الطبيب بيتر مدور أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الطب بسبب اكتشافه التحميل المناعي المكتسب، ويعد من أنبغ العلماء في هذا المجال، لذا حصل على لقب "أبي زراعة الأعضاء" في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وإنجازاته.
من هو بيتر مدور؟
بيتر براين مدور هو طبيب بريطاني من أصل لبناني ماروني، ولد في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل في 28 فبراير عام 1915 ووالدته إنجليزية ووالده لبناني. في عام 1918 انتقلت العائلة إلى إنجلترا بعد الحرب العالمية الأولى، وهناك قضى طفولته.
درس مدور في مدرسة مارلبورو الداخلية، وهناك اكتشف شغفه بعلم الأحياء، ولهذا السبب درس علم الحيوان في كلية ماجدالين في أكسفورد، وأنهى دراسته الجامعية عام 1953 ليصبح بعدها باحثًا ومدرسًا مساعدًا في الكلية.
عمل مدور بعدها في كلية علم الأمراض في جامعة أكسفورد، وذلك تحت إشراف العالم الأسترالي هوارد فلوري البارز في مجال الأدوية والأمراض، وخلال عمله في الكلية زاد اهتمامه بالأبحاث البيولوجية.
اهتم مدور في دراساته على علم المناعة، فقد ركز على رفض الجسم للأنسجة أو الأعضاء الداخلية المزروعة فيه، وقد حصل على جائزة نوبل في الطب مناصفة مع العالم الأسترالي السير فرانك بورنت عام 1960 لاكتشافهما التحمل المناعي المكتسب.
مسيرته المهنية
عمل الطبيب بيتر مدور زميلًا في كلية ماجدالين عام 1938 بعد التخرج من الكلية، وظل يعمل في جامعة أكسفورد حتى عام 1947، في هذا العام انتقل للعمل كأستاذ جامعي في علم الحيوان في جامعة برمنجهام.
عمل مدور كذلك أستاذًا في علم الحيوان والتشريح المقارن في جامعة لندن في الفترة ما بين 1951 و1962، ثم شغل منصب مدير المعهد الوطني للأبحاث الطبية NIMR في ميل هيل، وفي هذا المعهد حقق إنجازات بارزة في أبحاث واكتشافاته العلمية.
عانى مدور خلال مسيرته المهنية من العديد من السكتات الدماغية، ورغم إصابته بالشلل الجزئي في جانبه الأيسر إلا أنه واصل أبحاثه ومؤلفاته بمساعدة زوجته وزملائه في المختبر.
اضطر مدور، بسبب حالته الصحية، من التنحي من منصب رئيس المعهد الوطني للأبحاث الطبية في عام 1971، ولكن تم تعيينه بعدها رئيسًا لقسم بيولوجيا زراعة الأعضاء في مركز الأبحاث السريرية في هارو، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1986.
أهم إنجازات بيتر مدور
اهتم الطبيب والعالم بيتر مدور بدراسة الأنسجة خلال دراسته في جامعة أكسفورد، حيث كانت أبحاثه تدور حول زراعة الأنسجة وتجديد الأعصاب وتغير شكل الكائنات الحية التي تحدث عندما تتطور.
خلال الحرب العالمية الثانية تزايد اهتما مدور بعلم المناعة، والتحمل المناعي وذلك بسبب أحد أبحاث في الطعوم الجلدية، حيث تحطمت إحدى الطائرات بالقرب من منزله في أكسفورد خلال معركة بريطانيا وطلب الجنود من مدور علاج حروق الطيار الشديدة باستخدام الطعوم الجلدية، ولكنها لم تنجح.
بسبب عدم قدرته على مساعدة الطيار المصاب بدأ مدور تركيزه في علاج ضحايا الحروق، وقد سافر إلى عدة بلدان لإجراء بحوثات حول هذا الموضوع، منها السفر إلى غلاسكو لدراسة معمقة مع الجراح توماس جيبسون.
مكنته دراساته في علاج الحروق بإعداد نظريات مختلفة في مجال مناعة زراعة الأعضاء، فقد اكتشف بيتر مدور أن الطعوم المأخوذة من متبرعين ترفض في غضون أسبوعين، بينما ترفض الطعوم المأخوذة من الشخص المريض بشكل أسرع، وقد اكتشف أنها من سمات الاستجابة المناعية.
إنجازات بيتر مدور في علم المناعة
بسبب بحوثه حول الحروق تمكن بيتر مدور من إعداد نظريات في مجال مناعة زراعة الأعضاء، والتي تعد من أهم إنجازاته. في عام 1947 انتق إلى برمنغهام وواصل دراسة مشكلات عدة منها التصبغ والطعوم الجلدية عند المواشي، واستخدام الطعوم الجلدية للتمييز بين التوائم المتطابقة وغير المتطابقة.
توصل بيتر مدور في النهاية إلى التحمل المكتسب للطعوم ينم إعدادها في المختبر، وقد واصل أبحاثه حول هذا المجال في لندن عام 1951 وظل يدرسها لعدة سنوات وخلالها أجرى أبحاثًا مختلفة حول مناعة زراعة الأعضاء.
واصل مدور دراساته على الحيوانات واكتشف أن الجهاز المناعي للجسم يمكنه أن يتعرف على نفسه خلال التطور الجنيني، ووفقا لهذه النظرية فإن الكائنات الفقارية يمكنها التمييز بين المواد التي تنتمي إليه جسدها والمواد الغريبة عنها.
كانت نظرية بيتر مدور وقتها مخالفة للنظرية التي تقول بأن الفقاريات ترث هذه القدرة عند الحمل، وقد توصل مدور إلى هذه النظرية من خلال أبحاث أجراها على الفئران والدجاج.
واكتشافه ذلك مكنه من القدرة على التغلب على العوائق المناعية خلال زراعة الأنسجة والأعضاء الغريبة وذلك من خلال التدخلات المناعية، وهو ما فتح مجالًا أمام الجهود العلمية.
واصل مدور أبحاث حول مناعة زراعة الأعضاء وتمكن من التوصل إلى الخصائص المثبطة للمناعة، كما وجه اهتمامه إلى أبحاث السرطان والتعزيز المناعي كوسيلة لوقف نمو الأورام السرطانية.
بيتر مدور وجائزة نوبل
بسبب اكتشافاته في مجال مناعة زراعة الأعضاء حصل بيتر مدور على جائزة نوبل في الطب عام 1960 بالمشاركة مع الدكتور الأسترالي فرانك مافارلين بورنيت، وأصبح أول عربي يحصل على جائزة نوبل.
وبجانب هذه الجائزة حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، فقد حصل على رتبة الإمبراطورية عام 1958 من الحكومة البريطانية، كما حصل على وسام طبقة الفرسان عام 1965، ووسام رفقاء الشرف عام 1972.
في عام 19559 حصل على الميدالية الملكية من الجمعية الملكية في لندن، وفي عام 1987 حصل على جائزة مايكل فاراداي بسبب جهوده العلمية المتميزة.
متى توفي بيتر مدور؟
عانى بيتر مدور لعدة سكتات دماغية طوال حياته، وقد أدت إحدى السكتات الدماغية التي تعرض لها إلى الشلل الجزئي في الجانب الأيسر من جسده وذلك عام 1969.
وفي آخر شهر سبتمبر عام 1987 تعرض بيتر إلى سكتة دماغية شديدة ظل بسببها في غيبوبة لمدة 8 أيام حتى توفي في 2 أكتوبر بمستشفى رويال فري في لندن عن عمر 72 عامًا.