تشارلز كوشنر.. الأب المؤسس لإمبراطورية كوشنر العقارية

يعد رجل الأعمال تشارلز كوشنر واحد من الأسماء المهمة في عالم الأعمال الأمريكي، وخاصة بفضل نجاحه في مجال العقارات، وعلى الرغم من تأسيسه واحدة من أهم شركات العقارات في الولايات المتحدة، إلا أن مسيرته لم تخلوا من الأزمات، فقد شهدت مسيرته محطات مثيرة للجدل، في السطور التالية  تعرف على مسيرته المهنية وحياته.

من هو تشارلز كوشنر؟

هو رجل أعمال أمريكي ولد في 16 مايو عام 1954 في نيوجيرسي الولايات المتحدة الأمريكية، وهو المؤسس لشركات كوشنر التي تعد من أهم الشركات العقارية في نيوجيرسي والولايات المتحدية.

ولد تشارلز في عائلة مهتمة بالعقارات، فقد كان والده مستثمرًا في مجال العقارات، وقد واصل كوشنر مسيرته على خطى والده، حيث بنى سمعته كأحد أنجح رجال العقارات في نيوجيرسي بتأسيسه شركة كوشنر  عام 1985.

أصبحت شركات كوشنر، التي أسسها تشارلز كوشنر، واحدة من الشركات العقارية الضخمة التي حققت نجاحات سريعة، وبحلول أوائل الألفية، كانت الشركة قد أتمت صفقات بقيمة مليارات الدولارات.

إلا أن مسيرته لم تخل من الفضائح، ففي عام 2004، أدين كوشنر بارتكاب مخالفات مالية، منها التهرب الضريبي والتلاعب بالشهود، وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين في قضية أثارت اهتمامًا كبيرًا.

بعد خروجه من السجن، عاد تدريجيًا إلى عالم الأعمال، وارتبط اسمه بالسياسة بعدما أصبح ابنه جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض خلال حكم دونالد ترامب.

نشأته وتعليمه

ولد تشارلز كوشنر في عائلة يهودي من أصول بولندية، حيث نجا والديه من الهولوكوست، وانتقل والديه جوزيف إلى الولايات المتحدة من الاتحاد السوفيتي عام 1949، وبنى ثروته بنفسه، ونجح في مجال العقارات.

حصل تشارلز في البداية على اسم "شانان" وهو اسم خاله الذي قتل في معسكر اعتقال أثناء الهولوكست. لدى كوشنر شقيق أكبر اسمه موراي، وهو مطور عقاري مشهور، ولديه شقيقة اسمها إستر شولدر.

عندما هاجر والده إلى الولايات المتحدة، عمل في البداية كعامل بناء، وتطور في العمل حتى أصبح مستثمراً عقارياً ناجحاً. درس كوشنر في كلية الحقوق بجامعة هوفسترا، وتخرج فيها عام 1979.

تزوج كوشنر من سيريل شتاتماور، ورزق منها ب4 أبناء، ومنهم جاريد كوشنر، زوج إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أصبح مستشارًا لترامب في عام 2017.

مسيرته في مجال العقارات

بعد التخرج من الجامعة، انضم تشارلز كوشنر إلى والده في مجال العقارات، وتطور بشكل كبير، وفي عام 1985، قرر أن يؤسس شركة عقارية خاصة به، وهي شركة "كوشنر" التي استحوذت عام 1985 على  عدد كبير من العقارات في نيويورك، وفلوريدا، وبنسلفانيا، وامتلك محفظة عقارية مكونة من 4 آلاف شقة في نيوجيرسي فقط.

في عام 1999، حصل كوشنر على جائزة إرنست ويونغ لرائد الأعمال في نيوجيرسي، ونمت المحفظة العقارية للشركة إلى أكثر من 10 آلاف شقة سكنية، بجانب مملكات تجارية وصناعية وبنك مجتمعي وشركة بناء عقاري.

وبحلول الألفينات، أصبحت كوشنر من أكبر الشركات العقارية في نيوجيرسي، حيث امتلكت الشركة في ذلك الوقت محفظة عقارية تضم 25 ألف وحدة تقريبًا.

الإدانة الجنائية والسجن

بدأت أزمة تشارلز كوشنر مع القضاء في عام 2005، حيما بدأت السلطات الفيدرالية الأمريكية التحقيق في تبرعات مالية مشبوهة قدمها كوشنر لسياسيين محليين، بما في ذلك تبرعات بأسماء مزورة، كما جهت إليه تهم التهرب الضريبي بعد أن كشف التحقيقات أنه أخفى مبالغ ضخمة عن مصلحة الضرائب.

كان الجزء الأكثر إثارة في القضية لم يكن فقط الجرائم المالية، بل محاولة تشارلز كوشنر إسكات صهره ويليام شولدر، وهو محام كان متزوجًا من شقيقة جاريد كوشنر.

كان ويليام يتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ضد كوشنر، ما اعتبره تشارلز خيانة شخصية ومهنية، وللانتقام منه دبر له خطة صادمة، حيث استأجر عاهرة لإغراء صهره وتصويره في غرفة فندق بهدف ابتزازه وتدمير سمعته.

أرسل كوشنر التسجيل المصور إلى زوجة شولدر في خطوة وصفتها المحكمة بأنها فعل مروع وغير أخلاقي. في 2005، أدين تشارلز بالسجن لمدة عامين بعد أن أقر بالذنب في 18 تهمة، شملت التهرب الضريبي، والتلاعب بالشهود، وتقديم تبرعات غير قانونية.

قضى تشارلز 14 شهرًا في سجن فيدرالي، وأطلق سراحه واستكمل حكمه تحت المراقبة. بعد خروجه من السجن، عاد تشارلز مرة أخرى إلى عالم الأعمال، إلا أن تبعات الفضيحة بدأت تلاحقها، بعدما أصدر الرئيس ترامب في ديسمبر 2020 عفوًا رئاسيًا عنه ضمن سلسلة من قرارات العفو المثيرة للجدل.

بعد خروج تشارلز كوشنر إلى السجن، قرر قل أنشطته التجارية إلى مدينة نيويورك. في عام 2007، اشترى شركات كوشنر مبنى 666 في الجادة الخامسة في مانهاتن مقابل 1.8 مليار دولار.

كم تبلغ ثروة عائلة كوشنر؟

في عام 2024، قدرت فوربس ثورة  عائلة كوشنر مجتمعة بحوالي 7.1 مليار دولار، فيما ذلك شركات كوشنر، وحصصًا من 8 عقارات شخصية تبلغ قيمتها 100 مليون دولار على الأقل، بجانب شركات استثمارية مملوكة لأبنائه جاريد وجوش.

ووفقًا لفوربس، تبلغ القيمة السوقية لشركات كوشنر ما يقرب من 3 مليارات دولار. فيما كشفت المجلة أن تشارلز وزوجته سيريل يملكان نحو 20% من أسهم الشركة.

اختياره سفيرًا لفرنسا

ارتبط اسم تشارلز كوشنر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة، حيث عيّن جاريد كوشنر في منصب مستشار الرئاسة. وقد قدم تشارلز إلى ترامب دعمًا ماليًا من وراء الكواليس، فقد ورد أنه تبرع بمبلغ 100 ألف دولار لمجموعة مؤيدة لترامب عام 2015، ومليون دولار للجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب عام 2023.

في 1 ديسمبر 2024، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه اختار تشارلز كوشنر، والد صهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر، لمنصب سفير أمريكا في فرنسا.

وكتب ترامب عبر منصته "تورث سوشيال": "كوشنر الأب رجل رائد ورائع"، أوضح أنه سيتم إيفاده إلى باريس من أجل تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة وفرنسا.

على الرغم من قرار ترامب، إلا أن ترشيحه لمنصب السفير ما زال معلقًا أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ منذ 12 فبراير 2025.