بيل درايتون.. رائد ريادة الأعمال الاجتماعية مؤسس منظمة أشوكا

يعد رجل الأعمال الأمريكي بيل درايتون واحد من أبرز الشخصيات الرائدة في مجال ريادة الاجتماعية، فهو مؤسس منظمة "أشوكا" لدعم المبتكرين حول العالم، واشتهر برؤيته العميقة لأهمية التغيير الاجتماعي المستدام، كما ساهم في تمكين القادة على حل المشكلات المجتمعية بأساليب مبتكرة، وفي هذه المقالة سنلقي الضوء أكثر على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.

من هو بيل درايتون؟

هو رجل أعمال اجتماعي أمريكية، ولد في عام 1943 في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، وهو المؤسس والرئيس العالمي لمؤسسة أشوكا لعمل المجتمعي، وهي مؤسسة مخصصة لدعم رواد الأعمال الاجتماعيين من حول العالم.

يعد درايتون من الأسماء البارزة في عالم ريادة الأعمال الاجتماعية، فبعد أن عمل كمستشار في وكالة حماية البيئة الأمريكية، أدرك أهمية دعم المبادرات الاجتماعية لحل المشكلات البيئية والمجتمعية.

وفي سبيل ذلك، أسس درايتون مؤسسة أشوكا في الثمانينات، وهي منظمة غير ربحية تقدم الدعم لرواد الأعمال الاجتماعيين، واستطاعت أن تقدم خدماتها إلى أكثر من 90 دولة، وقدمت الدعم لآلاف المبتكرين الاجتماعيين من حول العالم.

وإلى جانب عمل بيل درايتون في مؤسسة أشوكا، عمل كذلك كمستشار في العديد من المؤسسات الدولية، وقد حصل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرا إسهاماته في دور نشر ثقافة ريادة الأعمال الاجتماعية حول العالم.

نشأته وتعليمه

ولد رجل الأعمال بيل درايتون في أسرة مدركة لأهمية تحقيق العدالة وتطوير المجتمع، فأسلافه لديهم تاريخ طويل من مناهضة العبودية، كما كانوا من أوائل من دعوا إلى تحرير المرأة ومنحها حقوقها في الولايات المتحدة.

ولد درايتون لأم أسترالية هاجرت إلى الولايات المتحدة، ووالد أمريكي أصبح مستكشفا فيما بعد، وقد درس درايتون في أكاديمية فيليبس، وخلال سنوات دراسته المبكرة، نمى لديه حسه المجتمعي، فقد أسس منظمة طلابية اسمها "آسيا" والتي كانت المنظمة الأكثر شعبية في المدرسة.

بعد إنهاء دراسته الثانوية، التحق درايتون بجامعة هارفارد، وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1965، وواصل خلال دراسته في الجامعة جهوده المجتمعية، فقد أسس طاولة أشوكا، واستقدم رواد الأعمال وقادة بارزين من الحكومة إلى الجامعة لإجراء حوارات ومناقشات مع الطلاب.

بعد التخرج من هارفارد، واصل درايتون دراسته، حيث التحق بكلية باليول بجامعة أكسفورد، وحصل على درجة الماجستير في الآداب عام 1967. التحق فيما بعد بكلية الحقوق بجامعة ييل، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون عام 1970.

وخلال دراسته في كلية الحقوق، أسس منظمة "خدمات ييل التشريعية" والتي انضم فيها حوالي ثلث هيئة الطلاب في الكلية.

بداية مسيرته المهنية

بعد تخرجه من الجامعة، بدأ بيل درايتون مسيرته المهنية بالعمل كمدير واستشاري مالي وإداري في شركة ماكينزي وشركاه، وعلى مدار 10 سنوات من عمله في الشركة، أحدث تغييرات هيكلية كبيرة في سياسة الشركة.

وبجانب عمله في شركة ماكينزي، عمل درايتون كذلك في التدريس في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد، وكلية كينيدي للحكومة في جامعة هارفارد. عمل درايتون كذلك في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، حيث شغل منصب مساعد المدير في وكالة حماية البيئة، وهي الوكالة التي أطلقت العديد من الإصلاحات البيئة المهمة.

بجانب شغله منصب رئيس منظمة أشوكا، يشغل درايتون منصب الرئيس في 3 منظمات أخرى، وهي Youth Venture، وCommunity Greens، وGet America Working.

تأسيس منظمة أشوكا

خلال عمل رجل الأعمال بيل درايتون في وكالة حماية البيئة، أدرك أهمية العمل المجتمعي، ودعم جهود رواد الأعمال الاجتماعيين، لذا في عام 1980، أسس مؤسسة أشوكا، وهي منظمة غير ربحية هدفها تقديم المساعدة لرواد الأعمال الاجتماعيين من حول العالم، وبدأ مشروع بفكرة مفادها أن القوة الأكثر تأثيرا في العالم هي الخير.

بدأت منظمة أشوكا أعمالها في عام 1981 من الهند، وفي البداية، بدأت في تحديد رواد الأعمال الاجتماعيين الذين يملكون أفكارًا مبتكرة لتغيير المجتمع على المدى البعيد.

في عام 1984، وبعدما أصبح زميلًا في مؤسسة ماك آرثر، قرر درايتون أن يستخدم الراتب الذي تلقاه من المؤسسة لتكريس نفسه لمنظمة أشوكا التي أسسها.

اختار درايتون اسم "أشوكا" لمنظمته من الإمبراطور الهندي "أشوكا" الذي يعد أحد أقدم رواد الأعمال الاجتماعيين، والذي سعى إلى نبذ العنف ونشر التسامح بعد توحيد الهند في القرن الثالث قبل الميلاد، وكلمة أشوكا هي كلمة من اللغة السنسكريتية، وتعني "غياب الحزن".

واصلت مؤسسة أشوكا بتوسيع أعمالها خارج الهند، ووصلت إلى دول أخرى، ومنها البرازيل، والمكسيك، ونيبال، وبنجلاديش في عام 1987، وخلال التسعينات، توسعت أعمالها في دولة آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الوسطى والشرقية.

في غضون عام 1988، أسست المنظمة "زمالة أشوكال" التي ضمت نحو 100 زميل في 4 دول، لتصبح أول جمعية مهنية في العالم لدعم رواد الأعمال الاجتماعيين في العالم.

واصلت مؤسسة أشوكا، تحت قيادة بيل درايتون، من التوسع وتقديم المزيد من الدعم لرواد الأعمال الاجتماعيين من حول العالم، وهي تعمل الآن في أكثر من 90 دولة، وبها نحو 3500 زميل في جميع أنحاء العالم.

جوائز وتكريمات

حصل رجل الأعمال بيل درايتون على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته تقديرًا لإسهاماته في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، فقد تم انتخابه لزمالة مؤسسة ماك آرثر، كما حصل على جائزة الخدمة العامة الوطنية من قبل الجمعية الأمريكية للإدارة العامة.

تم اختيار درايتون زميل في كلية الحقوق بجامعة ييل، كما أنه عضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، وقد حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ييل عام 2009.

في عام 2011، حصل درايتون على جائزة أمير أستورياس من إسبانيا عن فئة التعاون الدولي، وفي العام نفسه، حصل على جائزة القيادة دون دبليون غرادنر، كما حصل على جائزة رائد الأعمال الاجتماعي من منتدى ريادة الأعمال العالمي.

في عام 2012، حصل رجل الأعمال بيل درايتون على جائزة الرؤية من مركز ريادة الأعمال الاجتماعية تقديرًا لإسهاماته الرائدة في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية.