بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية أصبح الأمير تشارلز الثالث ملكًا على بريطانيا، فقد تبوأ منصب الوريث الشرعي منذ عام 1952 وهو أكبر وأقدم وريث شرعي في تاريخ بريطانيا، وكان زاوجه من الليدي ديانا أكثر الأحداث إثارة للاهتمام في العالم، تعرف على حياته وحقائق عنه في السطور التالية.
حياة تشارلز الثالث ونشأته
تشارلز فيليب آرثر جورج هو ملك بريطانيا الجديد بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية وملك 14 مملكة أخرى من دول الكومنولث، ولد في 14 نوفمبر عام 1948 في قصر باكنغهام، وهو أول طفل لأمه والأمير فيليب دوق إدنبرة.
كان تشارلز الحفيد الأول للملك جورج السادس وقرينته الملكة إليزابيث، وكان الوريث الأقدم والأطول خدمة في التاريخ البريطاني منذ عام 1952، كما أنه أطول أمراء ويلز خدمة، وأكبر شخص سنًا على الإطلاق يتولى العرش البريطاني.
بعد أن أصبح وريثًا للعرش حصل تلقائيًا على ألقاب دور كورنوال، ودوف روثساي، وحضر تتويج والدته في وستمنستر آبي في 2 يونيو عام 1953.
تربى تشارلز على يد المربية كاثرين بيلز ما بين الخامسة والثامنة، وبدلًا من أن يكون له مدرس خاص ذهب إلى المدرسة مما يجعله أول وريث يتعلم بهذه الطريقة.
بدأ تشارلز دروسه في مدرسة هيل هاوس في غرب لندن، ولم يتلقَ معاملة خاصة في المدرسة، بعدها تلقى تعليمه في مدرسة Cheam ومدرسة Gordonstoun، ثم تعلم في حرم مدرسة Timbertop التابع لمدرسة Geelong Grammar في فيكتوريا أستراليا.
حصل تشارلز على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة كامبريدج، وهو أول وريث بريطاني يحصل على شهادة جامعية، ثم حصل على ماجستير الآداب في كامبريدج، وخدم في سلاح الجو الملكي، والبحرية الملكية من عام 1971 إلى عام 1976.
تعلم تشارلز الثالث قيادة طائرة مع سرب جامعة كامبريدج الجوي، وسافر إلى كلية كرانويل للقوات الجوية الملكية للتدريب كطيار نفاث، وخدم في مدمرة نورفولك، والفرقاطات إتش إم إس مينيرفا، وإتش إم إس جوبيتر.
تتويجه أميرًا لويلز
تم تتويج تشارلز الثالث أميرًا لوليز في 26 يوليو عام 1958، وعلى الرغم من ذلك لم يتم الاحتفال بتتويجه إلا في 1 يوليو عام 1969 حينما توجته والدته في حفل متلفز أقيم في قلعة كارنارفون.
ألقى تشارلز خطابه الأول كأمير ويلز في يونيو عام 1974، وقام بخطاب ثانٍ في عام 1975، وبدأ بتولي مهامه في عام 1976.
2008 وصفته صحيفة ديلي تلغراف بأنه أكثر أفراد العائلة المالكة اجتهادًا في العمل، حيث نفذ 560 مهمة رسمية في عام 2008، و488 مهمة في عام 2010، وأكثر من 600 مهمة في عام 2011.
وبصفته أمير ويلز تولى تشارلز عدة مهام رسمية نيابة عن الملكة، فقد كان مسؤولًا في مجال الاستثمار، كما حضر جنازات كبار الشخصيات، وكان يقوم بجولات منتظمة، ويحضر المناسبات الوطنية المهمة كذلك.
مثّل تشارلز الثالث الملكة في احتفالات الاستقلال في فيجي، وجزر البهاما، وبابوا غينيا الجديدة، وزيمبابوي، وبروناي، وأصبح أول فرد من العائلة المالكة يزور جمهورية أيرلندا بصفة رسمية في عام 1995.
بسبب خدمته في القوات المسلحة الكندية يُسمح له بزيارة هذه القوات في أثناء تواجده في كندا، والمشارك في المناسبات الاحتفالية لها، فمثلًا في عام 2001 وضع إكليلًا من الزهور في المقبرة الكندية للجندي المجهول، كما أصبح راعيًا لمتحف تراث الطائرات الحربية الكندية.
في عام 2010 مثّل الملكة في حفل افتتاح دورة ألعاب الكومنولث في دلهي، وبعد بلوغه 65 عامًا في عام 2013 تبرع بمعاشه التقاعدي الحكومي لجمعية خيرية.
قام تشارلز أيضًا بزيارات متكررة إلى المملكة العربية السعودية من أجل تعزيز صادرات الأسلحة، وشارك في رقصة السيف التقليدية مع أفراد العائلة المالكة السعودية في مهرجان الجنادرية بالرياض.
في يناير عام 2020 أصبح تشارلز أول راعٍ بريطاني للجنة الإنقاذ الدولية، وفي عام 2021 حضر الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة انتقال بربادوس إلى جمهورية برلمانية، والتي أطاحت بالملكة كرئيسة دولة بربادوس.
تمت دعوة الأمير تشارلز الثالث من قبل رئيس الوزراء ميا موتلي، وكانت هذه المرة الأولى التي يحضر فيها أحد أفراد العائلة المالكة انتقال مملكة إلى جمهورية.
في مايو عام 2022 حضر تشارلز الافتتاح الرسمي للبرلمان وألقى خطاب الملكة نيابة عن والدته كمستشار للدولة لأول مرة.
تشارلز الثالث ملك بريطانيا الجديد
أصبح الأمير تشارلز البالغ من العمر 73 عامًا تلقائيًا ملكًا لبريطانيا بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في قصر بالمورال باسكتلندا، فيما أصبحت زوجته كاميلا قرينة الملك، ليصبح أكبر وأقدم وريث شرعي في تاريخ بريطانيا.
ولم يكن العرش وحده هو ما ورثه تشارلز، وإنما أيضًا ثروة والدته الكبيرة التي سيحصل عليها، حيث تفيد معلومات نشرتها مجلة صنداي تايمز بأن ثروة الملكة الراحة بلغت 370 مليون جنيه إسترليني عام 2022 بزيادة قدرها 5 ملايين جنيه إسترليني عن العام السابق.
وبالإضافة إلى ذلك كانت الملكة تملك عدة ممتلكات عقارية، بما فيها قصر بالمورال، وقصر ساندرينجهام التي سيتم توريثها لتشارلز.
كذلك كانت المملكة تمتلك محفظة كبيرة من الأسهر تقدر قيمتها بنحو 100 مليون جنيه إسترليني، وكل هذه الأملاك ستضاف إلى ثروة تشارلز الشخصية التي تُقدر بنحو 100 مليون دولار بحسب موقع سيليبريتي نت وورث، بالإضافة إلى المجوهرات الملكية التي تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات جنيه إسترليني.
ومع اعتلائه العرش يرث الملك دوقية لانكستر المملوكة للعائلة الملكية منذ العصور الوسطى، ولكنه يفقد دوقية كورنوال التي ستذهب إلى الابن الأكبر للملك الأمير وليام.
في السادس من يونيو 2023 تم الاحتفال بمراسم تتويج الملك تشارلز للحكم بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية، وقد كلفت حفلة التتويج أكثر من 100 مليون جنيه استرليني وحضر المراسم رؤساء وملوك العالم.
حياته العاطفية وزواجه
شهدت الحياة العاطفية والاجتماعية للأمير تشارلز اهتمامًا كبيرًا حول العالم، ففي شبابه كان تشارلز مرتبطًا بالعديد من النساء، ومن بين صديقاته جورجيانا راسل ابنة السير جون راسل الذي كان السفير البريطانية في إسبانيا.
أيضًا كان على علاقة بالسيدة جين ويليسلي ابنة دوق ويلينغتون الثامن دافينا شيفيلد، والسيادة سارة سبنسر، وكاميلا شاند التي أصبحت زوجته الثانية فيما بعد.
في أوائل عام 1974 كان تشارلز مهتمًا بأماندا كناتشبول حفيدة مونتباتن، وتحدث مع والدتها السيدة برابورن عن اهتمامه بابنتها، ولكن بعد اغتيال مونتباتن على يد الجيش الجمهوري الأيرلندي ترددت أماندا في الانضمام إلى العائلة المالكة.
زواجه من الليدي ديانا
التقى تشارلز بالسيدة ديانا سبنسر لأول مرة في عام 1977 أثناء زيارته لمنزلها، حيث كان رفيق أختها الكبرى سارة، ولكنه لم يفكر فيها بشكل عاطفي حتى عام 1980 حيث جمعتهما حفلة شواء في منزل صديق مشترك وأصبح يهتم بها بعد ذلك.
بدأت الصحافة تهتم بعلاقة ديانا وتشارلز أكثر، وحينها نصحه والده باتخاذ قرار الزواج منها قريبًا، حيث أدرك أنها عروس ملكية مناسبة، وفسر تشارلز هذه النصيحة على أنها تحذير للمضي قدمًا في الزواج من دون تأخير.
تقدم تشارلز للزواج من ديانا في فبراير عام 1981 وتزوجا في كاتدرائية القديس بولس في 29 يوليو من العام نفسه، وجلب حفل الزفاف اهتمامًا عالميًا، حيث تم عرضه على الهواء مباشرة.
عاش الزوجان في قصر كينسينغتون وهايغروف هاوس، ورزقا بطفلين، الأمير ويليام الذي ولد عام 1982، والأمير هنري الذي ولد عام 1984، وكان تشارلز أول أب ملكي يحضر ولادة أطفاله.
في غضون 5 سنوات كانت علاقتهما مدمرة، بسبب عدم توافق الزوجين وفرق السن بينهما البالغ 13 عامًا، بالإضافة إلى بدأ تشارلز علاقته مع صديقته السابقة كاميلا باركر بولز، واعترفت ديانا أيضًا بأنها كانت مغرمة بشخص يعمل في الحرس الملكي.
بدأت ديانا علاقة مع الرائد جيمس هيويت مدرب ركوب الخيل السابق للعائلة، وكشفت ديانا عن علاقة زوجها بكاميلا في كتاب من تأليف أندرو مورتون، كما ظهرت شرائط صوتية لتشارلز وهو يغازل حبيبته.
في عام 1994 أكد تشارلز علاقته خارج نطاق الزواج مع كاميلا، وتبع ذلك اعتراف ديانا بالمشاكل الزوجية بينهما في أحد اللقاءات الصحفية مع جريدة بي بي سي بانوراما.
انفصل تشارلز وديانا في 28 أغسطس عام 1996 بعد أن نصحتهما الملكة بإنهاء الزواج، وبعدها قُتلت الأميرة ديانا في حادث سيارة في باريس في 31 أغسطس من العام التالي، وسافر تشارلز على باريس مع شقيقات ديانا لمرافقة جسدها على بريطانيا.
علاقته وزواجه بكاميلا روزماري شاند
تعرف الأمير تشارلز الثالث على كاميلا عندما كان يبلغ من العمر 22 عامًا، وهي تكبره بعامين، ويُقال أنهما تعرفا عن طريق صديقة مشتركة وهي لوسيا سانتا كروز ابنة السفير التشيلي.
بعد لقائهما الأول انجذب الاثنان لبعضهما البعض، ونمت علاقتهما سريعًا وتطورت إلى قصة حب، وكان بينهما عدد من القواسم المشتركة منها حب الخيول والصيد.
وعلى الرغم من حبه الشديد لكاميلا، ولكنه كان من غير الممكن أن يتزوج منها، وخصوصًا لمعرفته أن عائلته لن تبارك هذا الزواج، فقد كانت كاميلا متورطة بعلاقة غرامية متقطعة مع أندرو باركر بولز الضابط في الحرس الملكي منذ أن كانت في الـ17 من عمرها.
عُرف أندرو هذا بتعدد علاقاته مع النساء، حتى إنه كان على علاقة بالأميرة آن أخت تشارلز الصغرى. وبسبب صعوبة نجاح هذا الزواج انفصل الثنائي والتحق الأمير تشارلز بالخدمة البحرية في عام 1973.
في أثناء خدمته البحرية علم تشارلز بخطوبة كاميلا لأندرو باركر بولز، فحزن حزنًا شديدًا، ولم يتمكن من حضور حفل زفافها الذي حضرته جدة تشارلز، و الملكة إليزابيث الأم، وأخته الصغرى الأميرة آن.
أنجبت كاميلا ابنان من أندرو وهما توم ولورا، وبعد زواج تشارلز من الأميرة ديانا خاض عدة علاقات عاطفية مع عدة سيدات، ومنهن الليدي سارة سبنسر أخت الليدي ديانا.
عادت تشارلز لمحبوبة الأولى كاميلا في عام 1948 بعد ولادة ابنه الثاني من الليدي ديانا، ولم تكن كاميلا عشيقته فحسب، بل كانت أفضل صديقة له، ورفيقة روحه، والشخص الذي يلجأ إليها الأمير في كل مرة يرغب في التحدث فيها.
تزوج تشارلز الثالث من كاميلا باركر في 10 فبراير عام 2005، بعد أن منحتهما الملكة إليزابيث مباركتهما، أقام الزوجان حفلًا حضره 500 شخص، وألقت الملكة خطابًا مقتضبًا أبرز ما جاء فيه "ولدي مع المرأة التي يحبها، فلقد تغلبا على جميع العقبات، وأنا فخورة وأتمنى لهما التوفيق".
كان تشارلز هو العضو الوحيد في العائلة الملكية الذي أقام حفل زفاف مدنيًا، ولم يحضر والدا تشارلز مراسم الزواج المدني، وإنما حضرا قداس البركة ثم استقبلا العروسين في قلعة وندسور.
إصابته بالسرطان
في فبراير 2024 أعلن قصر باكنغهام عن إصابة ملك بريطانيا تشارلز الثالث بالسرطان، ولم يتم الكشف عن نوع السرطان.
وأصدر القصر الملكي بيانا بعد شهر من إجراء الملك عملية تصحيحية لتضخم البروستاتا، وجاء فيه: "خلال العملية الجراحية التي أجراها الملك مؤخراً لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، تم تشخيص حالة أخرى تستدعي القلق، وقد أظهرت الفحوصات التشخيصية وجود نوع من السرطان".