بعد مأساة فالنسيا.. موجة جديدة من الفيضانات تضرب إسبانيا

تأثرت المناطق الشرقية والجنوبية من إسبانيا بالظاهرة المناخية المعروفة محلياً باسم "دانا"

  • تاريخ النشر: منذ 8 ساعات
بعد مأساة فالنسيا.. موجة جديدة من الفيضانات تضرب إسبانيا

شهدت إسبانيا في الساعات الماضية موجة جديدة من العواصف والفيضانات المدمرة، في مشهد مأساوي يعيد إلى الأذهان الكارثة التي ضربت البلاد قبل أسبوعين فقط في مدينة فالنسيا. 

فيضانات تضرب ألكانار بإسبانيا 

وكشف تقرير نشر على موقع الديلي ميل، انتشار مقاطع فيديو صادمة تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحول شوارع مدينة ألكانار إلى أنهار جارفة، حيث اجتاحت مياه الفيضانات المدينة الواقعة على بعد 160 كيلومتراً شمال فالنسيا المنكوبة في مقاطعة طراغونة.

وفي ظل هذه الظروف الجوية القاسية، اضطرت السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة، حيث تم إجلاء نحو 3000 شخص من منازلهم في المناطق القريبة من نهر غوادالهورس.

كما أعلنت السلطات إغلاق المدارس والمتاجر والمرافق العامة في العديد من المقاطعات المتضررة، وامتدت الإجراءات الاحترازية لتشمل تعليق حركة القطارات بين مدن رئيسية مثل مالقة ومدريد، وبين برشلونة وفالنسيا.

وتأتي هذه الموجة الجديدة من الفيضانات في وقت لم تتعاف فيه البلاد بعد من آثار الكارثة السابقة التي ضربت فالنسيا ومناطق أخرى قبل أسبوعين، والتي خلفت أكثر من 220 قتيلاً، وتسببت في تدمير آلاف المنازل، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة النطاق ضد السلطات الإقليمية؛ بسبب ما اعتبره المواطنون قصوراً في التعامل مع الأزمة.

ظواهر جوية خطيرة في إسبانيا 

وتشير التقارير الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية إلى احتمال هطول كميات قياسية من الأمطار تصل إلى 180 ملم خلال خمس ساعات في فالنسيا، في حين سجلت مدينة مالقة تراكمات مطرية وصلت إلى 70 ملم في ساعة واحدة فقط. 

وقد أدت هذه الأمطار الغزيرة إلى ظهور ظواهر جوية خطيرة مثل الأعاصير البحرية والبرية، خاصة في منطقة كوستا ديل سول السياحية.

ويعزو خبراء الأرصاد الجوية هذه الظاهرة المناخية، المعروفة محلياً باسم "دانا"، إلى اصطدام كتل الهواء الدافئ بالهواء البارد الراكد، مما يؤدي إلى تشكل سحب ممطرة قوية.

وتتأثر المناطق الشرقية والجنوبية من إسبانيا بشكل خاص بهذه الظاهرة؛ نظراً لموقعها الجغرافي بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط.

ومما زاد من حدة الكارثة أن إسبانيا كانت تعاني من جفاف استمر لما يقرب من عامين، مما جعل التربة صلبة وغير قادرة على امتصاص مياه الأمطار بشكل فعال. 

وفي هذا السياق، كشفت شركة التأمين الإسبانية عن تلقيها أكثر من 44,000 مطالبة تعويض عن أضرار لحقت بالمركبات جراء الفيضانات الأخيرة، ويتوقع ارتفاع هذا العدد مع عودة المزيد من السكان إلى منازلهم.

وعلى الرغم من عدم تسجيل وفيات حتى الآن جراء العواصف الأخيرة، إلا أن القلق يساور السكان والسلطات على حد سواء من احتمال تكرار سيناريو فالنسيا المأساوي، خاصة مع استمرار البحث عن نحو 100 شخص في عداد المفقودين من فيضانات أكتوبر الماضي. 

وفي خضم هذه الأزمة، تتواصل الاحتجاجات الشعبية المنددة باستجابة الحكومة للكارثة، حيث خرج عشرات الآلاف إلى شوارع فالنسيا مطالبين بتحسين إدارة الأزمات وتطوير البنية التحتية لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.

وتواصل فرق الإنقاذ والطوارئ عملها على مدار الساعة لمساعدة المتضررين وإجلاء السكان من المناطق الأكثر خطورة، في حين تعمل السلطات المحلية على تقييم الأضرار وتنسيق جهود الإغاثة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة