بنجامين ميليبيد.. رائد في عالم الباليه والإخراج الفني

واحد من أشهر الشخصيات تأثيرًا في عالم الرقص والإخراج الفني، وصاحب رؤية إبداعية حديثة، إنه راقص الباليه ومصمم الرقصات الفرنسي بنجامين ميليبيد صاحب المسيرة الفنية المميزة، حيث استطاع أن يجمع بين الكلاسيكية والابتكار في كل ما يقدمه، ليصبح اسمًا لامعًا في مجال الرقص والإخراج على مستوى العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو بنجامين ميليبيد؟

هو راقص ومصمم رقصات فرنسي، ولد في 1 يونيو عام 1977، ويعيش ويعمل في الولايات المتحدة الأمريكية من التسعينات، ويعد واحد من أشهر مصممي الرقصات والمخرجين الفنيين في العالم.

بدأ ميليبيد مسيرته الفنية كراقص باليه، حيث تعلم رقص الباليه على يد والدته التي كانت معلمة رقص، ثم انتقل في مراهقته إلى الولايات المتحدة وتحديدًا إلى نيويورك، وهناك بدأ مسيرته المهنية الحقيقية، حيث انضم إلى مسرح مدينة نيويورك للباليه، وسرعان ما أصبح راقصًا رئيسيًا لعدة سنوات.

قدم ميليبيد عروضًا راقصة في مسارح عالمية، وبعدها دخل عالم تصميم الرقصات، وشارك في تصميم الرقصات للعديد من الأفلام، وأشهرها فيلم Black Swan الذي حصل على العديد من الجوائز، والتقى بسببه بزوجته المستقبلية الممثلة ناتالي بورتمان.

شغل ميليبيد العديد من المناصب، منها منصب المدير الفني للباليه الوطني في باريس، وعمل خلال فترة توليه هذا المنصب على تحديث البرامج الكلاسيكية، وإدخال عناصر حديثة فيه.

واصل ميليبيد مشواره الفني، وركز على مشاريعه الخاصة، وإلى جانب الرقص برع في مجال الإخراج السينمائي، وامتلك رؤية فنية معاصرة لاقت إشادة واسعة من النقاد.

نشأته وتعليمه

ولد بنجامين ميليبيد في مدينة بوردو في فرنسا، وهو الابن الأصغر بين 3 أبناء، وقد بدأ التدرب على رقص الباليه منذ سن الثامنة على يد والدته راقصة ومعلمة الباليه كاثرين فلوري، ووالده دينيس ميليبيد.

بين سن 13 و16 عامًا، درس ميليبيد في المعهد الوطني للموسيقى في مدينة ليون في فرنسا، وفي عام 1992 حضر دروسًا للباليه في مدرسة الباليه الأمريكية بمنحة دراسية من الوزارة الفرنسية، وخلال تلك الفترة قدم عروضًا متنوعة، وحصل على جائزة لوزان للرقص في سويسرا عام 1994.

علاقته بناتالي بورتمان

في عام 2009، التقى بنجامين ميليبيد بالممثلة الأمريكية ناتالي بورتمان خلال تصوير فيلم "البجعة السوداء" من بطولتها، وترك حبيبته في ذلك الوقت إيزابيلا بويلستون، الراقصة الرئيسية في مسرح الباليه الأمريكي، من أجل بدء علاقته مع ناتالي.

وقد تزوجا في أغسطس عام 2012 في حفل يهودي في كاليفورنيا، وعاشت الأسرة في باريس لبعض الوقت خلال فترة عمله كمدير الرقص في فرقة باليه أوبرا باريس.

في شهر فبراير عام 2014، أعلنت ناتالي وزوجها بنجامين تحولهما للديانة اليهودية، وقد تحدث الزوجان بأنهما ترددا كثيرًا على إسرائيل، وقررا في النهاية التحول إلى اليهودية؛ بسبب إيمانهما بتلك العقيدة واحترامهما لها.

في عام 211، رزق بنجامين بطفله الأول أليف، وفي عام 2017، رزق بطفلته الثانية أماليا. في عام 2016، انتقلت الأسرة من باريس إلى لوس أنجلوس.

بعد زواج دام 11 عامًا، انفصلت الممثلة ناتالي بورتمان عن زوجها بنجامين بسبب الخيانية، حيث أوضحت عدة تقارير صحفية أن بنجامين خانها، لذا قررت الطلاق رسميًا بعد زواج دام 11 عامًا و8 أشهر.

مسيرته الفنية

سافر بنجامين ميليبيد إلى مدينة نيويورك عام 1995، حيث انضم إلى فرقة الباليه هناك، وفي عام 1998 أصبح راقصًا منفردًا، وبداية من عام 2002 أصبح راقصًا رئيسيًا في الفرقة.

خللا عمله مع الفرق، أصبح مصمم رقصات، وابتكر أحدث رقصات الباليه بعدد من مسارح ومدارس الباليه في نيويورك، منها مسرح الباليه الأمريكي، ومدرية الباليه الأمريكية، وفرقة أوبرا متروبوليتان، وأوبرا باريس، وجنيف.

في عام 2006، قرر إطلاق شركته الخاصة، كما كان مصمم رقصات رئيسي في مركز باريشنيكوف للفنون في نيويورك. ظل ميليبد راقصًا حتى عام 2011، حيث تقاعد من فرقة باليه مدينة نيويورك، وركز على مسيرته كمصمم رقصات.

أطلق ميليبيد في العام نفسه مشروع LA Dance Project في مركز لوس أنجلوس للموسيقى، وقد بلغت ميزانية المشروع حوالي مليون دولار سنويًا، وتعاون في المشروع مع المنتج تشارلز فابيوس، والملحن نيكو موهلي، والملحن نيكولاس بريتل، وماثيو هومري.

في عام 2012، أنشأ مشروع مركز لوس أنجلوس للمسرح، وقدم أعمالًا فنية في جميع أنحاء المدينة، وفي العام نفسه، أصبح مصمم رقصات للراقصة أماندا ويلز التي قدمت عرضًا في متحف الفن المعاصر.

في عام 2013، سافر ميليبيد إلى باريس، وعمل كمصمم رقصات في مسرح دو شتاليه في باريس، وقدم عدة عروض في هولندا وإسطنبول وإيطاليا ولندن وليون في فرنسا، كما صمم رقصات في مهرجان إدنبرة الدولي. في عام 2016، عاد مجددًا إلى لوس أنجلوس، وأعلن عن مشروعه في المدينة، كما تعاون مع مؤسسة لوما في سويسرا.

العمل في دار باليه أوبرا باريس

في عام 2013، شغل بنجامين ميبيليد منصب مدير الرقص في دار باليه أوبرا باريس خلفًا لبرجيين لوفيفر، وخللا فترة عمله في باريس، استعان بويليام فورسيث كمساعد مصمم رقصات في الأكاديمية الجديدة.

قدم بنجامين برنامج تدريب داخلي لمصممي الرقصات، وقد قدم في موسمه الأولى حفلًا مليئًا بالمشاهير، كما أسس منصة رقمية للأعمال الجديد، ونظم تبادلات بين راقصين من مسارح أمريكية.

في عام 2015، أنتج فيلم وثائقي عن الباليه من إخراج تييري ديمايزيير وألبان تورلاي، وعرض على قناة فرنسية، وعرض الفيلم في مهرجان تريبيكا السينمائي. استقال ميليبيد عن منصبه في فبراير عام 2016، وعاد إلى لوس أنجلوس.

تعاونه في فيلم البجعة السوداء

في عام 2010، كان لمصمم الرقصات الفرنسي بنجامين ميليبيد دورًا محوريًا في تصميم رقصات فيلم "البجعة السوداء"، وهو أحد العناصر الأساسية التي جعل الفيلم يحظى بإشادة واسعة.

الفيلم من بطولة ناتالي بورتمان، ويدور حول عالم الباليه، وتمحور حول قصة "بحيرة البجع" الشهيرة" مع التركيز على البجعة البيضاء البريئة والبجعة السوداء الشريرة.

صمم ميليبيد رقصات توازن بين الباليه الكلاسيكية والديناميكية السينمائية، ليعبر عن التوتر النفسي والصراع الداخلي للشخصية الرئيسية. كان عمل ميليبيد مع بورتمان ناجحًا جدًا، وخاصة أنها ليست راقصة باليه محترفة، إلا أنه ساعدها لتطوير مهارتها الجسدية، مما جعلها قادرة على تأدية معظم الرقصات المطلوبة بشكل متقن أمام الكاميرا.