يعد رجل الأعمال الأمريكي بوبي كوتيك من الأسماء البارزة في عالم صناعة الألعاب الإلكترونية، فقد اشتهر بقيادته شركة Activision Blizzard، وهي واحدة من أكبر شركات الألعاب في العالم، حيث نجح في تحويل الشركة إلى قوة هائلة في سوق الألعاب الإلكترونية، وهو ما جعله من الشخصيات المؤثرة في هذه الصناعة، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
من هو بوبي كوتيك؟
روبرت كوتيك، والشهير باسم بوبي كوتيك، هو رجل أعمال أمريكي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة Activision Blizzard، وشركة Activision في الفترة من 1991 إلى عام 2023، وهو واحد من أبرز الأسماء في عالم صناعة الألعاب الإلكترونية.
بدأ بوبي مسيرته في عالم ريادة الأعمال خلال دراسته الجامعية، حيث أبدى اهتمامًا بصناعة التكنولوجيا، وخلال الثمانينات، استثمر في شركة Activision، حيث كانت تمر بأزمة مالية، وسرعان ما تولى منصب الرئيس التنفيذي لها في بداية التسعينات.
تحت قيادته، عمل بوبي على إعادة هيكلة الشركة، وركز على تطوير ألعاب قوية وناجحة تجاريًا، ومن أبرز إنجازاته إطلاق سلسلة Call of Duty، التي أصبحت واحدة من أكثر سلاسل الألعاب مبيعًا في التاريخ.
استحوذ بوبي كذلك على شركات ألعاب كبرى، ومنها Blizzard Entertainment في عام 2008، مما أدى إلى تشكيل Activision Blizzard. واصل كوتيك تعزيز مكانة الشركة عالميا، وتبنى نموذج الألعاب كخدمة الذي يعتمد على التحديثات المستمرة والمحتوى الإضافي، ما ساعد في تحقيق أرباح ضخمة.
ورغم التحديات التي واجهها والتقاعد، لا يزال بوبي شخصية محورية في عالم الألعاب الإلكترونية، حيث نجح في بناء إمبراطورية ضخمة.
نشأته وحياته الشخصية
ولد بوبي كوتيك في نيويورك في عام 1963، وقد بدأ اهتمامه بالتجارة في سن مبكرة، حيث كان يملك بطاقة أعمال خاصة به وهو لا يزال يدرس في المدرسة الإعدادية، وفي المدرسة الثانوية كان يدير شركة تأجير نوادي مانهاتن الليلية.
درس بوبي تاريخ الفن في جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة، ولكنه ترك الجامعة من أجل الاهتمام بمشروعاته الاستثمارية.
تزوج كوتيك من نينا كوتيك، ولديه 3 بنات، وهن جريس وإميلي وأودري، وقد انفصل عن زوجته عام 2012. بعد الانفصال، بدأ علاقة مع سيدة الأعمال شيريل كارا ساندبرج من عام 2016 إلى 2019.
![بوبي كوتيك.. العقل المدبر وراء نجاح Activision Blizzard]()
بداية مسيرته المهنية
عُرف عن بوبي كوتيك عن شخصيته المغامرة وحبه للتجارة، فخلال سنوات مراهقته أسس مشروعات تجارية كانت بمثابة دروسه الأولى في عالم التجارة والاستثمار.
خلال دراسته في الجامعة عام 1983، قرر بوبي تأسيس شركة برمجيات مع صديقه هوارد ماركس اسمها Arktronics، وكان المقر الأول للشركة هو سكنهم الجامعي، ونجحا معًا في تطوير برنامج اسمه Jane مخصص لجهاز Apple II، وكان لا يزال حينها في السنة الثانية من الجامعة.
ليس هذا فحسب، امتلك بوبي قدرة على الإقناع والتفاوض، حيث تمكن من الحصول على استثمار لشركته الناشئة بمبلغ 300 ألف دولار من رجل الأعمال ستيف وين، وبعدها التقى بستيف جوبز، والذي أقنعه بترك الدراسة والتركيز على شركته الناشئة.
وبالفعل، استمع بوبي لنصيحة ستيف جوبز، وبدأ بالتركيز على تنمية شركته، واتخذ عدة خطوات حاسمة لتوسيع الشركة بالاستحواذ على شركات أخرى، منها شركة "كومودر إنترناشيونال" لكنه لم يتمكن من القيام بذلك.
كان يرغب في إزالة لوحة المفاتيح ومحرك الأقراص من جهاز أوميغا 500 وتحويله إلى نظام ألعاب فيديو في شركة كومودور، إلا أنه فشل في إقناع رئيس مجلس إدارة الشركة، ولم يتمكن من الاستحواذ.
في عام 1990، أصبح بوبي الرئيس التنفيذي لشركة Leisure Concepts، وفي العام نفسه، باع حصته في الشركة، واشترى حصة 25% من شركة Activision، وكان هذا الاستثمار بداية رحلته إلى القمة في عالم صناعة الألعاب الإلكترونية.
الاستحواذ على شركة Activision
في عام 1990، كانت شركة Activision، والتي كانت تعرف باسم Mediagenic، تواجه أزمة مالية كبيرة وعلى وشك الإفلاس، وسعت لمواجهة الإفلاس ببيع حصصها في السوق. اشترى بوبي كوتيك حصة 25% من الشركة مع شريكه التجاري براين كيلي، وعمل على إعادة هيكلة الشركة ومحاولة إخراجها من أزمتها المالية.
أول خطوة قام بها بوبي هو تحويل اسم الشركة من Mediagenic إلى Activision، وقام بإعادة هيكلة كاملة للشركة، ووجه الشركة للتركيز على صناعة وتسويق ألعاب الفيديو، وفي عام 1991، شغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
نجح بوبي خلال فترة قصيرة من الاستحواذ على 9 استوديوهات تطوير ألعاب، وتمكنت الشركة تحت قيادته من إصدار أول لعبة ناجحة في عام 1995.
عمل بوبي على بناء شركة ذات جودة مؤسسية، وركز على التطوير المستقل للألعاب، وفي عام 1994، أسس كوتيك شركة كونسيومر تكنولوجيز، وفي عام 1995، أصبحت تلك الشركة تابعة لشركته أكتيفيجن.
في عام 2003، نجحت شركة أكتيفجن في إطلاق لعبة Call of Duty، والتي تعد واحدة من أنجح سلاسل الألعاب في تاريخ الصناعة، واستمرت اللعبة في تحقيق نجاحات ضخمة على مدى العقدين التاليين.
![بوبي كوتيك.. العقل المدبر وراء نجاح Activision Blizzard]()
الاستحواذ على Blizzard Entertainment
في عام 2006، بدأ رجل الأعمال بوبي كوتيك المفاوضات من أجل الاستحواذ على شركة بليزارد إنترتينمنت، وبالفعل، نجح في ضم الشركة، وأدى هذا الاستحواذ إلى إنشاء شركة جديدة وهي شركة Activision Blizzard عام 2008، وشغل منصب المدير التنفيذي للشركة.
وبمرور الوقت وتحت قيادته، أصبحت الشركة لاعبًا رئيسيًا في سوق الألعاب الإلكترونية، وكان له دور مهم في التأثير على شركات أخرى، منها شركة سوني، الذي حذرها عام 2009 بالتوقع عن صنع الألعاب لمنصة بلاي ستيشن 3 إذا لم تخفض سوني سعر الجهاز.
في عام 2016، وسّع بوبي حضور الشركة على الهواتف المحمولة، وذلك بعدما استحوذ على شركة "كينج" مبتكرة لعبة كاندي كراش الشهيرة، كما استحوذ على منظمة الرياضات الإلكترونية Major League Gaming في العام نفسه.
وبحلول عام 2017، أصبح بوبي كوتيك أطول رئيس تنفيذي خدمة في أي شركة تقنية مدرجة في البورصة، كما تم تصنيف الشركة واحدة من بين أفضل 100 مكان للعمل وفقًا لمجلة فورتشن.
في عام 2022، وتحت قيادته، أصدرت الشركة إصدار Call of Duty: Modern Warfare II، والذي حقق مبيعات قياسية تجاوزت المليار دولار في 10 أيام فقط.
![بوبي كوتيك.. العقل المدبر وراء نجاح Activision Blizzard]()
التقاعد من الشركة
في عام 2022، أعلنت شركة مايكروسوفت عن رغبتها في الاستحواذ على شركة أكتيفجن بليزارد مقابل 68.7 مليار دولار، لتصبح أكبر عملية استحواذ على شركة ألعاب فيديو.
وبالفعل، تم الانتهاء من عملية الاستحواذ عام 2023، وبعدها أعلن بوبي كوتيك استقالته من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة في ديسمبر 2023. ورغم استقالته، لا يزال يشغل كوتيك مناصب عليا في عدة شركات، فهو مدير غير تنفيذي في شركة كوكاكولا.
راتب بوبي كوتيك
يعد رجل الأعمال بوبي كوتيك من بين الرؤساء التنفيذيين الأعلى أجرصا في الولايات المتحدة. في عام 2018، كان يحصل على راتب سنوي يقدر ب31 مليون دولار، وفي عام 2019، انخفض راتبه وأصبح 30.1 مليون دولار.
