه نشأ في أسرة فقيرة واضطر للعمل منذ طفولته، إلا أنه استطاع النجاح في النهاية ليصبح أغنى رجل بالصين. مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
تميزت مسيرة تشونغ شانشان بصعوبات كبيرة حتى وصل إلى منصبه الحالي، حيث تعلم بصعوبة واكتسب خبرة في وسائل الإعلام والمبيعات وحتى الصناعات الزراعية.
ويحمل تشونغ شانشان حاليًا لقب أغنى رجل في الصين، وكان لفترة وجيزة أغنى شخصاً في آسيا، حيث خلع الهندي موكيش أمباني من موقعه، وفي حين يتوقع الكثيرون أن يأتي أغنى رجل في الصين من صناعة تكنولوجيا المعلومات، فقد جنى تشونغ ثروته من المياه المعبأة وشركات الأدوية.
وهناك شيء واحد يتقاسمه مع العديد من أصحاب المليارات في العالم وهو أن رحلته إلى القمة لم تكن دائمًا سلسة، وكان عليه أن يعتمد على مثابرته ومثابرته لتحقيق كل ما لديه حتى الآن.
ولد تشونغ في عام 1954 واضطر إلى ترك المدرسة الإعدادية خلال الثورة الثقافية 1966-1976 بسبب فقر عائلته، وانتهى به الأمر إلى القيام بأعمال البناء لمساعدة عائلته في تغطية نفقاتهم.
وفي عام 1977، خضع تشونغ شانشان لامتحان القبول بالجامعة، وبعد أن رسب في المرة الأولى، التحق بجامعة متخصصة في الإذاعة والتليفزيون حيث أكمل دراسته وعمل في نفس الوقت، ومنذ عام 1984، كان مراسلاً لصحيفة يومية حيث أجرى مقابلات مع أكثر من 500 رجل أعمال عصامي، وبدأت الكتابة عن ريادة الأعمال في بدء حلم تأسيس مشروعه الخاص.
وفي عام 1988، انتقل إلى جزيرة هاينان قبالة سواحل جنوب الصين لبدء عمل تجاري لزراعة عيش الغراب أولاً، ثم القريدس وأخيراً السلاحف، التي تؤكل أيضًا في الصين، فيما بين ذلك، عمل أيضًا كوكيل مبيعات لشركة Wahaha للمشروبات، قبل أن يؤسس شركته في عام 1996.
وفي عام 1999، توقف تشونغ شانشان عن إزالة المعادن الطبيعية من مياهه، وكانت هذه أخبارًا جديدة في الصين، البلد الذي يتم فيه تقطير معظم المياه المعبأة تقليديًا، على الرغم من أن العلم أثبت أن هذا ليس الخيار الأفضل للصحة، وبدلاً من ذلك، استغب "تشونغ" الأمر وبدأ يركز على التأكيد على فوائد المياه الطبيعية.
وفي عام 2007، نجح تشونغ في تأسيس فكرة أن "المياه القلوية الضعيفة" يمكن أن تحسن صحتك، وفي عام 2008، وصف منتجه "ربيع نونغفو Nongfu Spring" بأنه يساعد على ربط المستهلكين بالطبيعة من خلال مياههم.
ومع ذلك، على مدار السنوات القليلة التالية ، تعرض للعديد من الجدل حيث شككت وسائل الإعلام في جودة مياهه وسلطت الضوء على المكونات غير الصالحة الموجودة فيها.
وعلى الرغم من هذه النكسات، زادت حصة "ربيع نونغفو Nongfu Spring" في سوق المياه المعبأة بشكل مطرد، لتصل إلى 28.3% في عام 2018، مما يجعلها العلامة التجارية الأكثر شعبية، وسجلت الشركة إيرادات بلغت 3.5 مليار دولار أمريكي في عام 2019 وظهرت في أواخر عام 2020 في بورصة هونج كونج، حيث ارتفعت بنسبة 85% إلى 39.80 دولار هونج كونج من سعر الاكتتاب العام الأولي البالغ 21.50 هونج كونج.
وصفت وسائل الإعلام الصينية تشونغ شانشان بـ"الذئب المنفرد" بسبب ظهوره العام النادر ونفوره من المقابلات، حيث حقق أحد أسرع تراكم للثروة في التاريخ، وفقًا لبلومبرج.
وحتى وقت قريب، كان القليل من الناس قد سمعوا عن الملياردير الصيني ذائعة الصيت الذي جمع ثروة من طلب الصين الذي يبدو غير قابل للإخماد على المياه المعبأة ذات الغطاء الأحمر المنتشرة في كل مكان.
لكن تشونغ شانشان المنعزل أصبح أغنى رجل في آسيا بعد قوائم الأسهم العام الماضي لمياهه المعدنية Nongfu Spring وشركة الأدوية المنفصلة المملوكة له، التي استفادت من الطلب الهائل على مجموعات اختبار فيروس "كورونا".
ويرجع نجاح تشونغ وتراكم ثروته إلى شركتين يعملان في أنشطة مختلفة هما «بكين وانتاي للصيدلة البيولوجية" المتخصصة في صناعة اللقاحات وتم طرحها للاكتتاب العام في أبريل الماضي، وشركة" نونغفو سبرينج» للمياه المعبأة في الصين، التي قفزت أسهمها بنسبة 155% بعد شهور قليلة من طرح شركة وانتاي، لتصبح ضمن أكثر الأسهم شهرة وإقبالا في هونغ كونغ. كذلك ارتفعت أسهم وانتاي بأكثر من 2000% منذ الإدراج.
وساهمت الأزمة الاقتصادية للوباء العالمي كورونا في زيادة ثروات عدد من أثرياء العالم، الذين حققوا أكبر قفزة في ثرواتهم بفضل الجائحة، وخاصة مليارديرات التكنولوجيا والقطاع الطبي والتجارة الإلكترونية التي ازدهرت بشكل كبير مع الإغلاق الكامل الذي شهده العالم منذ الشهور الأولى من 2020.
تبلغ ثروة "تشونغ" وفقا لمؤشر بلومبرج في العام الجاري 2023 حوالي 63 مليار دولار وتراجع للمرتبة 22 في قائمة أغنياء العالم بعد أن كانت تقدر ثروته العام الماضي 2022، بـ77.5 مليار دولار، وكان يحتل المركز الـ14 على مستوى العالم.
وفي نهاية العام قبل الماضي 2021 أعلنت مجلة فوربس الأمريكية عن قائمة أغنى أغنياء العالم، واحتل تشونغ شانشان المرتبة 13 على مستوى العالم هذا العام، واعتبر هذا طفرة كبيرة في حياة الرجل الذي كان قبل عام واحد يحتل المرتبة 1063 فقط في عام 2020، ليرتفع صافي ثروته في خلال عام 2021 من 2 مليار دولار أمريكي إلى 68.9 مليار دولار أمريكي، وأصبح ثاني أغنى رجل في الصين.
واستغرق طرح شركة "ربيع نونغفو Nongfu Spring" للاكتتاب العام في البورصة 20 عامًا للتحول من المياه المعبأة العادية إلى معرفة كيفية جذب الذهب، وقدرت مبيعات شركة المياه المعبأة خلال العام الماضي بنحو 29.5 مليار دولار.
نجاحات تشونغ ساهمت في دخول انضمام 4 صينيين آخرين لقائمة المليارديرات، من عائلة "تشونغ" حيث تمتلك شقيقته الصغرى وثلاث من أشقاء زوجته 14% من أسهم نونجفو، كما ارتفعت ثروة مالكي الأسهم لملايين الدولارات.
