بكتيريا ذكية تخفي خدعة تضعف جهاز المناعة

كشفت دراسة طبية عن آلية ذكية تستخدمها بكتيريا شائعة تعرف باسم المستدمية النزلية (Haemophilus influenzae)، من أجل خداع جهاز المناعة البشري، مما يسبب عدوى الجهاز التنفسي المستمرة.

دراسة تكشف عن بكتيريا شائعة تستخدم خدعة ذكية لتضعف جهاز المناعة وتسبب أمراضاً مزمنة

وتعد هذه الدراسة خطوة هائلة نحو فهم أفضل لعدوى الجهاز التنفسي، وتفتح الباب أمام إمكانيات جديدة لعلاج هذه الأمراض المزمنة.

وركز الباحثون على فهم كيفية تفاقم عدوى المستدمية النزلية لأمراض الجهاز التنفسي، حيث أجروا دراسات مختبرية على ظهارة الجهاز التنفسي البشري المزروعة، لمراقبة كيفية تفاعل هذه البكتيريا مع الخلايا المناعية خلال العدوى، على مدار 14 يوماً.

وأظهرت النتائج أن المستدمية النزلية تمتلك قدرة فريدة على التحدث مع جهاز المناعة البشري، حيث تقنعه بعدم وجود أي تهديد، مما يؤدي إلى تثبيط الاستجابات المناعية.

وقال الباحثون إن المستدمية النزلية تحفز التحمل المناعي، مما يقلل بشكل كبير من إنتاج جزيئات الالتهاب التي تحارب العدوى.

وأثبتت الدراسة ذلك من خلال تجربة فريدة، حيث قام الباحثون بإعداد أنسجة الأنف البشرية في المختبر، وزرعوها لتشبه أسطح الجهاز التنفسي البشري، ثم تعرضوها للمستدمية النزلية الحية والميتة.

وبينت النتائج أن البكتيريا الميتة أدت إلى إنتاج سريع لجزيئات الالتهاب، بينما منعت البكتيريا الحية ذلك، مما يؤكد قدرتها على إضعاف الاستجابة المناعية.

وأوضح الباحثون أن هذه الآلية تتيح للمستدمية النزلية البقاء على قيد الحياة، والتسبب في عدوى مزمنة، مشيرين إلى أن هذه البكتيريا تعيش بشكل أساسي في الخلايا التي تشكل سطح الجهاز التنفسي، وهو سلوك نادر لا تمتلكه العديد من البكتيريا الأخرى.

وأضافوا أنه إذا انخفضت المناعة المحلية، على سبيل المثال أثناء الإصابة الفيروسية، فقد تتمكن المستدمية النزلية من الاستيلاء والتسبب في عدوى أكثر خطورة.

وتقدم هذه النتائج رؤى ثورية حول آليات العدوى بالمستدمية النزلية، وتشكل أساساً هاماً لتطوير علاجات جديدة.

ويهدف الخبراء مستقبلاً إلى البحث في طرق تطوير علاجات تعزز قدرة الجهاز المناعي على اكتشاف المستدمية النزلية والقضاء عليها، قبل أن تسبب مزيداً من الضرر.