بعد تكريمها في برلين.. سوينتون تعلن اعتزال التمثيل مؤقتًا

أعلنت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار، تيلدا سوينتون، خلال مؤتمر صحفي في مهرجان برلين السينمائي الدولي أمس الجمعة، أنها ستأخذ استراحة من التمثيل لبقية العام.

سبب ابتعاد تيلدا سوينتون عن التمثيل 

وأوضحت سوينتون البالغة من العمر 64 عامًا أن السبب وراء هذه الاستراحة هو أن الأمور أصبحت "جنونية بعض الشيء" في صناعة السينما.

قالت سوينتون: "أحتاج إلى استراحة، وسأحصل عليها، نعلم جميعًا أن صناعة الأفلام هي سيدة لا ترحم، وقد كنت تحت وطأتها لفترة من الوقت".

وأضافت: "عندما أعود إلى اسكتلندا يوم الاثنين، سأبدأ مرحلة كنت أتطلع إليها منذ 15 عامًا، وهي فترة من حياتي سأقوم فيها بشيء مختلف، لا أستطيع أن أقول بالضبط ما هو، لكنني أستطيع أن أؤكد أنني لن أقوم بتصوير أي فيلم لبقية هذا العام".

سوينتون وصناعة السينما المستقلة

أشارت سوينتون إلى أنها تريد قضاء بعض الوقت لتطوير عدة مشاريع، بعضها "مخصص للسينما"، ولاحظت أن صانعي الأفلام المستقلة لا يحصلون على هذه الرفاهية في الوقت الحالي، حيث غالبًا ما يتم التسرع في بدء الإنتاج بمجرد العثور على التمويل.

قالت سوينتون: "في الأيام الخوالي – قبل كوفيد – كان الناس يقولون: "نعتقد أننا حصلنا على التمويل لصنع فيلم مستقل"، وكنا نقول: "هل يمكننا الانتظار تسعة أشهر أخرى لتطوير شيء ما؟" وكان الناس غالبًا ما يوافقون".

وتابعت قائلة: "ولكن منذ كوفيد، أصبح الوضع: "لا، المال موجود الآن، ويجب أن نبدأ" هذا الشعور بالاستعجال وعدم الاستقرار المالي كان مرهقًا للغاية بالنسبة لنا جميعًا".

عام حافل لسوينتون

شهد عام 2024 نشاطًا مكثفًا لسوينتون، حيث قامت بتصوير فيلم "الغرفة المجاورة" للمخرج بيدرو ألمودوفار، ودعمت إصدار فيلم"النهاية" الموسيقي الذي يتناول نهاية العالم، كما شاركت في تصوير فيلمها النفسي "أنشودة لاعب صغير" إلى جانب كولين فاريل.

كما كانت سوينتون مشغولة في حملات جوائز الموسم مع فيلم "الغرفة المجاورة"، حيث تم ترشيحها لجائزة غولدن غلوب، لكنها لم تكن مرشحة لأي جوائز في حفلتي BAFTA أو الأوسكار القادمتين.

وقد تم تكريم سوينتون بجائزة الدب الذهبي الفخرية تقديرًا لمسيرتها الفنية خلال مهرجان برلين السينمائي.

خطاب سوينتون في مهرجان برلين  

كما ألقت سوينتون خطابًا قويًا خلال المهرجان، حيث انتقدت الوحشية المذهلة للكراهية، والقتل الجماعي الذي ترتكبه الدولة، ويدعمه المجتمع الدولي، دون أن تذكر أوكرانيا أو غزة أو دونالد ترامب بشكل مباشر، وجهت سوينتون انتقادات لاذعة لما أسمته "حكوماتنا المدمنة على الجشع".

قالت سوينتون: "هذه حقائق يجب مواجهتها، ومن أجل الوضوح، دعونا نسميها يتم ارتكاب اللاإنسانية تحت مراقبتنا، أنا هنا لأسميها دون تردد أو شك، وأعبر عن تضامني الثابت مع جميع الذين يعترفون بالرضا غير المقبول لحكوماتنا المدمنة على الجشع، والتي تتودد لمخربي الكوكب ومجرمي الحرب، أينما كانوا".

كما وجهت سوينتون انتقادًا صريحًا لخطة ترامب لإعادة تطوير غزة كمنتجع ساحلي، حيث أشادت بالسينما المستقلة، ووصفتها بأنها "عالم غير محدود، شامل بطبيعته، ومحصّن ضد محاولات الاحتلال والاستعمار والاستيلاء أو تطوير العقارات الساحلية".

وفي مؤتمر صحفي بعد حصولها على جائزة الدب الذهبي، قالت سوينتون إنها لم تستجب لدعوات مجموعة مقاطعة "BDS" لمقاطعة المهرجان بعد احتجاجات 2024، حيث رأت أن حضورها سيكون "أكثر فائدة". 

قالت سوينتون: "أنا معجبة كبيرة بBDS ولدي احترام كبير لهم، وأفكر في ذلك كثيرًا... أنا هنا اليوم – وأمس وغدًا وبعد غد – لأنني قررت الحضور، وقررت أنه من المهم لي أن أكون هنا، لقد منحني المهرجان منصة قررت في لحظة شخصية أنها قد تكون أكثر فائدة لقضيتنا من عدم حضوري، كان ذلك قرارًا شخصيًا، وأتحمل مسؤوليته الكاملة".